‏ ‏ ‏
  • Kurdî
  • English
المركز الكردي للدراسات
  • مقالات
  • تحليل موجز
  • تقارير
  • تقدير موقف
  • أبحاث ودراسات
  • تاريخ ومجتمع
  • كتب
  • نشاطات المركز
No Result
View All Result
المركز الكردي للدراسات
No Result
View All Result

أثر انتفاضة 1925 في سوريا: النخب والتعبئة وإعادة توجيه المجتمع

29 يونيو 2025
أثر انتفاضة 1925 في سوريا: النخب والتعبئة وإعادة توجيه المجتمع

جانب من مؤتمر عقد نهاية حزيران في بروكسل حول أثر انتفاضة 1925 على الحركة القومية الكردية

Share on FacebookShare on TwitterShare on whatsappShare on telegramShare on email

شورش درويش

مثّلت انتفاضة الشيخ سعيد وجمعية آزادي أكبر تحدٍ يواجه الجمهورية الفتية بعد إلغاء الخلافة عام 1924 وقطع الرابط الأخير – ما فوق القومي- المتبقي بين الكرد والترك. أدى قطع هذا الرابط إلى إزاحة تلقائية للكرد من الكيان الجمهوري الوليد. لكن، قبل إلغاء الخلافة كانت النخبة القومية المتمثّلة بأعضاء جمعية آزادي خلال حرب الاستقلال، وتحديداً بعد أحداث قوجغيري عام 1921، تخشى من نزوع مصطفى كمال وفريقه القومي. تحقّقت شكوك آزادي والنخب القومية الكردية إثر النتائج المفجعة لمعاهدة لوزان 1923، ولأجل ذلك أصبح القيام بانتفاضة مسلّحة الخيار الأوحد المتاح لمواجهة توجه الجمهورية الجديد وتنصّل مصطفى كمال من الوعود التي كان قد قطعها للزعماء الكرد خلال حرب الاستقلال.

تنامت حالة الاغتراب الكردية والخشية من تزايد سياسات التمييز والاضطهاد القومي ومنطق الإذابة العرقية وخطط الإبعاد والتهجير القسري بشكل أكبر بعد إخفاق انتفاضة الشيخ سعيد في تحقيق أهدافها، إذ إن «الكماليين» لم يعودوا يميّزون بين زعماء العشائر الكردية المناوئين لسلطتهم والمؤيّدين لها. وانعكست مجمل هذه التطوّرات الجارية في تركيا على الكرد الواقعين تحت سلطة الانتداب الفرنسي في سوريا؛ فرغم مساعي الكماليين استخدام كرد سوريا على طرفي الحدود خلال عملية ترسيم الحدود السورية-التركية سعياً منها ضبط الطريق الواصلة إلى الموصل عبر «الجزيرة العليا». إلّا أن الأتراك الذين عرقلوا ترسيم الحدود في الجزيرة انطلاقاً من  نقطة نصيبين وصولاً إلى الحدود السورية- العراقية وجدوا أنفسهم ينجرفون نحو سياسة إطباق الحدود وردع الحركة الكردية في سوريا الانتدابية عقب انتفاضة الشيخ سعيد. وبطبيعة الحال، التقت المصالح الفرنسية التركية بعد أن  شهدت سوريا عام 1925 ثورة عارمة، فكان من مصلحة الفرنسيين استمالة تركيا بعد تجربتهم المريرة في مواجهة تمرّد إبراهيم هنانو حين دعمه الأتراك وأمدوه بالسلاح، وبناءً على ما كان يجري في سوريا سمح الفرنسيون بعبور القوات التركية عبر الأراضي السورية باستعمال سكة حديد بغداد لقمع الانتفاضة الكردية، ثم مضت سلطة الانتداب في سياسة ضبط الحدود وإبعاد روّاد الحركة الكردية الناشئة عن الحدود باتجاه الداخل السوري والتوقف عن كل عمل يستفز الأتراك، وكل ذلك ضمن سياسة فرنسية مضطربة تجاه الكرد تراوحت بين  دعمهم في فترات معينة والحد من أنشطتهم في فترات أخرى.

إن الأثر المديد لانتفاضة الشيخ سعيد ظهر بعد وقت قليل من محاولة إخمادها، ولعل جانباً مهماً لتأثير الانتفاضة ظهر في سوريا الانتدابية من خلال جهود حركة خويبون فور تأسيسها بحمدون اللبنانية عام 1927، حيث كانت خويبون مندمجة بشكل مطلق في النشاط التعبوي والدعائي والعسكري لانتفاضة آغري/ آرارات (1930). إن ما يذهب إليه مارتن فان برونسن حول استمرار انتفاضة الشيخ سعيد، يبدو شارحاً بعض الشيء لمسألة أثر الانتفاضة على كرد سوريا، فالانتفاضة بعكس انتفاضة عبيد الله النهري مثلاً، استمرّت بعد مقتل قائدها، حيث واصل أتباعه القتال على شكل حرب عصابات. وعليه، فإنه يمكن النظر إلى انتفاضة آغري بأنها  كانت «الاستمرار المباشر لثورة الشيخ سعيد » (برونسن2008: 558). وبهذا المعنى، فإن التطوّرات السياسية والعسكرية في كردستان الشمالية ألقت بظلالها على كرد سوريا وتدخّلت عدة عوامل في هذا المسار، من ذلك: دور النخب القومية الوافدة من تركيا وشمال كردستان ودينياميات الهجرة والحدود وتأثيراتهما، وتجريب أنماط جديدة للتعبئة القومية والإحياء الثقافي، ومحاولات إدماج العشائر في العمل القومي، وصولاً إلى دعوات الحكم الذاتي (1932-1936).

النخبة والتعبئة

ساهمت عملية هجرة النخب، ضمن هجرة أوسع شملت فئات اجتماعية متعددة، إلى الجزيرة تحديداً، في إحداث عملية تنوير قومية. تحوّلت سوريا والمناطق الكردية إلى مختبر للأفكار والرؤي الجديدة بما في ذلك تطوّر النزعة الإقليمية المطالبة بالحكم الذاتي. وجرت عملية مراجعة للأخطاء التي أودت بانتفاضة الشيخ سعيد. ساهمت هذه الترتيبات الجديدة في إعادة تشكيل الهوية الكردية عبر الأدوار التي لعبتها خويبون والبدرخانيون واندماج النخب التقليدية في الهوية الجديدة انطلاقاً من عام 1927؛ فنموّ الوعي القومي (الكردايتي) بين كرد سوريا بحسب نيلدا فوكارو «اعتمد على تلك التطوّرات التي تؤثر على الكرد الذين يعيشون في تركيا، وقد نمت أفكار الشعور القومي بشكل أساسي بين مجتمع المهاجرين من تركيا الذين وصلوا إلى سوريا بعد عام 1925» (نيلدا فوكارو 2021: ).

يمكن اعتبار وصول الطبقة السياسية الكردية الوافدة أو المنفية من تركيا إلى الجزيرة الخاضعة لفرنسا، لاسيما الشيوخ والملالي إلى عامودا، ووصول الكوادر القومية/الدينية إثر انتفاضة الشيخ سعيد بعد عام 1925 بأنه صورة واضحة لـ«التنوير القومي» (Seda Altuğ 2011:162).  . سرّع توافد الشخصيات عملية إعادة تشكيل هوية قومية كردية، وبالتالي تجريب أنماط من التحديث القومي واختبار العمل المنظّم والاحتكاك المباشر مع سلطة استعمارية بشكل مباشر، والأهم تنامي حركة إقليمية كردية ظهرت لاحقاً سعت إلى الحكم الذاتي بالتحالف مع مسيحيي الجزيرة. 

من بين النخب التي أثرت في الحياة السياسية وخاضت تجاربها في التنوير القومي، والتي أطلق عليها جوردي غورغاس اسم «الحركة الكردية التركية في المنفى»، تأتي أدوار عائلتي بدرخان وجميل باشا اللتين سيطرتا على حركة خويبون حتى اندثارها عام 1944، إضافةً إلى أسماء مثل حاجو آغا وممدوح سليم وعارف عبّاس وأحمد نافذ زازا وأوصمان صبري وجكرخوين ونوري ديرسمي، (كان ديرسمي العلوي الوحيد في رابطة خويبون بعد وصوله إلى سوريا عام 1937)، سوى ذلك من أسماء جاءت من المتن النخبوي للأندية الكردية التي نشطت في إسطنبول حتى عام 1921. «لكن دخول بعض [الغرباء] إلى نادي الوجهاء مثل أوصمان صبري مهّد لكتابة فصول جديدة من التعبئة في الحركة الكردية» (غورغاس2013: 149). بدأت هذه النخب معاً بتجريب أنماط مختلفة من العمل عن تلك التي اعتمدتها جمعية آزادي في انتفاضة 1925، فتجلّى النشاط السياسي للنخب الكردية المتحلّقة حول رابطة خويبون في التعاون المفتوح مع الطاشناق في لبنان وسوريا والاستفادة من تجربتها العابرة للحدود في إرساء سياسة كردية أرمنية جديدة، والاستفادة من علاقات الطاشناق الدولية حيث لعبت المنظمة الأرمنية أدواراً مهمة في عملية الوساطة بين خويبون والدول الكبرى، وموّلت الأنشطة الكردية وساهمت في تسليح ثورة آغري 1930.

 استخدمت خويبون لغة جديدة تأثّرت فيها بأدبيات المناضلين الأرمن، فجرى استخدام لغة تعبوية محدّثة طرأت على القاموس السياسي الكردي، وقد جاءت متأثرة ببلاغة الأحزاب الأرمنية المتأثرة بدورها بالاشتراكية والشعبوية الروسية، فبرزت كلمات جديدة مثل الأمّة/ملّت، الثورة/شورش، الوطني/ولات باريز. لم تغفل هذه اللغة الجديدة استعادة الشخصيات وترميزها، فنال الشيخ سعيد، بوصفه حالة نموذجية، اهتماماً خاصاً في اشتغالات خويبون حيث قامت بنشر ثلاثة كراسات عنه، وفي هذا الصدد يجادل غورغاس بالقول «إذا كان قصد خويبون التعبئة، لا بدّ، إذن، من صناعة أو إعادة تشكيل هذا المثال (الشيخ سعيد)، بالتشديد على رفع شأن شخص الشهيد. فالشهيد ينبغي أن يبدو نموذجياً مميزاً عن مجتمعه (الكردي)، وينبغي أن تكون القضية التي استشهد في سبيلها واضحة (استقلال كردستان)» (غورغاس2013 206 ).

لم تكتفِ حركة خويبون بإيجاد علاقة مركّبة مع الأرمن وما تسببت فيه هذه العلاقة الحيوية من إشكالات وإساءة النظر إليها داخل الأوساط التقليدية والقومية الكردية، بل ذهب روّاد الحركة نحو توسيع خطاب التعبئة ليغطي الجانب الديني أيضاً، فحذرت الحركة من أن النظام التركي يهدد  «ديننا وشرف الأمة الكردية»، في محاولة لاستمالة الشيوخ وزعماء العشائر الذين لم يكونوا مستعدين في تكرار التضحيات الجسيمة التي أقدم عليها الشيخ سعيد ومن وقف في صفّه. 

يمكن النظر إلى أدوار النخب والفاعلين الكرد في سوريا وفق ما ذهب إليه ستيفان وينتر في دراسته المخصصة عن الجذور القبلية للقومية الكردية في سوريا، حيث تحول الكرد تحت الانتداب الفرنسي إلى مركز لحركة فكرية أثّرت بشكل حاسم على الثقافة الكردية خارج حدودها، ورسّخت رموزها كقادة في المنفى ومحاولاتهم تطوير مسعىً دوليٍّ لتحقيق دولة مستقلة (وينتر2020: 93). 

الحدود والقبيلة وإعادة توجيههما

إلى جوار بنية المجتمع الكردي المجزّأ في سوريا بين ثلاث مناطق: الجزيرة، جرابلس وكوباني، عفرين، بوصفها مناطق كردية حبيسة شكّلت امتداداً طبيعياً للأقاليم الكردية في تركيا والعراق، فإن خسارة معظم العشائر لثقلها الديمغرافي إثر سياسة الترسيمات الحدودية المتتالية انطلاقاً من عام 1921 وحتى عام 1929، أدى إلى بروز مسألتين: الأوّلى، تقسيم العشائر الكردية، حيث أصبح للعشيرة الواحدة زعيمين جنوب وشمال الحدود في بعض الحالات. أثّر هذا التقسيم على فاعلية زعماء العشائر، وبالتالي تراجعت أدوارهم وفاعليتهم مع نشوء سياسات هويّة جديدة، خاصة مع اتباع الكماليين سياسة تفتيت البنية الاجتماعية التقليدية وإعادة صياغة علاقات الإنتاج بين المركز والأقاليم الكردية، هذا إضافةً إلى سياسة فرنسا في دعم توطين العشائر المتجوّلة وإقامة المدن المستحدثة (الحسكة والقامشلي) وتأثير ذلك على تراجع الطابع العابر للحدود للعشيرة وتراجع أهمية الأسواق التقليدية (نصيبين – ماردين).

أما المسألة الثانية، فتمثّلت بأدوار مجموعة المهاجرين والنخبة القومية الوافدة من شمال كردستان بعد انتفاضة 1925. بطبيعة الحال، جرى تضخيم أعداد فئة المهاجرين مع تنامي النزعة الوطنية السورية للدلالة على أن مشكلة كرد سوريا تساقطت على سوريا بفعل سياسة الكماليين والسياسات المزدوجة للفرنسين، حيث قام الفرنسيون بدعم الحركة الكردية في فترات واحتوائها في فترات أخرى. 

لم يكن الدور الأهم الذي لعبته الهجرة كامناً في تغيير الميزان الديمغرافي لصالح الكرد، على ما تقوله الدعاية المضادة للكرد، بقدر ما كان في أدوار النخب المنفيّة وفاعليتها. ومن المفيد الإشارة إلى دراسة أعدّتها نيلدا فوكارو والإحصائية التي تعتمد عليها في تحديد نسبة المهاجرين، فقد كانت نسبتهم قرابة 10 في المئة فقط من إجمالي عدد الكرد المتواجدين داخل الكيان السوري الناشئ وغير المكتمل، وهم بالتالي قرابة 22 ألفاً (فوكارو 2021) وذلك بالاستناد إلى إحصائيات عام 1943. وإلى جوار هذه المعلومات الإيضاحية التي تنفي مزاعم استيطان الجزيرة، يمكن التدليل على مسألة عدم استيلاء زعماء قبليين كرد على الأراضي التي يحوزها العرب أو المسيحيين في الجزيرة. فعلى سبيل المثال جاء نموّ ملكية حاجو آغا الاقطاعية على حساب ملكيات أفراد العشائر الكردية الآخرى، أي أن دورة التناوب على حيازة الملكيات لم تأتِ على حساب الملّاك غير الكرد. 

 بالنسبة للأدوار العشائرية، يمكن تناول تجربتي آل إبراهيم باشا الملّي وحاجو آغا كمثالين لتباين سياسة العشيرة وطبيعة أدوارها. برز دور أبناء إبراهيم باشا الذين خسروا مناطقهم بعد ترسيم الحدود في أكتوبر/تشرين الأول 1921 حيث «قسّمت هذه المنطقة بشكل مباشر تاركةً جزءاً كبيراً من أراضي أجداد الملّيين داخل أراضي الانتداب الفرنسي في سوريا (وينتر2020: 89). وعلى عكس حاجو، الذي وجد أن قيادة العشيرة تؤمّن له أدوار أوسع داخل الإطار القومي النامي الذي أمّنته خويبون وانخراطه المباشر في جهود ثورة آغري 1930، تجنّب المليون الاتصال برابطة خويبون و المشاركة في الأنشطة الثقافية والسياسية التي يقودها البدرخانيون، وتجنّبوا الاتصال بالطاشناق رغم علاقاتهم بالمجتمع الأرمني، ولم يقدموا سوى الدعم الرمزي لثورة آغري». (وينتر2020: 91). 

في إزاء قبول الاتحاد الملّي التدريجي بالأمر الوقع المتشكّل في أعقاب ترسيم الحدود وخسارة أراضي الملّيين التقليدية وتقسيمها والرغبة بالمحافظة على ما تبقّى في إيديهم تبرز تجربة حاجو المختلفة عن تجربة آل إبراهيم باشا. فتجربة حاجو الأولى أكدت على الطابع العابر للحدود للقضية الكردية والقدرة على تبديل المواقع بين الأتراك والفرنسيين. ثم جاءت تجربته الثانية من خلال دمج العشيرة بالعمل القومي واستعادة المكانة التي خسرها بفعل السياسات الكمالية وتراجع أهمية وأدوار العشائر بعد قمع انتفاضة الشيخ سعيد. ثم تأتي تجربته الثالثة الاستقلالية والمطالبة بالحكم الذاتي بالتعاون مع مسيحيي الجزيرة وبعض زعماء العشائر العربية.

بخلاف بعض الزعماء العشائريين غير المتحمّسين للحكم الذاتي، تبدو محاولة حاجو الاستقلالية مبنية على عدة دعامات: الاستفادة من مرحلة الوعي القومي التي تنامت بفعل ثورة الشيخ سعيد. ومن جذور علاقات حاجو بالمجتمع المسيحي داخل كردستان الشمالية وقيادته القبليّة. فعقب انتفاضة الشيخ سعيد، انتفض «أبناء عشيرة هفيركي في منطقة طور عابدين وانضم إليهم عدد كبير من الآثوريين وغيرهم من مسيحيي المنطقة… فقد شمل القمع الأقليات القومية (العرب والآثوريين)» (مظهر2001: 120). أي أن طبيعة العلاقة بين حاجو والمسيحيين، لاسيما الثنائي: رئيس بلدية القامشلي ميشيل دوم والمطران حبي في مشروعهما الاستقلالي، بُني على جذور العلاقة الكردية المسيحية في طور عابدين وإمكانية إقامة إئتلاف عابر للقومية. وأيضاً نبع هذا التحالف من المخاوف المشتركة التي توضحها العرائض التي وجهها وجهاء الجزيرة منذ عام 1932، مطالبين بالاستقلال الإداري الذاتي ومخاطبة سلطات الانتداب وعصبة الأمم عام1936 . فأنصار الاستقلال الذاتي الكرد والمسيحيين كانوا يخشون من أن يكون «لإقامة دولة – أمة عربية عواقب تتمثّل في سياسة عدوانية ضد الأقليات كما حصل في تركيا والعراق» (غورغاس2013: 116). 

ثمة عنصر إضافي  في محاولات حاجو ومسيحيي الجزيرة الاستقلالية، حيث تبنّت فرنسا سياسة إقامة الدويلات في سوريا الأمر الذي شكّل حافزاً معقولاً بالنظر إلى تجربة جبل لبنان الملهمة لمسيحيي الجزيرة. 

خاتمة

يمكن اعتبار انتفاضة 1925 المقدمة الفعلية التي أثّرت في إعادة تشكيل «الكردايتي» خارج سياق الحدود وتحوّل المناطق الكردية في سوريا، إضافة إلى حلب ودمشق وبيروت، إلى مساحة خلفية للحركة القومية الكردية، مع الأخذ بالحسبان مختلف العوامل المستجدة التي أثّرت في الحركة القومية مثل تشكيل وضبط الحدود، والتحوّلات التي طرأت على البنى التقليدية، وأدوار العشائر والشيوخ، واضطراب العلاقة الكردية –الفرنسية، ومحاولات القوميين الكرد مخاطبة الدول العظمى انطلاقاً من سوريا. ولأجل ذلك كله، خشيت تركيا من التطوّرات الجارية في الساحة السورية. إن خشية تركيا التاريخية المزمنة هو أن تتحوّل «أي منطقة كردية ناجحة إلى عامل تأثير في كل المناطق الأخرى، ولاسيما التركية منها، وأن تصبح هذا المنطقة بمثابة سهل بيامونت الكردي» (ديشنر2014: 15). حين تحوّلت بيامونت الإيطالية الصغيرة في القرن 19 إلى منصّة انطلقت منها حركة الوحدة الإيطالية، وهذا بالتحديد ما كان يجري العمل عليه في الجانب الآخر من الحدود التركية عقب انتفاضة الشيخ سعيد وجمعية آزادي.

المصادر:

 -مارتن فان برونسن- الآغا والشيخ والدولة، دراسات عراقية

– نيلدا فوكارو – الكرد والقومية الكردية في سوريا الانتدابية: السياسة، الثقافة والهوية https://2h.ae/XQZp 

– ستيفان وينتر-النهضة الأخرى: البدرخانيون، والمِلّيون، والجذور القَبليّة للقومية الكردية في سوريا- مجلة الحوار العدد 74/2020

– – Sectarianism in the Syrian Jazira: Community, land and violence in the memories of World War I and the French mandate (1915- 1939)- Seda Altuğ- Universiteit Utrecht

– جوردي غورغاس- الحركة الكردية التركية في المنفى- دار آراس/الفارابي

– كمال أحمد مظهر –انتفاضة 1925

– غنثر ديشنر- الكرد شعب بلا دولة؛ تاريخ وأمل- دار آراس/الفارابي

Tags: الشيخ سعيد بيرانثورة 1925 في كردستانجمعية خويبون

آخر المنشورات

هجوم مار إلياس والاستهتار بالدم السوري 

هجوم مار إلياس والاستهتار بالدم السوري 

29 يونيو 2025

د. طارق حمو كشف الهجوم، الذي أعقبه تفجير انتحاري، وطال كنيسة مار إلياس في حي...

أثر انتفاضة 1925 في سوريا: النخب والتعبئة وإعادة توجيه المجتمع

أثر انتفاضة 1925 في سوريا: النخب والتعبئة وإعادة توجيه المجتمع

29 يونيو 2025

شورش درويش مثّلت انتفاضة الشيخ سعيد وجمعية آزادي أكبر تحدٍ يواجه الجمهورية الفتية بعد إلغاء...

بنيامين نتانياهو.. «ملك إسرائيل» مع سيجار تشرشل!

بنيامين نتانياهو.. «ملك إسرائيل» مع سيجار تشرشل!

27 يونيو 2025

تعليق: حسين جمو  يتابع الكاتب ديفيد ريمنيك حياة الشخصيات المثيرة للجدل لكتابة سيرهم. كتب عشرات...

شرق كردستان والحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية 

شرق كردستان والحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية 

28 يونيو 2025

وحدة الدراسات الإيرانية فيما كانت تتواصل الضربات المتبادلة بين كل من إسرائيل وإيران منذ بدء...

العقيدتان العسكرية والدينية ومستقبل سوريا

العقيدتان العسكرية والدينية ومستقبل سوريا

26 يونيو 2025

خالد المطلق  تُشكل العقيدة سواء كانت عسكرية أو دينية ركيزة أساسية في تشكيل هوية الأمم...

متخصص في الشؤون السياسية المحلية والإقليمية والدولية

المركز الكردي للدراسات

  • عن المركز

التواصل الاجتماعي

No Result
View All Result
  • مقالات
  • تحليل موجز
  • تقارير
  • تقدير موقف
  • أبحاث ودراسات
  • تاريخ ومجتمع
  • كتب
  • نشاطات المركز
  • عن المركز
  • Kurdi
  • English

متخصص في الشؤون السياسية المحلية والإقليمية والدولية