فرنسا تشترط فتح المعابر مقابل استمرار المساعدات الغربية إلى سوريا وموسكو ترفض

إدي ليدرر

الأمم المتحدة _ حذرت فرنسا الخميس الماضي، الحكومة الروسية من مغبة عدم مرور المساعدات من الدول المجاورة إلى سوريا، وليس فقط حصرها عبر خطوط النزاع.

فضلاً على أن الدول الأوروبية والتي تقدم غالبا كل الدعم المالي، ستتوقف عن التمويل.وصرح سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولاس دي ريفيير، والذي يدير بلاده حالياً رئاسة مجلس الأمن، بأن المناطق الخاضعة للجماعات المتمردة في الشمال الغربي، وكذلك المناطق الشمالية الشرقية التي تدار من قبل قوات سوريا الديمقراطية، تحتاج إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، سيما أن هذه المساعدات لا يمكن أن تسلم بكميات كافية داخل البلاد عبر خطوط النزاع حصراً في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد.وجاءت تصريحاته في الوقت الذي بدأ المجلس يناقش مسودة الحل بغية ضمان استمرار وصول المساعدات من تركيا إلى إدلب عبر معبر باب الهوى، وإعادة فتح معبر تل كوجر من العراق إلى سوريا في الشمال الشرقي، والذي تم إغلاقه في كانُون الثّانِي / يَنَاير عام 2020 وسط تعنت من قبل روسيا، حليفة نظام بشار الأسد.

وسينتهي التفويض الممنوح لدخول المساعدات عبر معبر باب الهوى في 10 تَمُّوز / يُوليُو، وعلى خلفية ذلك تعرضت روسيا لضغوطا متزايدة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والأوروبيين، والذين حذروا من تدهور الأوضاع الإنسانية لأكثر من مليون سوري في حال تم إغلاق جميع المعابر.وقال السفير الفرنسي في مجلس الأمن، دي ريفيير: “لا مجال لإنكار الوقائع، وإذا ما أغلقتم وعرقلتم آلية المعبر… سيعاني شمال وغرب سوريا من تَقلِيص بنحو 50 ٪ من المساعدات الإنسانية”. مؤكداً بأن: “خطوط العبور لم تعد تجدي نفعاً:” مشيراً في الوقت عينه إلى: “رفض الحكومة السورية 50 ٪ من طلبات خطوط العبور هذا العام”.

وقال السفير الفرنسي: “كما قلت مرارا وتكرارا، يتم تزويد سوريا بنحو 92 ٪ من الإغاثة الإنسانية بشكل رئيسي من قبل الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة وكندا واليابان، وأن هذا الدعم الغربي لا ينبغي لأي شخص أن يخمن بأنه سيتم تخصيصه عبر خطوط العبور، لأن هذه العملية لا تفي بالغرض ولا فائدة مرجوة منها “.

مضيفاً: “إن ذلك يمثل خياراً صعباً، ونأمل أن نستمر بتقديم الدعم المالي للحيلولة دون توقف دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا”.

وقد وافق مجلس الأمن على أربعة معابر عندما بدأ تدفق المساعدات في العام 2014، أي بعد مرور ثلاثة أعوام منذ بدأ الصراع السوري.

بيد إنه في تَمُّوز / يُوليُو العام 2020 إستخدمت روسيا حق النقض ( الفيتو) بالمجلس لأول مرة بهذا الشأن لتحد من وصول المساعدات عبر معبرين في الشمال الغربي، ومن ثم عمدت إلى إغلاق معبر آخر في آواخر كانُون الثّانِي/ يَنَاير، ولم يتبقى سوى معبر باب الهوى، كمنفذ وحيد من أجل المساعدات إلى الداخل السوري.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المانحين الغربيين بـ”ابتزاز” موسكو من خلال التلويح بقطع الإمدادات الإنسانية عن سوريا في حال لم يمدد التفويض الخاص بمعبر باب الهوى.

ونقل تصريح شفوي عن لافروف مؤخراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش وحصلت وكالة أسوشيتد برس عليه الاسبوع الماضي قوله: “إنه من المهم الوقوف بحزم ضد هكذا مقاربات”. مشيراً: “إن تقديم مزيداً من التنازلات للأمريكيين والأوروبيين تحت ضغط التهديد والتلويح بقطع الدعم المالي والمساعدات سيقوض مصداقية الأمم المتحدة وميثاقها وقرارات مجلس الأمن”.

ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الإقتراح بإعادة فتح معبر تل كوجر من العراق إلى شمال وشرق سوريا بأنه ” اقتراح مآله الفشل لا محال”.

كما ورفض الإعلان فيما إذا ستسمح روسيا باستمرار على هذا الموقف. واشترط السفير الروسي بأن دخول المساعدات سيتم عبر معبر باب الهوى، أو ستستخدم موسكو حق النقض (الفيتو) لإغلاقه، الأمر الذي يقطع وصول الإمدادات. مضيفاً “لازلنا نعقد مشاورات بشأن هذه القضية”.

وجدد نيبينزيا إنتقاد روسيا للمعابر التي تدخل منها المساعدات، وقال بإنه ينبغي وصول الإغاثة الإنسانية عبر خطوط النزاع داخل سوريا لتعزيز سيادة الحكومة السورية على كامل البلاد.وانتقد السفير الروسي على خطى لافروف، تلك المحاولات المستمرة منذ 11 نيسان / إبريل لمنع وعرقلة قافلة من قبل الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري قادمة من العاصمة السورية دمشق باتجاه إدلب.

وألقى الوزير الروسي باللوم على هيئة تحرير الشام، أقوى ميليشيا مسلحة في إدلب “بالتواطؤ” مع تركيا، لرفضها السماح بتسليم المساعدات عبر خطوط النزاع. وأثناء زيارتها لمعبر باب الهوى مؤخراً، أعربت سفيرة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد يوم الجمعة عن خيبة أملها بأن مسودة القرار لم تفض إلى نتيجة بشأن وصول المساعدات عبر ثلاثة معابر، من ضمنها معبر معبر باب السلامة، والذي تم إغلاقة تموز / يوليو الماضي. وقالت غرينفيلد: “ملايين السوريين في حالة يرثى لها ومن دون إتخاذ إجراء فوري، سيحرم ملايين من الطعام والمياه النظيفة والدواء ولقاحات كوفيد-١٩”.

ومن جانبه قال نيبينزيا بإن الحكومة السورية تسعى لإغلاق المعبر وتفند الإدعاءات بأنه لا يوجد بديل لهذه المعابر.وتمت الموافقة على وصول المساعدات الإنسانية عبر المعابر في العام ٢٠١٤، وعلق السفير الروسي سريان هذه العملية بأنه كانت: “في ظروف استثنائية عندما كانت هناك صعوبة في الوصول إلى أجزاء عديدة من سوريا”. مضيفاً في الوقت عينه: “هذه العملية قد عفى عليها الزمن في الوقت الراهن، وبالتالي سوف يتم إغلاقها”.وقال نيبينزيا كانت هناك توقعات بحصول “كارثة إنسانية” جراء إغلاق معبر تل كوجر في شمال شرق سوريا: “بيد أن الحقائق على الأرض أثبتت عكس ذلك، وحسب الأمم المتحدة أيضاً، فإن حجم المساعدات الإنسانية المقدمة إلى شمال شرق سوريا قد تضاعفت بصورة ملحوظة… من خلال التعاون مع الحكومة السورية”. في حين تصر الأمم المتحدة والدول الغربية بأن المساعدات غير كافية، وخاصة تلك التي تتصل إلى شمال شرق سوريا، بما في ذلك الدواء واللقاحات لمكافحة وباء كوفيد – ١٩.

تم نشر المقالة بموقع واشنطن بوست بتاريخ : 1 / 7 / 2021 بقلم: إدي ليدرر – Edith M. Lederer.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد