ثورة داخل ثورة: كيف ولماذا تقاتل النساء الكرديات تنظيم “داعش”؟

روسيا اليوم

العيش في مجتمع لا يتصّور فيه أن يحارب الرجال والنساء جنبا إلى جنب، لكن النساء في وحدات حماية المرأة (YPJ) كن مشغولات في معركة ضد تنظيم “داعش”، وأكملن ثورتهن الخاصة، كما أنهن أخبرن محطة ( RT) قصصهن السابقة الغير موثقة.

صورت وكالة( RT) فيلما وثائقيا فريدا من نوعه بعنوان (هنا الحرب: الحرب بين “داعش” والنساء)، حول النساء الكرد في سوريا اللواتي تدافعن عن بلادهن ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يعرف بين السكان بـ “داعش”، حيث بقي فريق التصوير ثلاثة أسابيع في مخيم تدريب تابع لوحدات حماية المرأة على الحدود مع العراق على بعد ثلاثة كيلو مترات من خط الجبهة الأمامي.

“كولان”البالغة من العمر ثمانية عشر عاما، والتي يعود أصلها إلى “سري كانيي ” المحاطة بأراض تحكمها “داعش” قالت بأنها تقاتل من أجل حماية عائلتها. الكرد قومية ترتبط ثقافيا ولغويا بإيران. حيث لا يملكون دولة خاصة، فإقليم كردستان يمتد عبر أجراء موزعة بين عدة دول في تركيا وسوريا والعراق وإيران. أضافت كولان “سأذهب لقتال العدو، لحماية أبي، وسلامته في البيت ولجعله فخورا بي”، كانت تريد أن تتدرب لتقاتل التنظيم، أباها بدوره قال لها “حاذري أن يقبض عليك، وإن حصل ذلك احتفظي بالرصاصة الأخيرة لنفسك”.

في ظل الأحداث المحتدمة في كلٍ من سوريا والعراق، قامت “داعش” بخطف العديد من النساء والفتيات الصغار، وارتكبت العديد من الأعمال الوحشية، متضمنة الشتم و الإهانة والإجبار على اعتناق الإسلام، والزواج من مقاتلي التنظيم.بمراقبة الوضع وسط سوريا وبالتحديد سيطرة التنظيم على تدمر، فإنه الآن يحكم نصف الأراضي السورية إلى جانب أجزاء مهمة في العراق.

الكرد أصبحوا يقاتلون العديد من المجموعات الجهادية، وبينها “داعش” منذ تموز عام 2013. الميليشيات التابعة لتنظيم “داعش”، كانت قد مارست أعمال وحشية من إبادة جماعية ضد الإيزيديين، الأقلية الكردية في العراق، حيث كان يأملون أن “يطهروا ” الأرض من غير المسلمين.”جيجك ” البالغة من العمر 16 عاما قالت ” بالنسبة لداعش الموت على يد امرأة يعني الذهاب إلى جهنم، ولذلك يتجنبون رصاص النساء، فعندما يسمعون صوت النساء يصابون بذعر شديد “. جيجك كانت قد هربت من بيتها متجهة نحو تركيا للانضمام إلى وحدات حماية المرأة ( YPJ) بعد أن حاول والديها إجبارها على زواج كان قد رتب لها.

وقد قال روي أحد القادة في صفوف مقاتلي وحدات حماية الشعب (YPG)” كبرنا في مجتمع حيث فرض أن تصبح النساء ربات منزل، فالرجال يعتبرونهم ملكهم وشرفهم، فهن غير قادرات  حتى على مغادرة المنزل “، وأضاف بأن مقاتلات وحدات حماية المرأة أردن إيجاد “مجتمع جديد”، مؤكدا بأن قبل ذلك لم تكن الصداقة بين الرجل والمرأة أو القتال سوية يخطر ببال أحد أو قابلا حتى لمجرد التفكير فيه.

تلك النسوة اللواتي تنضم إلى قوى الدفاع الذاتية في كردستان سوريا تشكلن ثورة ضمن ثورة.تولهلدان وهي قائدة ميدانية في وحدات حماية المرأة قال: “المقاتلون الكرد يحاولون بناء حياة جديدة تستند على المساواة بين الرجل والمرأة، ولا تهدف فقط خدمة الكرد بل كل البشرية”، مضيفا “هذا الإقليم فقير جدا، لكن الكرد فيه هم أفقر المكونات، فالأطفال هنا يعرفون معنى المشقة، هو أن يكون هناك دافع للقتال من أجل مستقبل حر.

* محطة روسيا اليوم – الترجمة رويا معو. خاص بالمركز الكردي للدراسات.

ترجمة: المركز الكردي للدراسات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد