إعلان الانتصار على “داعش”.. ترحيب عالمي وتأكيدات على أهمية المرحلة المقبلة

لاقى إعلان قوات سوريا الديمقراطية تحرير آخر جيب لما يسمى بـ”تنظيم داعش”، حالة من القبول والثناء والتأكيد على أهمية تخليص سوريا والعالم من هذا التنظيم الإرهابي، حيث أشاد المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون والخبراء الغربيون بإعلان “قسد” الانتصار في المعركة الأخيرة ضد عناصر التنظيم في “الباغوز” في دير الزور شرق سوريا، وهي آخر منطقة كانت تقع تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحب بانتهاء “خلافة” تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب قوله، متوعدا بأن تبقى الولايات المتحدة “يقظة” حيال التنظيم المتطرف. وقال: “سنبقى يقظين (…) حتى هزيمة التنظيم أينما كان، سنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لسحق الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين تماما”.

أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فقد رحّب بالقضاء على “الخلافة” المزعومة، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّه لا يزال هناك “الكثير من العمل للقيام به للقضاء على خطر إرهاب التطرّف الإسلامي”. وقال “بومبيو” في تغريدة على “تويتر”: “لقد تمّ تحرير الأراضي التي سيطر عليها يوماً ما تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.. نهنّئ الجيش الأمريكي وقوات سوريا الديموقراطية والتحالف على هذا النجاح المذهل”.

وأكّد الوزير الأمريكي في تغريدته، أنّه “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به لضمان القضاء بشكل نهائي وكامل على خطر إرهاب التطرّف الإسلامي”.

قائد قوات التحالف ضد “داعش” الجنرال بول لاكاميرا، قال إن “مكافحة داعش وعنفه المتطرف لن تنتهي قريبا”، مضيفا -في بيان: “لا تطمئنوا، داعش يحتفظ بقواه. لقد اتخذوا قرارات عبر احتساب ما بقي لهم من قوات وقدرات ليجربوا حظهم في مخيمات للنازحين وعبر التوجه إلى مناطق نائية. إنهم ينتظرون الوقت المناسب للتحرك مجددا”.

في الوقت ذاته، أصدر الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، بيانا وجه فيه التهنئة لقوات سوريا الديمقراطية، لقيادتها المعركة النهائية في القضاء على ما يُسمّى “خلافة داعش”. وأكد “فوتيل” أن “النهج الدقيق للحملة العسكرية كان نتيجة جهود دامت لسنوات، أُجريت في بيئة معقدة بقيادة شركائنا العراقيين والسوريين، وبدعم القوة المشتركة متعددة الجنسيات لقوة مهام عملية العزم الصلب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية. نحن وشركاؤنا في التحالف الدولي نحيي التضحيات البطولية التي قدّمها الرجال والنساء الذين حاربوا معأ ضد داعش، ونحزن على خسائر المدنيين الأبرياء الذين وقعوا تحت حكم الإرهاب. وفي حين حرّرت جهودنا الجماعية أكثر من 7 ملايين مدني من  وحشية داعش، فإننا ندرك أن القتال لم ينته. سنبقى ملتزمين بمواصلة جهودنا لملاحقة وتدمير بقايا داعش، التي تحاول الإستمرار كحركة تمرّد. سوف نواصل قتالنا المشترك لتحقيق هزيمة داعش الدائمة”.

وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان لم يكن غائبا عن تحية قوات سوريا الديمقراطية لعملها البطولي، مؤكدا -في بيان لـ”البنتاغون”- أنه سيتم الانتقال في شمال شرق سوريا “من عملية تحرير الأراضي إلى تمكين الأمن والاستقرار عبر دعم حلفائنا والعمل معهم. ومنع عودة داعش ومكافحة الخلايا النائمة”، مضيفا: “نحن مدينون لنجاح قسد”.

الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكي، أصدر بيانا يؤكد فيه تقديره الشخصي لقوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية وأعضاء التحالف الدولي لمواجهة “داعش”، لإنجازهم الصعب في تحرير الأراضي التي يسيطر عليها “داعش” في سوريا والعراق، مضيفا: “نكرم شجاعتهم وعملهم الجماعي وتضحياتهم في معركة صعبة للغاية. للمضي قدمًا، يظل الجيش الأمريكي ملتزماً بالعمل عن كثب مع تحالفنا وشركائنا الإقليميين لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش”.

واعتبر نائب المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي وليام روباك أن انتهاء “الخلافة” يشكل حدثاً “حاسماً” في المعركة ضد التنظيم.

وفِي بريطانيا، وصفت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تحرير آخر بقعة خاضعة لسيطرة “داعش” بأنها “منعطف تاريخي”، في وقت قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إن “خطراً كبيراً زال عن بلادنا” بهزيمة التنظيم الإرهابي”، معتبراً في الوقت ذاته أن “التهديد لا يزال قائماً والكفاح ضد المجموعات الارهابية يجب أن يستمر”.

جون سبينر الباحث في “معهد الحرب الحديثة” في “وست بوينت”، قال إن التنظيم “منظمة إرهابية، كل ما عليهم فعله هو إلقاء أسلحتهم ومحاولة الانصهار وسط السكان.. لم ينتهوا ولن ينتهوا بهذه البساطة، ولذلك يجب التنبه في المرحلة المقبلة من عملية القضاء على فلول التنظيم”.

أما الكاتب والمحلل البريطاني الشهير روبرت فيسك، فقد أكد أن إعلان القضاء على التنظيم نهائيا يعد “أمرا مبكرا”، لأن القتال لا يزال مستمرا خارج قرية الباغوز، ولا يزال عناصر التنظيم الإرهابي يحملون السلاح ومستعدين لمزيد من المعارك في “إدلب” مع رفاقهم من هيئة تحرير الشام الموالية لتنظيم “القاعدة”. وأوضح “فيسك”، في مقاله، أن “إدلب تمثل تجمعا لمقاتلي التنظيمات التي تتكبد خسائر، فتنامى وجود هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة، جاء في ظل اتفاقية إطلاق نار هشة بين تركيا وروسيا لخفض التصعيد في تلك المنطقة، وقعاها منذ أشهر مضت”.

الكاتب المصري عماد الدين أديب، كتب في مقال له بجريدة “الوطن” المصرية، أن “سقوط آخر معقل للتنظيم الإرهابي لا يعنى نهاية التنظيم وفكره وشروره”، مؤكدا أن “ما سقط من داعش هو تلك المساحات الجغرافية التى كان يتم احتلالها بقوة التوحش العسكرى والإرهاب التكفيرى والمال الأسود، ولكن لم يسقط -أبداً- الفكر والدعوة والأنصار والضحايا لهذا التنظيم الشرير”، مضيفا: “علّمنا التاريخ، وهو خير معلِّم، أن التنظيمات الإرهابية قد تنتهى ولكن للأسف الشديد، فإن ضحاياها ومريديها لا يموتون. عقب سقوط الخلافة العثمانية خرجت أفكار رشيد رضا لإحياء الخلافة، وظهر حسن البنا فى الإسماعيلية بتأسيس فكر جماعة الإخوان المسلمين”.

“أديب” أكد أن إعلان سوريا الديمقراطية انتهاء المرحلة الحالية من الحرب على “داعش” هو الإعلان الأمثل، لأنه “باختصار هذه ليست نهاية فكر داعش، ولكن نهاية مرحلة من الأعمال العسكرية ضده”. وأضاف: “يخطئ من يعتقد أن هزيمة تنظيم داعش على الأرض ونهاية احتلاله لشمال سوريا، تعنى تحرير عقول وأفكار ملايين الشباب والشابات الذين سُرقت إرادتهم وتم تشويه فكرهم الدينى بواسطة التنظيم الإرهابي”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد