النقطة الأساسية هنا هي أن الممارسة أمر مثالي لحصد القوة، وقد حصلت القوات الجوية الروسية على الكثير من التدريبات على ضرب المتمردين السوريين. لقد تعلم سلاح الجو الروسي دروسًا قيمة خلال الحملة الأخيرة في سوريا، وفقًا لما قاله قائد جوي روسي سابق.
في الواقع، أعطت العمليات الجوية الروسية الداعمة للحكومة السورية سلاح الجو الروسي فرصة لاختبار مدى فعالية الإصلاحات التي تم إجراؤها على مدار الأعوام القليلة الماضية، وفقًا للعقيد فيكتور بونداريف القائد السابق لقوات الفضاء الروسية والرئيس الحالي للجنة الدفاع والأمن التابعة لمجلس الاتحاد الاتحاد الروسي.
كان تحليل “بونداريف” جزءًا من دراسة متعددة الأجزاء للقوة الجوية أجراها مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات، وهو مركز أبحاث دفاعي روسي. وفي مدونة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قام خبير الدفاع دوغلاس باري بتحليل رواية “بونداريف”. كتب “بونداريف”: “أعطت الحملة لقوات الفضاء الروسية أول تجربة لها في العمليات الجوية الهجومية التي قامت بها وحدات جوية مختلفة، بالتزامن مع القوات البرية للأطراف الأخرى”. كما يجادل بأن “أحد الشروط الأساسية للنجاح في سوريا كان إدخال طائرة مقاتلة جديدة ومحدثة، وهي حاجة كانت ملحة، لأن القوات الجوية لم تتلق عملياً أي معدات جديدة منذ 20 عامًا منذ أوائل التسعينيات”.
ويقول “بونداريف” إن الحملة الجوية الروسية تميزت على نطاق واسع باستخدام الذخائر الموجهة بدقة (بى.جى.إم)، مثل الذخائر الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (جى.بى.إس). لكن كما يشير “باري”، فإنه “على الرغم من أن القنبلة الموجهة عبر الأقمار الصناعية كى بى إيه-500 إس استخدمت في سوريا، إلا أن القوات الجوية استمرت في الاعتماد على القنابل الحديدية التي تسقط بالسقوط الحر. كما تم استخدام عدد صغير من أنظمة صاروخ جو – أرض متطورة مثل كيه إتش-29(إيه إس -14كيدج) وكيه إتش-25 إم(إيه-إس10كارين)”.
ويلاحظ “باري” أيضًا أن “العملية السورية كان ينبغي أن توفر فرصة لاختبار صاروخ أرض-أرض متوسط المدى من طراز كيه إتش-38، حيث تم تصميم عائلة كيه إتش-38 لتحل محل كيه إتش-39 وكيه إتش-25. ومع ذلك، لم تظهر أي صور للسلاح الذي يتم استخدامه في سوريا حتى الآن، في حين أن المصادر الروسية قدمت ادعاءات متناقضة حول ما إذا كانت قد استخدمت أم لم تستخدم ذلك الصاروخ تحديدا أثناء الحملة. يُعتقد أن البديل كيه إتش-38 إم إل شبه النشط الموجه بالليزر في عائلة الصواريخ قد استكمل اختبار التطوير في عام 2017”.
في سبتمبر/أيلول 2018، ادعى “بونداريف” أن 85000 “إرهابي” قُتلوا في غارات جوية روسية. وقال: “على مدى ثلاث سنوات، تم ضرب عشرات الآلاف من أهداف الإرهابيين -مخازن الذخائر والمعاقل ومراكز السيطرة- وقُتل حوالي 100000 إرهابي، تم تحييد حوالي 85000 منهم من قبل قواتنا الجوية”.
وأشار “بونداريف” إلى “الدقة العالية لاستخدام الأسلحة الجوية”، مضيفًا أن “قوات الفضاء الجوية لديها قدرة على توجيه ضربات دقيقة على أهداف الإرهابيين”. وأشار إلى أن تدخل روسيا في سوريا قد حسّن من موقف روسيا أمام حلف الناتو: “يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن المشاركة في عملية مكافحة الإرهاب في سوريا ساعدت روسيا على اختبار العديد من أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية وإظهار قوتنا العسكرية، وبالتالي تأميننا حتى من محاولات العدوان المحتمل من قبل دول الناتو. لم يشهد قبل 2015 التقدم الذي حققه جيشنا وصناعة الدفاع على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية”.
أحد أسباب استخدام القنابل البدائية كان فشل القنابل الروسية الذكية، فقد اعترف رئيس شركة تصنيع الصواريخ الروسية بأن أسلحة أنظمة التوجيه الروسية كانت تواجه مشاكل لأن سوريا صحراء، على عكس الظروف الأكثر برودة لنطاقات الاختبار في روسيا حيث توجد الذخائر المتقدمة.
ويقول “باري”: “في حين أن التقييم العام لبونداريف -على الأقل في المجال العام- يتأرجح على بعض التحديات والنقص المستمر، فإنه يتتبع منحتى التقدم الذي أحرزته القوات الجوية عما كانت عليه في التسعينيات وأوائل الألفية الثانية. وبدون هذا التقدم المحرز، ربما أثبتت سوريا أنها عملية بعيدة جدًا عن أن تفيد روسيا”.
—–
للاطلاع على النص الأصلي باللغة الإنجليزية.. اضغط هناترجمة: أمنية زهران