جيرار شاليند، باتريس فرنسشي ، برنار كوشنير | لوموند
البربرية ليست أمرا قادما، إنها مسبقا هنا، متجسدة في داعش، الدولة الإسلامية التي تدمر كل ما لا يتطابق معها أو يشبهها. هل سنترك الأكراد يقاومون وحدهم؟ التهديد ليس فقط إقليميا، إنه يتعلق بنا أيضا، من البرلمان الكندي إلى كوليبالي (واحد من منفذي هجومات باريس، توضيح المترجم)، كما يعلم الجميع. نعود للتو من إقامة في كردستان سوريا حيث أنشأ الأكراد بنى وهياكل سياسية ديمقراطية يشارك فيها العرب والمسيحيون. تم التأسيس للمساواة بين الرجل والمرأة، كما العلمانية وحقوق الإنسان. إنه مثال لكل الشرق الأوسط. مقاتلاتهم ومقاتلوهم متحفزون للغاية من أجل هذا المثل الأعلى، أيضا إن الدفاع عن كوباني يرمز لهذا المثل الأعلى بعد ثمانين يوما من الحصار.إن وضع هذه المدينة ما يزال غير مستقر رغم بطولة المدافعين عنها الذين يحتاجون لكل شيء، بدءا من الأسلحة المضادة للدبابات ضد مدرعات الإسلاميين.
لا يمكننا ترك هؤلاء الذين يقاتلون باسم القيم المعلنة والتي هي قيمنا أيضا أن يسحقوا من قبل داعش. استراتيجية الرعب والإرهاب هذه مدعومة من تركيا، إحدى حلفاء الناتو حيث يبدو أن أجندتها الإقليمية لا تتطابق مع الولايات المتحدة وأوروبا. في خنادق “سيريكانيه”، القريبة جدا من كوباني، استمعنا إلى فتيات عمرهن 18 عاما وبلباس القتال، جميعهن متطوعات، وقد أمضين ثلاثة ليال في الوحل على الخطوط الأمامية. يهاجِمن من غير توقف. إنها استراتيجية ” الأبوجيين”، المقاتلون الأكراد: لا تراجع نهائيا أمام السفاحين الداعشيين.
اختيار بسيط: لا وقوع بين يدي أولئك يقطعون النساء أحياء. هنّ واضحات. يلقين موتهن في الكثير من الأحيان مع نهاية قتالهن. رفاق السلاح لديهم نفس الأسباب أيضا في قتالهم. لا يوجد أية صرخة كراهية ضد الوحوش التي تجسد أكثر الحروب بغضا. أولئك الذين يعلمون الأطفال السنّة في العاشرة من عمرهم الطريقة الأفضل لتقدير زاوية السكين التي تذبح كل من لا يؤمن بإله دون رحمة والذي يشوّه الإسلام. في اليوم التالي، تمكنا من الانضمام، عبر سكايب، إلى قائدة القوات الكردية المدافعة عن كوباني، نارين عفرين، تبقى المدينة محاصرة كليا، بالتالي الدخول ممنوع. كانت لحظة جميلة سحرية. تؤكد الشابة بكل حزم، باسم جميع المقاتلين إرادتها وعزيمتها في الدفاع عن كل شبر من المكان. بعد يومين، وأثناء مغادرة الإقليم الكردي من سوريا، أطلقت قذائف على المدينة من الأراضي التركية. أمام أعين العالم بكليته. السياسة الأوربيةالتقينا ولفترة طويلة مع مسيحيي كردستان سوريا، الذين هم أعضاء في الحكومة، والمؤسسات الرسمية وغيرها.
تحدثوا إلينا عن أملهم في البقاء في سوريا الغد، التزامهم في الوقوف ضد متطوعي داعش الذين يصلبون المسيحيين الذي يلقونهم في طريقهم. هل رأيتم كيف تنغرز المسامير في باطن اليد؟ ” إذا لم ندافع عن جميع المضطهدين، لن يكون هناك في الغد أي شخص ندافع عنه”، هكذا قالت لنا نظيرة كورية، النائب المسيحية السريانية لبرلمان كردستان سوريا (روج آفا). سوف نختصر من عواطفنا، ونعيدها إلى اعتبارات لسياسة أساسية، أوربية إذا أمكن ذلك. لكن عربيا، والذي يشبه إحدى شخصيات ” الأركان السبعة للحكمة” لتوماس إدوارد، هو شيخ مشايخ شمر” حميدي دهام الهادي الجربا “، الذي يترأس أكبر عشيرة سنية في منطقة الشرق الأوسط، قال لنا:” لم تكونوا تريدون القضاء على الألمان بل كنتم تريدون القضاء على الفاشية، لا تطلبوا منا أن نكره الإسلام السني في قتالنا ضد داعش الذي يدعي التحدث باسم الله”. بالطبع، كل هذا هو اكثر تعقيدا. نحن نعرف ذلك.
هذا لا يمنع: أن نبحث عن حلفاء محليين والذين لا يطلبون منا أن نرسل قوات برية، نحن الذين لا نريد الذهاب. أكراد سوريا هم هؤلاء هنا. لا يطالبون ولا يحتاجون لقطرة دم واحدة من دمائنا. يريدون فقط الأسلحة للدفاع عن قيمنا المشتركة. نحن الفرنسيين، لا نُسلَب! الآن أو نهائيا. غدا، سيكون متأخرا جدا. كالعادة. إن صواريخ “ميلان” المضادة للدبابات التي سيتم إصلاحها وتحديثها خلال عامين والألغام المضادة للدبابات لن تكلفنا شيئا.
[جيرار شاليند” متخصص في الجيواستراتجية”، باتريس فرنسشي” كاتب”، برنار كوشنير” وزير سابق ومؤسس منظمة أطباء بلا حدود وأطباء من العالم”].