“ذا هيل”: الإدارة الذاتية نقطة أمل يجب أن تدعمها “واشنطن” لتعزيز الديمقراطية في المنطقة

رالف أبراهام ونادين ماينزا | صحيفة “ذا هيل” الأمريكية

في خضم تدهور الوضع في سوريا ضاعت قصة ديمقراطية مزدهرة تعزز حرية الدين والمعتقد. من الواضح أن هذه ليست حكومة بشار الأسد، وإنما هي الإدارة المستقلة لشمال وشرق سوريا. معظم من يعلم عن تلك الإدارة على دراية فقط بذراعها العسكرية، قوات سوريا الديمقراطية، ولكن ومع ذلك، فإن هذا الشعب الشجاع المتمتع بالحكم الذاتي، والذي يقع بين الحدود الجنوبية لتركيا والحدود الشمالية للعراق، كان له دور أساسي في الاستراتيجية الأمريكية، حيث قاتل كـ”جنود على الأرض” وضحى بأكثر من 10.000 رجل وامرأة من أجل الانتصار ضد “داعش”.

لقد زرنا مؤخرًا منطقة سيطرة الإدارة الذاتية وتمكنا من فهم سبب رغبة تركيا وإيران ونظام الأسد في تدميرها. لقد تبنت هذه الدول الفاشية الإسلامية، وهي أيديولوجية سياسية تستخدم فيها الدول أو الجهات الفاعلة غير الحكومية الإسلام لحكم الناس بالعنف. ومن أجل إلحاق الهزيمة بالفاشية الإسلامية، يجب أن ننزع الشرعية عنها بالانتصار في الحرب الفكرية. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي دعم أولئك الذين يرفضون الفاشية الإسلامية ويتبنون المبادئ الديمقراطية. وتمثل الإدارة الذاتية الحرية على عتبة تلك البلدان -برلين الغربية إلى شرقهم- ما يجعلها تهديدًا قويًا للوضع الراهن.

هذا المجتمع المكون من 4 ملايين شخص متعدد الأعراق واللغات والأديان، حيث تشغل العديد من النساء مناصب قيادية. يعيش المسلمون العرب والأكراد بسلام إلى جانب المسيحيين والإيزيديين وأتباع الديانات الأخرى. في الواقع، فإن الجالية المسيحية في شمال شرق سوريا هي من بين الأقدم في العالم مع استمرار تقديم الخدمات باللغة الآرامية، لغة المسيح. ومع ذلك، يتعرض المسيحيون لهجوم مستمر وعلى وشك أن يتم القضاء عليهم في سوريا والعراق. وسوف يساعد الحفاظ على الإدارة الذاتية في ضمان استمرار المسيحية وغيرها من ديانات الأقليات في سوريا.

بدأ الغزو التركي للإدارة المستقلة لشمال وشرق سوريا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 بشن غارات جوية على الأحياء المدنية، ما أسفر عن مقتل المئات وتشريد مئات الآلاف. تنقل تركيا الآن ما بين مليون إلى ثلاثة ملايين لاجئ عربي من أجزاء أخرى من سوريا إلى ما يسمى “المنطقة الآمنة”، وهي المنطقة الحدودية في شمال شرق سوريا، والتي تم تطهيرها عرقياً من الأكراد والمسيحيين. ويتوقع الكثيرون في المنطقة توغلا تركيا آخر خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهذه المرة في المناطق ذات الغالبية المسيحية.

من الحرب الأهلية السورية إلى صعود “داعش”، كانت هذه المنطقة من العالم ملتقى للنزاع منذ أكثر من عقد. وكان ظهورالإدارة الذاتية يمثل تطورا إيجابيا يقدم الوعد بتقرير المصير لشعوب هذه المنطقة ومخطط لمقاومة الفاشية الإسلامية في الشرق الأوسط. إن اعتراف الولايات المتحدة الرسمي بإدارة شمال وشرق سوريا المتمتعة بالحكم الذاتي سوف يساعد في تغذية وتنمية هذه الديمقراطية الناشئة والمساعدة في إحلال السلام والازدهار في منطقة مزقتها الحرب والاضطرابات. كما أنه سيخدم مصالح الولايات المتحدة في إبقاء “داعش” تحت المراقبة، وتزويد الشركات الأمريكية بفرص تجارية واستثمارية جديدة، وإنقاذ المسيحية والحرية الدينية في سوريا.

—-

*للاطلاع على النص الأصلي باللغة الإنجليزية.. اضغط هنا

*رالف أبراهام يمثل المنطقة الخامسة في لويزيانا في مجلس النواب الأمريكي. المفوضة نادين ماينزا هي نائبة رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية.

ترجمة: المركز الكردي للدراسات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد