التكيف مع الربيع: هل تسعى القاعدة إلى التحول إلى “حركة تحرر وطني”؟

محمد سعلي

مع اندلاع “الربيع العربي” حلم تنظيم القاعدة، أخيراً، أنه سيحصل على حاضنة شعبية و أن أمله بأن يصير بمثابة الجناح العسكري لحراك إسلامي شعبي، يهدف إلى إقامة نظام الخلافة في العالم الإسلامي و تحريره من النفوذ الخارجي، بات أمراً وشيكاً. و قد تزامنت الانتفاضات العربية مع مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، يوم 2 مايو 2011 في عملية لقوات أمريكية خاصة في باكستان، و وصول ايمن الظواهري إلى قيادة التنظيم. بالموازاة مع “الانتفاضات العربية” التي أطاحت بأنظمة حُكم علمانية سُلطوية في كل من تونس و ليبيا و مصر و اليمن، أطلق الظواهري وثيقة سياسية في آب ” أغسطس ” من سنة 2012، لتحديد دور الإسلام الجهادي في هذه المرحلة و طالب فيها بضرورة  “مساندة الشعوب المسلمة في ثوراتها ضد الطغاة المستبدين و توعية الشعوب بضرورة الحكم بالشريعة”، كما دعا أيضا إلى “العمل على إقامة نظام الخلافة التي لا تعترف بالدولة القومية و لا رابطة الوطنية و لا الحدود التي فرضها المحتل”، كأفق بعيد.

وبث، بالإضافة إلى ذلك، وثيقة عسكرية، في شتنبر من نفس العام، تضع حدوداً للعمل المسلح الذي تمارسه المجموعات المنضوية تحت لواء القاعدة و ذلك بالتركيز على قتال الولايات المتحدة الأمريكية و تخفيف العمليات العسكرية داخل البلدان الاسلامية لتجنب رفض مجتمعاتها للعمل الجهادي، هذا، بالاضافة إلى عدد كبير من الأشرطة التي قدم فيها تحليلات لمسارات الثورات و توجيهات للثوار لكي ترسوا إنتفاضاتهم في مرفأ الشريعة الإسلامية و تنتهي إلى إقامة دولة الخلافة.هذا الإهتمام الذي أبداه الظواهري اتجاه الربيع العربي راجع إلى أنّهُ يرى، كغيره من قيادات تنظيم القاعدة، أن هذه الثورات هي تكملة للعمل الجهادي الذي تقوم به مختلف أذرع منظمته، و أن الفضل في قيامها يعود إلى ضربات “المجاهدين” ضد أمريكا منذ أحداث 11 شتنبر 2001، التي دفعت واشنطن إلى السماح  بتنفيس الضغط الشعبي في البلدان الإسلامية “فانفجر في وجه عملائها”، أي الحكومات المحليّة.

بالإضافة إلى ذلك، يرى آدم يحيا غدن، و هو مواطن امريكي كان يعمل كمسؤولٍ إعلامي كبير في تنظيم القاعدة و قُتل في غارة جوية أمريكية في باكستان أوائل سنة 2015، أن توالي ضربات المجاهدين ضد المصالح الأمريكية و حلفائها قد “أزال الكثير من الحواجز المادية و المعنوية والموانع النفسية التي كانت تحول بين الأمة وبين التحرر من الأنظمة الفاسدة المفسدة التابعة للغرب”. و يضيفُ أن المعارضة الشبابية في البلدان التي عرفت إنتفاضات شعبية  قد استفادت من تجربة الجهاديين في استخدام شبكة الإنترنت في دعوتها إلى إسقاط الأنظمة الطاغية، كما أنّ فتاوي علماء المجاهدين بعدم شرعية الحكام المستبدين و وجوب الخروج عليهم وخلعهم كان لها الدور البارز والمهم في تحرير عقول وقلوب الشباب المسلم.و على هذا الأساس، إعتبر الظواهري أن إنتصار الثورات العربية هو انتصار للقاعدة و هزيمة للغرب لكون الشعوب المنتفضة “تريد الإسلام و حكمه بينما أمريكا والغرب يعاديانه”، و بالموازاة مع إحدى خُطبه عرض صوراً لمتظاهرين مُلتحين في مصر، يحملون رايات القاعدة و يرفعون شعارات تدافع عن الدولة الدينية ضد الدولة العلمانية، بينما شريط آخر لغَدَنْ يُظهر جموعاً من المتظاهرين يؤدون الصلاة في إحدى ساحات الإعتصام، نساء منقبات يسعفن أحد الجرحى و رجل في مظاهرة يُلوّح بالقرآن.

و يضيف الظواهري في تسجيل له سنة 2011: “ويزعم الإعلام الموالي لأمريكا أنّ أسلوب القاعدة في الصدام مع الأنظمة قد فشل، ويتناسى ذلك الإعلام أنّ القاعدة ومعظم التيار الجهادي قد وصلوا لاجتهاد منذ أكثر من عقدٍ و نصف بترك الصدام مع الأنظمة في الأعم الأغلب والتركيز على ضرب رأس الإجرام العالمي (في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية)، وهذا الأسلوب وخاصةً بعد ضربات الحادي عشر من سبتمبر، قد أدى، بأوامر أمريكية، للمزيد من تراخي قبضة الأنظمة على شعوبها و معارضيها فساعد ذلك على حراكٍ وغضبٍ شعبي متراكم أدّى لانفجار البركان الجماهيري، وهو الأمر الذي كان يؤكّد عليه الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- فقد كان يشدد على أننا كلما زدنا من الضغط على هُبل العصر، أمريكا، فسيؤدي هذا لإضعافها وبالتالي إضعاف عملائها، فمن الذي نجحت سياسته ومن الذي خسر؟”.إن تنظيم القاعدة لم ينسب اندلاع الثورات العربية إلى نفسه فقط،  بل إعتبر أن قيادات التيار الجهادي، في مصر مثلاً، كانوا سباقينَ إلى إتباع أسلوب الإنتفاضات الجماهيرية ضدّ الأنظمة القائمة و ذلك مُنذ أواخر الستينات، حيث يقول الظواهري في إحدى رسائله إلى الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير 2011:”ويعلم الله أني كنت أتمنى أن أكون في الصف الأول في انتفاضة الأمة ضد الظلم والظالمين، وقد كنت قبل هجرتي من مصر حريصًا على المشاركة في الاحتجاجات الشعبية منذ عام 1968 أثناء الاحتجاجات الشعبية ضد نكسة نظام جمال عبد الناصر، ثم شاركت في العديد من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد السادات ونظامه، وكنت مع المعتصمين في ميدان التحرير في عام 1971 وكان معي في تلك الاحتجاجات إخوة كرام كانت لهم مواقف مشرفة في الثورة المصرية الأخيرة ضد حسني مبارك ونظامه الفاسد، ولولا خشيتي من أن أسبب لهم حرجًا أو أذى لذكرتهم بالاسم وأشدت بمواقفهم الشجاعة، كما أني قد دعوت أكثر من مرة في كلماتي الشعوب العربية والشعب المصري خاصة للانتفاض ضد أنظمة الفساد والطغيان التي تتسلط علينا”.و رغم أن التوجه الجديد للقاعدة قد تعزز بعد 2011، إلا أن الظواهري كان قد دعى منذ أوائل سنة 2008،  بالإضافة إلى القتال و الدعوة، إلى التظاهر لتغيير “الواقع الفاسد” و إقامة الدولة الإسلامية بدل السعي إلى ذلك عبر “الانتخابات المزورة”، و ذلك بعد المظاهرات العُمالية بالمحلة الكبرى، قرب القاهرة، يوم 6 أبريل من نفس السنة:”على العمال والموظفين والطلاب أن ينقلوا غضبهم للشارع وعليهم أن يجعلوا المساجد والمصانع والجامعات والمعاهد والثانويات بؤرًا لدعم الجهاد و المقاومة، المطلوب من الجميع أن يتحركوا لأن المعركة ليست معركة جماعة أو تنظيم ولكنها معركة الأمة كلها، يجب أن تتكاتف الأمة المسلمة بمجاهديها ورجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها وعلمائها ومفكريها وقياداتها وجماهيرها لطرد الغزاة الصليبيين واليهود من ديار الإسلام و لإقامة الدولة الإسلامية”.

و منذ إندلاع “الربيع العربي” بدأت منظمة القاعدة توظف مفاهيم غير مألوفة في القاموس الجهادي مثل كلمات “ثوار”، “الثورة” و “المُقاومة” جنبا إلى جنب مع المفاهيم ذات الطابع الديني، و قد تعزز هذا المُنعطف بدعوة وجهها الظواهري، في إحدى تسجيلاته، إلى رجال الأعمال إلى “الاستفادة من الإنفتاح الحالي في تونس و مصر” ليؤسِّسوا منابر إعلاميةً جديدة تدعو إلى “العقيدة الصحيحة والإسلام المتحرِّر من التبعية للمستكبرين والرافض لظلم الحكَّام المفسدين”. و أضاف: “فعلى الأحرار الشرفاء الغيورين على الإسلام في تونس أن يقودوا حملةً شعبيةً تحريضيةً دعويةً تحشد الأمَّة ولا تتوقف حتَّى تكون الشريعة في تونس هي مصدر التشريع”. هذه الطموحات لم تأت من فراغ، فخلال الثورات العربية كان شبابُ و شيُوخ التيار الجهادي، رغم قلتهم العددية، يأخذون مواقعهم ضمن المظاهرات الشعبية، يلبسون الزي الأفغاني و يرفعون أعلام القاعدة السوداء. و في ميدان التحرير بمصر كانت، في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، تُباع صور أسامة بن لادن جنباً إلى جنب مع صور الزعيمين المصريين الراحلين، جمال عبد الناصر و أنور السادات.لقد ظهر واضحا بعد ثورات الربيع العربي أن القاعدة تسعى إلى ربح حاضنة شعبية في هذه البلدان و المُشاركِة في الحرَاك السلمي لكن دون التخلي عن النشاط العنيف.

ففي “وثيقة نصرة الإسلام” دعى الظواهري التيارات الإسلامية إلى “مساندة الشعوب المسلمة في ثوراتها ضد المستبدين و توعية الشعوب بضرورة الحُكم بالشريعة”. و في وثيقة “التوجيهات العامة للعمل الجهادي” طالب زعيم القاعدة بتركيز العمل العسكري ضد الولايات المتحدة الأمريكية و بتجنب أن يكُون المسلمون و الأقليات الدينية و العرقية ضحايا جانبيون للعمليات العنيفة لكي لا يثوروا في وجه الجهاديين، و دعا إلى إقامة هدنة مع الأنظمة المحلية بهدف العمل الدعوي و التجنيد و جمع الاموال. أما في الأماكن التي تقع تحت سيطرة “المجاهدين” وسلطتهم فطالب “بتغليب الحكمة” و اعطاء الأولوية للدعوة و التوعية لتجنب طرد المجاهدين من تلك المناطق بسبب ثورة ضدهم أو فتنة يستغلها أعداؤهم لإحتلالها.بالنسبة للقاعدة، الصراع بين الشعوب والأنظمة هو في جوهره التجلي المحلي لصراع أصلي بين الشعوب و بين الغرب، لأن الأنظمة في البلدان الإسلامية في نظره واجهةٌ أو أداةٌ يستخدمها الغرب للتحكم في المنطقة عن بعد منذ بدء ما يسمى بعصر الاستعمار الجديد، على حد قول يحيا غدن. لكن رغم إحتدام المُواجهة بين القاعدة، مدعومة بحلفائها، و الحكومات السورية و العراقية و رغم استمرار عملياتها في أفغانستان، باكستان، الصومال، الجزائر مالي و اليمن و غيرها، إلا أن الأصل لدى هذا التنظيم هو تجنب الصراع مع الأنظمة في البلدان الإسلامية،  إلا في الدول التي تكون فيها هذه المواجهة حتمية.أحد المسؤوليين المغاربة في “هيئة تحرير الشام” (جبهة النّصرة سابقا، و التي كانت بمثابة الذراع الرسمي للقاعدة في سوريا) يقول أن القاعدة “تُحاول إستغلال الواقع الذي أفرزه الربيع العربي للتغلغل في المجتمع الإسلامي و هي تسعى، ما أمكن، إلى تجنب الصدام المباشر و الإشتغال، بدل ذلك، في العمل التعبوي، إلا في الأماكن التي فيها أصلا قِتال”.

و يؤكد أن خطابات الظواهري المكثفة خلال الثورات العربية، و بعدها، كانت موجهةً إلى الثوار و التيَّار الإسلامي المعتدل، أمَّا التنظيم فيتم تدبيره داخليّا بقرارات سرية صادرة عن مجالس الشورى، مجلس القيادة العامة و أوامر الأمير العام و ليس عبر البيانات المفتوحة.رغم هذا التوجه الجديد لزعيم تنظيم القاعدة و الذي خضعت لهُ كل الفصائل التي تنتمي إلى هذه المُنظمَة، جماعة “الدولة الإسلامية” خالفتهُ و واصلت عملها العسكري ضد المدنيين الشيعة، خاصّةً، في العراق و سوريا، حيث تقوم بتفجيرات يومية بالسيارات المفخخة ضد المطاعم و الأسواق الشعبية و الحُسينيات و قوافل الزوار. عدم الطاعة هذا، دفع القيادة العامة لتنظيم القاعدة إلى التبرؤ  من تنظيم “الدولة الإسلامية” من خلال بيان رسمي يوم 22 يناير 2014، و الذي دعا بالمقابل إلى الحرص على أن تكون التنظيمات الجهادية “جزءًا من الأمة، ولا تمارس الوصاية على حقها، ولا تتسلط عليها، ولا تسلبها حقها في اختيار من يحكمها، ممن تتوفر فيهم الشروط الشرعية”.  فبالإضافة إلى عدم خضوعه لتعليمات قيادة القاعدة، تجرأ تنظيم “الدولة الاسلامية” على قتال التنظيمات الجهادية الأخرى التي تتبنى ضمناً أو علناً التوجه “القاعدي” الجديد، مثل هيئة تحرير الشام في سوريا.

و كانت نقطة إنطلاق الخلاف بين القاعدة و تنظيم “الدولة الاسلامية” هي رفض هذا الأخير الإستجابة لطلب الظواهري بحصر عملياته العسكرية في العراق و ترك العمل الجهادي في سوريا لجبهة النصرة سابقا (قبل أن تغير إسمها مرتين و تفك تاكتيكيا ارتباطها التنظيمي مع القاعدة)، على إعتبار أن الشام يُشكل إقليماً جيوسياسيا إسلاميّا مُختلفاً و لأن هذه المنظمة الاخيرة يقُودُها، في الغالب، جهاديون سوريون يفهمون أكثر طبيعة مجتمعهم.و تجربة “هيئة تحرير الشّام” تكررت في مَالي، حيث قامت فصائل “أنصار الدين”، و ضمنها “كتيبة ماسينا”، و “المرابطُون” و قيادة منطقة الصحراء في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بالإعلان بداية هذا الشهر عن الإتحاد في منظمة واحدة أطلقت على نفسهَا “جماعة نُصرة الإسلام و المسلمين” و حددت هدفها، بعد تجديد بيعتها للظواهري، في “الوقوف صفا واحداً ضد العدو الصليبي المحتل”. كما أن البيان التأسيس للتنظيم الجديد، الذي يقودها القيادي الجهادي المالي إياد أغ غالي، ذكَّر بأسس العمل الجهادي لدى تنظيم القاعدة و التي يوجد ضمنها “الرفق بالناس و تألفهم و مخاطبتهم على قدر عقولهم، و عدم تحميلهم ما لا يطيقون”. خلاصة:بينما تسعى “الدولة الإسلامية” إلى تطبيق رؤية جهادية أممية جد متطرفة، كان يؤمن بها بعض قادة القاعدة في السابق، تغيرت الإستراتيجية تماماً عند هذا التنظيم الأخير الذي صار يتجه إلى لامَركزة بنيته التنظيمية العالمية و تأسيس أذرع حركيّة إقليمية في الدول الإسلامية، تقودها قيادات جهادية محلية تتمتع بشرعيات قبلية و إثنية و دينية و تعقد تحالفات مُجتمعية واسعة، مع تكييف عملها مع القضايا المحلية لكل بلد على حدى.

و تشمل تلك القضايا ما يهم مشاركة الشعوب في الحُكم و دعم الأقليات المسلمة و الكفاحُ ضد النفوذ الخارجي. و بذلك، يكون تنظيم القاعدة قد أضاف مستوى تاكتيكي مؤقت يربط بمرونة بين القيادة العامة للتنظيم و أهدافها الإسترتيجية، من جهة، و بين القضايا المحلية للمجتمعات الإسلامية و أهدافها قريبة و متوسطة المدى، من جهة أخرى. و من شأن هذا التوجه الجديد إزالة الحدود بين الإسلام المُعتدل و الإسلام الجهادي و جعْلِ هذا التنظيم يظهر مثل “حركة تحرر وطني إسلامية”، و هو ما يُمكنُ أن يصيرَ مُغريّا للتكتلات الشابة داخل حركات الإسلام السياسي في حالة تعرضها للإستبعاد المُتعسف و المُفاجيء من اللعبة السياسية الشرعية أو تَوَاصل اللاعدالة الإقتصادية و المُمارسات القمعية للحكومات في البلدان الإسلامية، أو إستمرار بعضها في حالة التبعيّة للقوى العُظمى.

خاصّةً، أمام نُدرة و ضُعف الجبَهات المُعارضَة الحَداثية و تنامي مُحاولات التحكم العمُودي الخشن في البنيات الوسَطية للنسَق السِّياسي في هذه الدول.صحفي و باحِث مغربي مُقيم في الرباط، عمِل مُراسلاً لإحدى وكالات الأنباء العالمية ضمن بعثتها لمنطقة الشرق الأوسط و الخليج بين 2011 و 2016. تابع خلال ذلك، ضمن عمله الصحفي، تطور التطرف الديني الإسلامي في المنطقة و عبر العالم. و هُو حاصل على دبلوم البكالوريوس في القانُون العام و العلوم السياسية من جامعة طنجة، شمال المغرب.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد