«الميثاق الملي» وقبعات مصطفى كمال في عفرين
«السيرة المحجوبة»
«الولايات الشرقية»
و«الولايات الشرقية» مصطلح جغرافي سياسي سيتكرر في السطور القادمة. إن هذا التوصيف ليس «تقية» بديلة عن «كردستان» كما يفهم في السياق الحاضر، ولا تتريكاً مبكراً في ذلك الوقت، رغم أنه تحول إلى ذلك لاحقاً. إذ كان في واقع الأمر «تقيّة» لابتلاع أرمنستان (أرمينيا)، حيث أن كردستان حتى ذلك الحين لم تكن بهذا الاتساع رغم المزاعم الكردية المضادة لمثيلتها الأرمنية. وكانت قضية الأرمن في ذلك الوقت ما تزال واضحة الملامح والحدود الجغرافية! فكان إطلاق اسم «الولايات الشرقية» مخرجاً لدمج أراضي الأرمن العثمانية ضمن هوية مهيمنة جديدة هي «كردستان» ومخرجاً أيضاً من الرقابة الأوروبية على الانتهاكات الموجهة ضد القضية الأرمنية. وبما أن كردستان أصغر من أن تشمل الولايات الواسعة التي بقي فيها الترك فقط (بعد تهجير وإبادة الأرمن) فإن اصطلاح «الولايات الشرقية» كان في واقع الأمر يعكس التوافق التركي- الكردي على إبقاء الاتصال الإيجابي التاريخي بين الطرفين بلا نزعة تغلبية. المهم استكمال إزالة الخطر، وهو حماية الولايات الشرقية من مشروع «أرمينيا الكبرى».
استراتيجيات البقاء الكردية
حذف سوريا من «الميثاق الملي»
جهاز التلغراف «الأسطوري»
كأن بيزنطة ستبعث من جديد
إن الأجواء السائدة في الفترة من 1918 (هزيمة العثمانيين) حتى عام 1922 (هزيمة اليونانيين) لا يمكن اعتبارها مجرد ثلاثة أو أربعة أعوام في التاريخ. إن الصحيح هو تحليل هذه الحقبة بالأيام والأسابيع. أما تناولها من خلال الأعوام، فيترك فراغاً وقصوراً كبيراً في الرؤية. وهذا ينطبق على مراجعات التاريخين الكردي والتركي معاً في الأناضول وكردستان. حتى الخطط «التآمرية» للحلفاء المحتلين لاسطنبول والمضائق وإيجة وكيليكيا، كانت عبارة عن أفكار ارتجالية. لا يمكن لأي طرف مهزوم (أنقرة أو إسطنبول) العمل وفق برنامج مستند إلى خطط الحلفاء الأوروبيين تجاه بقايا الدولة العثمانية. كان فريق إسطنبول، وفيهم السلطان، يراهن على الشقاق بين الحلفاء وأن بلاده ستربح في النهاية وسط هذا الشقاق بين البريطانيين والفرنسيين، وبين البريطانيين واليونانيين، والإيطاليين واليونانيين. فيما انتقل مصطفى كمال إلى الشرق، وهو لم يكن وجد له موقعاً قيادياً في إسطنبول.