ثورة روج آفا (مقال)

ديار بوطي

نحن نمر بأيام حاسمة تحفل بالعديد من الأحداث. في كوباني هناك مقاومة أسطورية للعدوان الظلامي، وفيها أيضا احتفالات بالذكرى الثانية لانطلاقة ثورة غرب كردستان. وهناك في شمال كردستان توطيد لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، إضافة إلى التحضير للانتخابات الرئاسية في تركيا. منذ أكثر من عشرين يوما والمرتزقة يحاصرون كوباني ويقصفون قراها بالأسلحة الثقيلة. الدولة التركية تمد هؤلاء بالأسلحة والدعم اللوجستي والهدف هو إركاع هذه المقاطعة والنيل من إرادة الصمود والحرية لدى أهلها.

الرسالة التي يحاول الإرهابيون إيصالها إلى كوباني هي أما أن تستسلموا أو نحاصركم ونقصفكم ومن ثم نحتل أرضكم ونفرض عليكم العبودية مثلما حصل في مناطق أخرى. طبعا لو سقطت كوباني فإن المرتزقة سوف يواصلون طريقهم إلى كل من الجزيرة وعفرين. وسقوط جزء من كردستان يعني سقوط كل كردستان، كما يعني تحرير جزء من كردستان تحرير كل كردستان. على الشعب الكردي ألا يتوقف عن النفير العام وإعلان التعبئة نصرة ودعما لمقاومة كوباني في وجه الظلاميين المرتزقة. إن توجه  الآلاف من أبناء الشعب الكردي من شمالي كردستان إلى غربها وتحطيمهم للأسلاك الشائكة الصدئة والحدود المصطنعة، لهو تعبير عن حالة التضامن والوحدة بين الكرد، وسعي الأمة الكردية للدفاع عن كوباني وأهلها في وجه الدواعش المجرمين. لقد تم تحطيم رموز اتفاقيتي لوزان وسايكس بيكو، وظهر للعالم كله بان كوباني ليست وحدها، بل ورائها أمة الكرد كلها. كوباني تقدم أمثولة في المقاومة والبناء.

إنها تقاوم وترد العدوان وتواصل عملية البناء الديمقراطي والكفاح من أجل حياة افضل، وكذلك تحتفل بالذكرى الثانية لثورتها التحررية الشعبية. وحديثا تم الإعلان عن وحدة عسكرية مقاتلة تضم العشرات من النسوة الكرد الكبار بالسن. هؤلاء أيضا يريدون حصتهم في المقاومة والتضحية. نعم كوباني تقدم دروسا في المقاومة وباتت مدرسة لتعليم الفداء وأصول البناء والدفاع المشروع لكل الناس.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد