حدود الاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط.. آفاق وتحديات وتوقعات

بيكا وايسر | مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث والدراسات

يبدو أن تدخل روسيا في سوريا عام 2015، يشير إلى عودة “موسكو” بعد الاتحاد السوفيتي كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط. واعتبر العديد من المحللين التدخل الروسي في سوريا جزءا من استراتيجية روسية جديدة لاستئناف مستوى النفوذ الإقليمي الذي كان يتمتع به الاتحاد السوفيتي، وخطوة نحو استعادة وضع القوة العالمية العظيمة، ولكن “موسكو” كانت تقترب بهدوء من طريق العودة إلى المنطقة لسنوات1.

وقد أتاحت كل من الاضطرابات التي شهدتها سوريا والربيع العربي لروسيا فرصة لزيادة مشاركتها في المنطقة، ورافق تلك الفرصة ارتفاعا سريعا في الأنشطة الاقتصادية والسياسية الروسية عبر المنطقة. منذ منتصف القرن العشرين، برز نهج روسي جديد تجاه الشرق الأوسط، مؤكدا علي المكاسب الاقتصادية التي تحققت في المعاملات والارتباطات الجيوسياسية غير الإيديولوجية مع مجموعة واسعة من الشركاء.

ويبدو أن روسيا في كل مكان في المنطقة -من شمال إفريقيا والشام إلى الخليج- تشارك الدول في صفقات اقتصادية تتراوح بين الاستثمار في الصناعة الروسية ومبيعات الأسلحة لتحقيق استقرار أسعار النفط. وقد تمكنت “موسكو” من تعميق الشراكات في المنطقة، وفي الوقت نفسه موازنة العلاقات مع المنافسين الإقليميين. وعلي سبيل المثال، تتعاون روسيا مع إيران في سوريا في نفس الوقت الذي تتعاون فيه مع المملكة العربية السعودية للتفاوض بشأن أسعار النفط. وقد طورت روسيا أيضا تنسيقا وثيقا مع كل من إسرائيل وإيران في المسرح السوري وتلعب دورا هاما في تحديد مستقبل المنطقة كطرف في المحادثات والمفاوضات العديدة حول سوريا واليمن وعملية السلام الإسرائيلية-العربية. ومن خلال كل هذه الأنشطة وأكثر من ذلك، أصبحت روسيا شريكا جذابا لدول الشرق الأوسط، حيث إنها تدخل ظاهريا لملء فراغ متصور في السلطة تركته القيادة الأمريكية المنسحبة، لتعرض التعاون دون شروط سياسية، وهو عرض يتناقض من النهج الذي تفضله الولايات المتحدة.

*للاطلاع على البحث كاملا.. اضغط هنا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد