عين “ترامب” على حقول النفط في الشمال السوري والكرد لن يذعنوا بسهولة.. جولة في الصحافة العالمية لمعرفة نوايا الرئيس الأمريكي في المنطقة

المركز الكردي للدراسات

على مدار 5 سنوات قضتها قوات سوريا الديمقراطية في الحرب ضد تنظيم “داعش” لتطهير مناطق شمال شرق سوريا من التنظيم الإرهابي، فقد تلك القوات التي تتكون من كافة المكونات السورية 11 ألف مقاتل في حملة قادتها الولايات المتحدة بشرط عدم التفاوض مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن في الأسابيع القليلة التي سبقت الغزو التركي لشمال سوريا، فككت قوات سوريا الديمقراطية دفاعاتها على الحدود السورية-التركية، ولذلك، كانت صدمة أن يتلقى المسؤولون الأكراد نبأ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الانسحاب من شمال سوريا لصالح الغزو التركي. بحسب ما تقول مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، فإن “وقع هذا النبأ كان بمثابة صدمة على رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، فهي حملة -وفقًا لـ”أحمد”- أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا، بينهم عدد كبير من الأطفال، وأجبرت 300000 شخص على الفرار من منازل أجدادهم، بينما اختفى 300 شخص آخر”.

ورغم الكارثة الإنسانية التي حلت مع الغزو التركي، فإن “فورين بوليسي” تسلط الضوء على بعدا آخر في الانسحاب الأمريكي المفاجئ، حيث تراجع “ترامب” جزئيا بشكل مباشر عن قرار الانسحاب، حيث أعلن نيته الإبقاء على وجود قوة أمريكية صغيرة في شمال شرق سوريا، لمنع “الأسد” ومؤيديه الإيرانيين من الاستيلاء على حقول النفط الغنية في المنطقة، لكن –بحسب “فورين بوليس” لن يذعن الأكراد السوريون بسهولة هذه المرة لمطالب الولايات المتحدة.

ونقلت “فورين بوليسي” عن إلهام أحمد، قولها: “إذا كان الوجود الأمريكي في المنطقة لن يفيدنا عندما يتعلق الأمر بالاستقرار والأمن وإيقاف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، فلن يكون موضع ترحيب أبدا”. وقالت “فورين بوليسي”: “ليس من الواضح ما إذا كان الأكراد لديهم نفوذ كبير لمنع الجيش الأمريكي من الحفاظ على وجوده في شمال شرق سوريا، لكن الميزة الوحيدة التي يتمتعون بها الآن هي دعم روسيا، وليس من المرجح أن تقابل “موسكو” الوجود الأمريكي المتبقي بالقرب من حقول النفط المرغوبة، بالصمت.

بالإضافة إلى مطالبة الرئيس الأمريكي بأن الشعب السوري سيكون بأمان، تطالب “أحمد” الولايات المتحدة أيضا بالاعتراف بمجلس سوريا الديمقراطية كطرف سياسي سوري شرعي، وأن تقدم دعما من أجل تمثيل المجلس في اللجنة الدستورية السورية المشكلة حديثا، حيث تقول “أحمد”: “لقد ساعدتنا الولايات المتحدة عسكريًا، لكنها لم تساعدنا أبدًا على المستوى السياسي”.

وبحسب ما أشارت إليه “فورين بوليسي”، فإن “أحمد” تسعى إلى لقاء “ترامب” بشكل مباشر في “واشنطن” إلى جانب الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية الذراع العسكري لمجلس سوريا الديمقراطية. وتقول “إلهام”: “ما نسمعه هو نية البقاء للقوات الأمريكية، ولكن كيف سيفعلون ذلك؟ هم لا يعرفون، ونحن لا نعرف. نريد أن نقود حياتنا مع كرامتنا الإنسانية المحمية. هناك حملة تطهير عرقي تُشن ضد شعبنا، ليس فقط ضد الأكراد ولكن أيضًا المكونات الديمغرافية الرئيسية في شمال شرق سوريا. المنطقة المستهدفة من تركيا ليست مجرد منطقة كردية. غالبية الناس من تلك المنطقة هم السريان والعرب والمسيحيين. لا يمكنهم العودة إلى منازلهم. هناك حاجة ملحة لوقف هذا المشروع التركي ووقف عواقبه. القوات التركية لا تلتزم بوقف إطلاق النار. انظروا إلى مقاطع الفيديو التي تم تسريبها لعمليات تلك القوات، فقد شاهدنا شريط فيديو للجيش الوطني السوري ينكل بجثة مقاتلة كردية، وهو يردد الشعارات الجهادية، ويخطو على جثتها. اليوم، شاهدنا شريط فيديو لهم يخطفون امرأة عربية كانوا يزعمون أنها كانت مقاتلة، لكنها مدنية. إنهم ينفذون عمليات إعدام عامة ونهب ومصادرة ممتلكات الناس. بعض قياداتهم عناصر سابقين في تنظيم داعش”، وقالت “أحمد”: “نحن لسنا ضعفاء. ما زلنا أقوياء، ويمكننا التحدث عن قضايانا ومشروعنا السياسي بقوة”.

بحسب ما كشفت شبكة “إن.بي.سي نيوز”، فإن المسؤولون العسكريون الأمريكيون تلقوا أوامر بالاستعداد لتوفير الأمن لحقول النفط في شرق سوريا لمنعها من الوقوع في أيدي تنظيم “داعش”، بحسب ما ذكر امصدر للشبكة. وقال المسؤول إن العدد المحتمل للأفراد الذين يمكن أن يشاركوا في تعزيز الأمن في حقول النفط في منطقة دير الزور لم يتحدد، لكننا “نحن لا نتحدث عن الآلاف”. وأضاف أنه “إذا تمت الموافقة على العملية، ستتم بالتعاون قوات الديمقراطية السورية ذات الأغلبية الكردية”. وبحسب مسؤول دفاعي آخر، فإن “الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز موقعها، بالتنسيق مع شركاء قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا بأصول عسكرية إضافية لمنع تلك الحقول من العودة إلى أيدي داعش أو غيرها”. وقال المسؤولون إنه يتعين على الولايات المتحدة حرمان “داعش” من تدفق الإيرادات هذا لضمان عدم ظهوره. صرح مسؤول رفيع المستوى في مجال الدفاع، لشبكة “إن.بي.سي نيوز”، بالقول إن الرئيس دونالد ترامب أطلع وزير الدفاع مارك إسبر والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، على أهمية تأمين حقول النفط حتى لا يمكن الاستيلاء عليها واستخدامها لتمويل الأنشطة الإرهابية لـ”داعش”. وقال المسؤول إن كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأمريكية، تم إعطاؤه عددًا من الخيارات، من بينها إرسال دبابات إلى المنطقة، ونشر قوات تم سحبها من قبل، وهناك اعتبار إضافي هو الاستخدام المحتمل للأسلحة الجوية لدعم القوات البرية.

أما وكالة أنباء “رويترز” البريطانية، فتقول إن مسؤولا بارزا بوزارة الدفاع الأمريكية قال إن “أحد أهم المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة وشركاؤنا في الحرب ضد داعش هو السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا، وهو مصدر حاسم للدخل بالنسبة لداعش.. يجب علينا حرمان التنظيم من تدفق الإيرادات هذا لضمان عدم عودة ظهوره”، فيما تقول “رويترز” إن “الفراغ الذي خلفه انسحاب ترامب الجزئي انفتاحًا استفادت منه روسيا من خلال نقل القوات إلى المنطقة، ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن القوات المدعومة من إيران في سوريا قد تستفيد من الفوضى”. وتقول “رويترز”: “أي تواجد عسكري أمريكي كبير على الأرض سوف يحتاج إلى الدفاع عنه بشكل صحيح من أي هجوم محتمل، خاصة في المناطق الغنية بالنفط في سوريا والتي يمكن أن تصبح أهدافًا ليس فقط لمقاتلي داعش، ولكن من المحتمل أن تكون هدفا من جانب روسيا أو إيران أيضا”. وقال مسؤول أمريكي: “الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز موقفها، بالتنسيق مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا بموجودات عسكرية إضافية لمنع تلك الحقول النفطية من العودة إلى أيدي داعش أو الجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد