محمد سيد رصاص
هناك إسلامي سوري على الأرجح أنه كان القناة الواصلة بين تجربتي 1979-1982 و2011-2020 للمعارضة السورية الإسلامية المسلحة، هو مصطفى ست مريم نصار (أبو مصعب السوري) والذي ولد في حلب عام 1958 وكان طالباً في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعتها وعضواً في تنظيم الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين الذي أسسه الشيخ مروان حديد عام 1975 ثم مات في السجن بعد إضراب عن الطعام عام 1976. قام هذا التنظيم بارتكاب محزرة مدرسة المدفعية في حلب في يونيو/حزيران عام 1979 قبل أن يندمج في «مؤتمر الوفاق» المنعقد في روما في ديسمبر/كانون الأول 1980 مع التنظيم العام للإخوان (عدنان سعد الدين) وتنظيم الطلائع الإسلامية (عصام العطار) ثم انسحب في مارس/آذار 1982 إثر دخول الإخوان في «التحالف الوطني» مع بعث العراق وحركة الاشتراكيين العرب بقيادة أكرم حوراني إثر هزيمة المسلحين الإسلاميين في حماة قبلها بشهر. وكانت تلك التجربة التحالفية بداية اتجاه سياسي جديد لدى الإسلاميين يتبني الديمقراطية والدولة المدنية، بلغ ذروته مع تولي علي صدر الدين البيانوني منصب المراقب العام للجماعة بين عامي 1996و2010، وهو اتجاه يقول أيضاً بالتحالفات مع سياسيين علمانيين، من ليبراليين ويساريين وقوميين من عرب وكرد، كما فعل البيانوني عام 2005 من خلال دخوله في «إعلان دمشق».
كان أبو مصعب السوري في اتجاه مضاد لاتجاه البيانوني، وهو الذي ذهب في الثمانينات إلى إسبانيا قبل أن يتوجه إلى أفغانستان في التسعينات ويتقرب من أسامة بن لادن وأيمن الظواهري إثر إعلانهما في 1998 قيام «قاعدة الجهاد» مع احتفاظه بمسافة نقدية تجاههما. اعتقل في باكستان عام 2005 وبقي مصيره مجهولاً في ظل أنباء عن تسليمه للسلطات السورية. وفي 1987، أنجز مراجعة من جزئين نشرها في كتاب عام 1991 بعنوان «الثورة الإسلامية الجهادية في سوريا»، الجزء الأول: التجربة والعبرة، الجزء الثاني: الفكر والمنهج (1070 صفحة) بإسم حركي هو عمر عبد الحكيم من دون تحديد مكان النشر (1).
يقول أبو مصعب إن «طبيعة الأنظمة الجاثمة على صدورنا لا تقبل الحلول الجزئية، بل تقتضي الجذرية» (ج1، ص 440، نسخة بي دي إف). ويهاجم جماعة الإخوان المسلمين قائلاً إن «الذين شاخوا من زعماء الحركات الإسلامية وكبار مفكريها اليوم وقعوا بفعل الهزائم المتكررة للدعوة.. في تصورات شائهة.. ولامبرر لكل ذلك إلا الضعف وقلة الحيلة» (441). ثم يوضح من يقصد بالصفحة التالية بأنهم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا من خلال انضمامهم إلى «التحالف الوطني» والإخوان المسلمين في مصر حينما دخلوا في تحالفات مع حزب الوفد بقائمة واحدة في انتخابات مجلس الشعب مع «تصريحهم بإيمان الحاكم وتعاونهم معه وكبحهم لتيارات الجهاد» (442).
ثم يحدد الهدف: «كل الحركات الإسلامية المعاصرة التي تتصدى لإقامة الحكم في بلاد الوطن الإسلامي الكبير انقلابية الطابع جذرية التصور والحلول على صعيد الهدف المعلن. فهي تسعى إلى استبدال حكم البشر بحكم الله لهم.. وهي بهذا الطرح الانقلابي الجذري تمثل ثورة على الأوضاع القائمة بكل أشكالها ونتائجها.. وعلى الإسلاميين أن يفهموا أن شعاراتهم الانقلابية هي ثورة كاملة على هذا الواقع.. وأن يقرروا أحد أمرين: إما أن يقبلوا واقع هؤلاء الطواغيت ككل وينصرفوا إلى العمل الدعوي الذي يرضى به الطواغيت مما لايشكل عليهم خطراً ويحيون الإسلام في نفوسهم وأهليهم ضمن ما يسمح به الطاغوت، وإما أن يعملوا على إيجاد الحل الناجح لإزالة هذا الطاغوت بشكل جاد، وهذا نهج انقلابي ثوري بالطبع، فإن بنية هذه الهياكل الطاغوتية تفرض علينا إما قبولها أو اسقاطها كلها» (437-438).
سابقاً ،قبل كتاب أبو مصعب، كان مفهوم الجهاد بالمعنى الدفاعي عند الإسلاميين، مثل الذين ذهبوا إلى أفغانستان في الثمانينات للقتال ضد السوفييت، أو بالمعنى الذي يهز السلطة الحاكمة عبر وسيلة العنف المضاد كما كان الأمر عند تنظيم الجهاد المصري بزعامة أيمن الظواهري قبل اندماجه مع بن لادن. أما مع هذا الكتاب، فهو يربط بين الثورة وهي ذات هدف: الحكم لله وبين الجهاد الذي هو «ممارسة كل أشكال الجهد بما في ذلك القتال (وهو المقصود منه عموماً في معظم النصوص) ومنه الحرب بكل أشكالها، ومنها قتال المسلمين كجهة أو دولة أو جيش للكافرين كجبهة متمايزة عنهم كدولة عدوة أو جيش» (ص 439-440).
واضح هنا أن العنف عند أبي مصعب قريب للمفهوم الماركسي للعنف، إذ أن العنف هو القابلة القانونية للتاريخ، في وضعية شبيهة بماوتسي تونغ في الثلاثينات والأربعينات والذي استخدم حرب العصابات عبر السيطرة على أرياف ومناطق من أجل هزيمة سلطة حاكمة لتحقيق الوصول إلى السلطة في عام 1949 والبدء بإنجاز أهداف الثورة.
في عام 1999، أسس أبو مصعب السوري «معسكر الغرباء» قرب كابول، وكان يضم إسلاميين سوريين وغيرهم. في نفس العام وقرب مدينة هيرات الأفغانية، تم تأسيس معسكر آخر ضم أردنيين وفلسطينيين من قبل أحمد الخلايلة (أبو مصعب الزرقاوي)، الذي أسس في السنتين اللاحقتين «تنظيم التوحيد والجهاد» وهو الذي بدأ العمل في العراق في عامي 2002 و2003 قبيل غزو واحتلال الأميركيين للعراق بعد أن أتى عبر إيران للعراق وكان في البداية بضيافة الإسلامي الكردي الملا كريكار. بدأ عملياته ضد الأميركيين تحت اسم «تنظيم التوحيد والجهاد» ثم بايع بن لادن تحت اسم «تنظيم قاعد الجهاد في بلاد الرافدين» في أكتوبر/تشرين الأول 2004.
من يقرأ كتاب أبو مصعب السوري يشعر بأن الزرقاوي كان مطبّقاً له في العراق، خاصة من خلال ما فعله خليفته أبو حمزة المهاجر، الذي تولى قيادة التنظيم بعد مقتل الزرقاوي في يونيو/حزيران 2006، عندما قام بتأسيس «الدولة الإسلامية في العراق» في أكتوبر/تشرين الأول 2006 ونصّب العراقي أبو عمر البغدادي (حامد الزاوي، والذي سبق له زيارة أفغانستان في التسعينات) أميراً لها قبل مقتلهما في أبريل/نيسان 2010 بغارة جوية أميركية. وتم بعد ذلك تنصيب أبو بكر البغدادي (إبراهيم البدري) أميراً، وهو الذي بعث أبو محمد الجولاني (أحمد حسين الشرع) في صيف 2011 إلى سوريا لتأسيس جبهة النصرة التي أعلنت عن نفسها في يناير/كانون الثاني 2012، قبل تأسيس «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في أبريل/نيسان 2013 التي أطلق خصومها عليها لقب «داعش». ومن ثم، أعلن الخلافة الإسلامية وتنصيب نفسه خليفة في يونيو/حزيران 2014، الأمر الذي شكّل تأسيساً لمركز جهادي عالمي جديد ينافس تنظيم القاعدة في أفغانستان الذي أعلن زعيمه أيمن الظواهري رفض إجراءات البغدادي في تأسيس «داعش» والتي ضمت خطوة حل جبهة النصرة وما تبعها.
ولكن حسب ما نشر لاحقاً في كتاب لـ«الشرعي العام» لجبهة فتح الشام، الاسم الجديد لجبهة النصرة بين يوليو/تموز 2016 ويناير/كانون الثاني 2017 قبل تحولها لهيئة تحرير الشام، عبد الرحيم عطون – أبوعبدالله الشامي تحت عنوان «في دوحة الجهاد»، فإن «المشروع الحقيقي للزرقاوي كان الانتقال إلى الشام بعد توطيد العمل في العراق. وبالفعل، أنشأ الزرقاوي فرعاً سرياً في سوريا ودعمه بالأموال استعداداً لبداية المشروع إلا أنه سرعان ماقتل بعد ذلك وتعرض فرع التنظيم في سوريا إلى ضربات متتالية جعلت قيادات التنظيم بين قتيل وأسير بين عامي 2005-2008» (2).
عند دراسة تركيب السجناء الإسلاميين في سجن صيدنايا قرب دمشق الذين تمردوا في يوليو/تموز 2008، ومعظمهم اعتقلوا في العام السابق على خلفية تعاونهم مع «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، يلاحظ من شهود عيان كانوا في السجن وقتها هناك من غير الإسلاميين أنه عدد السجناء الإسلاميين كان بالآلاف وحوالى نصفهم من حملة الشهادات الجامعية، ويحمل معظمهم فكراً سلفياً- جهادياً موالياً لتنظيم القاعدة أو قريباً منه. وهم معادون لفكر الإخوان المسلمين أو بعيدون عنه، ويحملون فكراً قريباً من الذي احتواه كتاب أبو مصعب السوري.
وأصبح بعض من خرج من سجن صيدنايا بموجب عفو مايو/أيار 2011 من قادة التنظيمات الإسلامية المسلحة:
1- القادة الثلاثة الأوائل لحركة «أحرار الشام» الإسلامية: حسان عبود (قتل في سبتمبر/أيلول 2014) – هاشم الشيخ (حتى سبتمبر/أيلول 2015) – مهند المصري.
2- زهران علوش، مؤسس «جيش الإسلام» في الغوطة (قتل في ديسمبر/كانون الأول 2015 بغارة جوية روسية في دوما).
3- أحمد عيسى الشيخ، مؤسس تنظيم «صقور الشام» في جبل الزاوية في خريف 2011.
طبّقت التنظيمات الثلاثة المسلحة المذكورة أعلاه نظرية أبو مصعب السوري حول شن حرب عصابات من خلال تأسيس قاعدة مكانية استنادية. وعندما اجتمعت مع بعضها في «الجبهة الإسلامية» مع «لواء التوحيد» في حلب وريفها في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، قالت في ميثاقها بـ«إقامة دولة مستقلة تكون السيادة فيها لشرع الله.. والتشريع حق لله وحده لاشريك له». وهي لم تطبق استراتيجية حرب المدن التي انتهجها تنظيم الطليعة أواخر السبعينات في سوريا أو تنظيم الجهاد المصري على طريقة «توباماروس» أواخر الستينات وأوائل السبعينات في الأوروغواي. رغم أنه من الضروري التنويه أن كتاب أبو مصعب السوري الأخير «دعوة المقاومة الإسلامية العالمية» (1600 صفحة، نشر أواخر 2004 على الانترنت) يدعو إلى نظرية جديدة هي «الذئاب المنفردة» أو «مقاومة بلا قيادة»، أي خلايا جهادية عالمية بدون تنظيم مركزي، بعكس تنظيم القاعدة، تتصرف لوحدها وفق الواقع المكاني المحلي الملموس. ولكن من الواضح منذ كتاب 1987 أن المتأثرين السوريين به أخذوا بكتابه المخصص عن التجربة السورية. ويجب هنا الأخذ بما كتبه لورانس رايت في مقاله «الخطة الأصلية» («نيويوركر»، 3 سبتمبر/أيلول 2006) عن أن أبو مصعب السوري عارض ضربة 11 سبتمبر لأنها أدخلت تنظيم القاعدة في معركة غير متكافئة وأفقدت الجهاديين المكان الاستنادي الذي كانت توفره أفغانستان تحت حكم حركة طالبان. وقبلها، عارض بن لادن بسبب الهجوم الذي شنه التنظيم على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا صيف عام 1998لأن هذا يهدد حكم حركة طالبان. وبالتالي، يبدو أن نظريته عن الذئاب المنفردة ناتجة عن قراءته بأن تنظيم القاعدة انتهى بضربة نيويورك، وهو ما يرجح أن كتاب 2004 ليس تفكيره الأساسي بل كتاب 1987. ويؤكد رايت في مقاله أن الزرقاوي طبّق تعاليم أبو مصعب السوري عن المكان الاستنادي في العراق، وهو المكان الذي يقول رايت بأن أبو مصعب السوري اعتبره بعد الاحتلال الأميركي عام 2003 أعطى فرصة تاريخية جديدة للحركة الجهادية بعد أن كادت تموت بعد انهيار حكم حركة طالبان في أفغانستان في خريف 2001 إثر الغزو الأميركي. وفي هذا الصدد، يورد رايت رسالة للزرقاوي حصل عليها الأميركيون بعد مقتله يشرح فيها مراحل خطته العراقية كمكان: 1- طرد الأميركيين من العراق، 2- تأسيس سلطة أو إمارة إسلامية، 3- نقل ومد الموجة الجهادية للبلدان المجاورة للعراق، 4- الصدام مع إسرائيل.
سيطرت تنظيمات الخارجين من صيدنايا ممكن ذكرت أسماءهم أعلاه على الخريطة الأكبر للعمل الإسلامي المسلّح. ويجب أن يضاف إليهم «النصرة» و«داعش». يدل ذلك على أن النزعة السلفية- الجهادية عند المسلحين الإسلاميين كانت ما بين 2011 و2020 أقوى من الأصولية الإسلامية الأخوانية التي سادت إبان فترة 1979 و1982، رغم أن تنظيم الطليعة المقاتلة تأثر بجهادية سيد قطب، إذ كان تفكير حسن البنا وحسن الهضيبي أقوى لدى الإخوان المسلمين. ورد الهضيبي على كتاب قطب «معالم في الطريق» بكتاب «دعاة لا قضاة» أكد فيه على النزعة الدعوية ورفض النزعة الجهادية عند قطب التي ارتبطت بمفاهيم الجاهلية والتكفير والطليعة المؤمنة.
ويقول تشارلز ليستر في كتابه «بروفايل جبهة النصرة» (معهد بروكينغز، واشنطن 2016، 191 صفحة، نسخة بي دي إف) إنه «ذات ليلة من شهر أغسطس 2011، عبر سبعة قياديين جهاديين من العراق إلى شمال سوريا لتأسيس جناح سوري جديد لدولة العراق الإسلامية.. ثلاثة سوريين (من بينهم الجولاني)، فلسطيني واحد، عراقي واحد (أبو مارية القحطاني- ميسرة الجبوري)، اثنان أردنيان من أصل فلسطيني (أحدهما صهر الزرقاوي هو إياد الطوباسي).. وقاموا بالاتصال مع شبكة دولة العراق الإسلامية قديمة التأسيس في سوريا» (3).
بتقاطع كلام ليستر مع ما أورده عبد الرحيم عطون. وهو يفسر كيف استطاع هؤلاء السبعة في 2012 أن يأسسوا تنظيماً مسلحاً هو جبهة النصرة يتراوح أعضائه بين عشرة وخمسة عشر ألفاً. فالعجينة كانت جاهزة لخبزهم من خلال تنظيم جاهز ضُرب في النصف الثاني من العقد الأول من القرن، ولكنه لم يتحطم، ثم قوي مع خروج سجناء صيدنايا بالعفو. وهذا يفسر أيضاً كيف أن سجناء من صيدنايا استطاعوا أن يأسسوا تنظيمات أخرى في عامي 2011و2012 من نفس العجينة مثل حسان عبود، «أحرار الشام»، أحمد عيسى الشيخ، «صقور الشام»، زهران علوش، «جيش الإسلام».
ولكن القوة التنظيمية لا تفَسر فقط من خلال الأداة، وإنما أساساً من خلال توفر القاعدة الاجتماعية، والتي أظهرت من خلال تجربة 2011-2020 أن القاعدة الاجتماعية للإسلاميين المسلحين كانت ريفية، وبالذات مع تدهور الزراعة في فترة 1995-2010في ظل مواسم الجفاف ثم مع زيادة أسعار المازوت والكيماويات الزراعية في عام 2008. هنا، يلاحظ أن كل قادة العمل الإسلامي المسلّح أتوا من الريف: حسان عبود من قرية الحويز بمنطقة الغاب، أحمد عيسى الشيخ من جبل الزاوية، زهران علوش من دوما، أبو محمد الجولاني من أسرة نازحة من قرية جيبين في الجولان أقامت في دمشق ووالده كان خبيراً اقتصادياً يعمل في رئاسة مجلس الوزراء ثم سرح بسبب ميوله لبعث العراق ليذهب إلى السعودية ويعمل هناك وكانت له دراسات اقتصادية منشورة في مجلات منها «دراسات عربية»، فضلاً عن عبدالقادر صالح مؤسس «لواء التوحيد» وهو من بلدة مارع شمال حلب. أما قادة العمل الإسلامي المسلّح في فترة 1979-1982 فكانوا من المدن وهم: عبد الستار الزعيم وهشام جمباز وعمر جواد، من مدينة حماة، حسني عابو ومصطفى قصار، من مدينة حلب. ويجب أن يذكر هنا أن الشيخ مروان حديد من أسرة مدينية حموية غنية، وكذلك أبو مصعب السوري الذي ينتمي لأسرة حلبية مدينية تعود من جهة الأب للإمام الصوفي الرفاعي ومن جهة الأم لابراهيم باشا ابن الحاكم المصري محمد علي باشا. مع إضافة أن حالة عدنان عقلة، قائد تنظيم الطليعة المقاتلة في حلب، شبيهة بالجولاني. فهو مثله نازح من الجولان، وعاش في مدينة حلب وتزوج من أسرة خير الله الغنية.
إذا استثنينا مدن درعا وحمص وديرالزور عام 2011، فإن الحراك الاجتماعي المعارض للسلطة السورية كان ريفي القاعدة الاجتماعية أساساً. والملفت للنظر أن يكون شخص مثل اللواء قاسم سليماني مدرك لذلك ومنذ أوائل عام 2012. فهو يقول في محاضرة ألقاها في 18 يناير/كانون الثاني 2012 أمام مؤتمر «شباب الصحوة الإسلامية» في طهران إن «الحركة الجماهيرية في سوريا ليست في المدن بل في القرى، وستستمر كذلك.. وبالتالي فإن المرض السوري لن يقود إلى موت الحكومة» (4). يمكن لصعود الإسلاميين المسلحين السلفيين الجهاديين في فترة 2011-2020، وبالذات منذ عام 2013، أن يفسر عدم صعود ظاهرة ما سمي «الجيش الحر» التي ضمت ضباطاً وصف ضباط وجنوداً من الجيش النظامي، وأيضاً عدم قدرة الإخوان المسلمين أن يكونوا في تلك الفترة ما كانوا عليه بين 1979 و1982 حينما ولد العمل المسلح من رحمهم، رغم محاولتهم إغداق المال على الفصائل المسلحة الناشئة بمعونة تركيا.
تعتبر طبيعة الحركات الإسلامية بطبعتيها الأصولية الإسلامية الإخوانية ثم السلفية الجهادية، والأخيرة ظهرت في الثمانينات والتسعينات، أممية المدى والاستناد ولا تعترف بالحدود القائمة للدول الإسلامية. ولذلك، تدفق المقاتلون الأجانب على أفغانستان والعراق ثم سوريا، التي كانت أكثر بلد تدفق عليه مقاتلون أجانب منذ التجربة الأفغانية. في الدراسة التي أجرتها مجموعة «صوفان غروب»، ومقرها نيويورك، في ديسمبر/كانون الأول 2015 عن المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق (25 صفحة) نقرأ ما يلي: «اعتماداً على تحقيقات أجرتها صوفان غروب بين يونيو/ حزيران 2014 وديسمبر/كانون الأول 2015، هناك ما بين 27-31 ألفاً ذهبوا من ستة وثمانين بلداً للقتال في العراق وسوريا إلى جانب داعش ومجموعات متطرفة أخرى» (ص4)، منهم «6000 تونسي و2500 سعودي و2400 روسي (شيشان وداغستان) و2400 تركي و2000 أردني. ومن هؤلاء أتى 5000 من أوروبا الغربية و4700 من الجمهوريات السوفياتية السابقة و280 من أميركا الشمالية و875 من البلقان و8000 من دول المغرب و8240 من الشرق الأوسط و900 من دول جنوب شرق آسيا» (ص5).
يجب مقارنة هذه الأرقام مع أرقام نشرها مركز «IHS JANES للمعلومات الاستخباراتية والدفاعية» وأوردتها صحيفة «ديلي تلغراف» في 15 سبتمبر/أيلول 2013 عن أن «هناك 100 ألف مقاتل معارض منهم 10 آلاف جهادي و30-35 ألف إسلامي متشدد و30 ألف مقاتل معتدل في فصائل ذات ملمح إسلامي» (5).
قبل ذلك بقليل، كان بن هوبارد، من صحيفة «نيويورك تايمز»، تلمس التالي: «ولا في مكان من المناطق السورية الخاضعة للمتمردين يمكن أن تجد فصيلاً علمانياً مقاتلاً تتحدث معه. الطابع الإسلامي للمعارضة يعكس السمة الرئيسية للتمرد في مناطق مهمشة ذات طابع محافظ» (6).
كان التمويل للسلاح يأتي عبر قطر كما في صفقة سلاح اشترتها قطر من حكومة عمر البشير عام 2013 تم نقلها بالبحر لساحل تركيا من مرفأ بورتسودان وبالطائرات من مطار الخرطوم إلى مطارات عسكرية ومدنية غرب تركيا، ونقلت من هناك إلى سوريا وتضم بنادق قناصة وصواريخ مضادة للدروع (7). وفي دراسة جوزيف هوليداي المنشورة في مارس/آذار 2012 (ص33) يذكر أنه «وبالتعاون مع قطر، فإن زعيم المجموعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج كان يساعد المسلحين السوريين بالسلاح والمقاتلين». وذكرت دراسة لمركز «CNA للدراسات الاستراتيجية» في مارس/آذار 2013 بعنوان: «تحالف المتمردين: لماذا فشلت المعارضة السورية في التوحد؟» (32 صفحة نسخة بي دي إف)، كتبها أوفشون أوستوفر وويل ماكنت، أن «لواء التوحيد كان ممولاً من الإخوان المسلمين» (ص20) وأن «هناك تمويلاً من سلفيي الخليج وسوريين في الخليج لأحرار الشام» (ص 23و24و25).
من جهة أخرى، فإن «النائب السابق لمستشار الأمن القومي لمكافحة الارهاب جوان زاراتي كشف أن شبكة تمويل القاعدة تمتد من شخصيات رفيعة في الكويت وقطر لتصل إلى مسؤولي القاعدة في إيران الذين يحولوها إلى أفغانستان وباكستان والعراق، وأن أحد رؤوس هذه الشبكة في ايران هو محسن الفضلي الذي أتى إلى سوريا ليرأس مجموعة خراسان» (8). وكان من بين قادة تنظيم القاعدة الذين كانوا محتجزين كإقامة جبرية في طهران كل من سيف العدل وأبو محمد المصري وأبو الخير المصري والفلسطيني خالد العاروري، وخرجوا كلهم بعد ثلاث سنوات وأربعة أشهر من الحجز وسمح لهم بالمغادرة في مارس/آذار 2015 وأتوا إلى محافظة إدلب بعد أن تمت صفقة تبادل أفرج فيها عن ديبلوماسي إيراني احتجزه تنظيم القاعدة المحلي في اليمن منذ 2013 مقابل خروج قادة التنظيم من الحجز. وبحسب صحيفة «السفير» في 2 أغسطس/آب 2016، فإنه «اجتمع في سوريا في وقت من الأوقات خلال الأشهر الماضية ثمانية أشخاص من أعضاء مجلس شورى القاعدة» (9). وبالتأكيد، كان هذا الانتقال بأمر من الظواهري الذي ربما أراد تحويل إدلب إلى قاعدة استناد للتنظيم مثلما كانت أفغانستان. وعلى الأرجح، هذا الذي جعله يعارض خطوة الجولاني في فك ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة التي تم إعلانها في يوليو/تموز 2016 (10) ومن ثم تسميتها «جبهة فتح الشام» قبل تسميتها «هيئة تحرير الشام» في يناير/كانون الثاني 2017.
وخلال سبع سنوات لاحقة من تأسيس الهيئة، تحول تركيز الجولاني إلى السيطرة والإدارة لبقعة جغرافية بالتعاون وتحت اشراف الأتراك، فاستحدث واجهة إدارية اسماها «حكومة الانقاذ» في نوفمبر/تشرين الثاني 2017. وعلى الأرجح، أنه يقبل أو يبدي استعداداً للتلاقي مع رياح دولية مناسبة تتجه نحو إعادة تأهيله. وهنا، يجب دراسة مدى دور الجولاني في اصطياد الأميركيين لقيادات دولية لتنظيم القاعدة أو لـ«جماعة خراسان» التي رأسها محسن الفضلي (11)، ومختصة في العمليات الخارجية لتنظيم القاعدة، ثم اصطياد أبو بكر البغدادي في محافظة إدلب في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وهناك دراسة تحت عنوان «كيف يعاد تبيئة الجهاد العالمي وإلى أين يتجه: حالة هيئة تحرير الشام، الفرع السابق للقاعدة في سوريا» كتبها جيروم دريفون وباتريك هايني وأجريت عام 2021 من قبل معهد الجامعة الأوروبية (مركز روبرت شومان للدراسات المتقدمة: برنامج اتجاهات الشرق الأوسط) ومقره إيطاليا (نسخة بي دي إف، 34 صفحة). وفي هذا الدراسة، نجد تقييماً جديداً يقول إن «تجربة هيئة تحرير الشام في الهيمنة ليست تجربة حاضنة للجهاد العالمي بل حفرت قبره» (ص2) وأن «مشروع هيئة تحرير الشام هو من أجل وضع المجموعة في إطار اللعبة الاستراتيجية الدولية المتقدمة في سوريا» (ص2). وتضيف أن ذلك ترافق مع «علاقة رعاية مع تركيا بدأت في فبراير/شباط 2020 مع الحضور الكثيف للجيش التركي» (ص2) وترافق «في صيف 2020 مع تفكيك وإخضاع الفرع المحلي لتنظيم القاعدة المسمى حراس الدين، وإخضاع المقاتلين الأجانب واقتلاع خلايا داعش وضرب أحرار الشام» (ص1). وتزامن ذلك مع اتفاقية بوتين- أردوغان في مارس/آذار 2020 التي كرست الهيمنة التركية، بموافقة الكرملين، على الشمال الغربي السوري،فيما تخلى الأتراك عن مسلحي الغوطة وحوران وشمال حمص الذين نقلوا وفق اتفاقيات «خفض التصعيد» إلى محافظة إدلب بالباصات الخضر. وقبلها، تخلت أنقرة عن مسلحي الأحياء الشرقية من مدينة حلب في الربع الأخير من عام 2016، حيث حدث كل ذلك بعد قمة أغسطس/آب 2016 بين بوتين وأردوغان، والتي كرست سيطرة عسكرية تركية على خط جرابلس- الباب- إعزاز منذ أغسطس/آب 2016، وعلى مدينة عفرين ومنطقتها في يناير/كانون ثاني – أبريل/نيسان 2018، ثم على خط تل أبيض- رأس العين (سري كانيه) في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وبحسب الدراسة التي وضعها دريفون وهايني، فإن «حالة إدلب ما بعد 2020 هي حالة ترميدورية» (12)، يتم فيها «التخلي عن الحالة اليوتوبية الثورية في مرحلة تعقب صراعاً مسلحاً مع نبذ اليوتوبيا في طريقة الحكم» (ص25). أي أن الجولاني «في حالة ترميدورية، كشخص يرى أن وضعه تجاه حالته الإسلامية الثورية السابقة يضطره إلى أن يكون خلاصه من خلال الدعم الخارجي وليس عبر وسائل ثورية» (ص28). وبالتالي، فإن «هيئة تحرير الشام منخرطة الآن في لعبة استراتيجية دولية مع دول أولها تركيا، والدول الغربية بعد ذلك» (ص30).
إذا كان الاتجاه على مايبدو هو احتواء جبهة النصرة وتفريعاتها اللاحقة، وهذا ما لا توحيه الدراسة المذكورة سابقاً فحسب بل أيضاً تصرفات الغرب الأميركي- الأوروبي مع الجولاني، فإن تعامل هذا الغرب مع تنظيم داعش تمثّل في الاستئصال.
ولكن في البداية، وفي الفترة الفاصلة بين ولادة التنظيم وسقوط الموصل في يونيو/حزيران 2014، برز تجاهل دولي واقليمي للتنظيم الجديد رغم سيطرته على مدينتي الفلوجة والرقة في الشهر الأول من عام 2014. ويبدو أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، الذي كان يتفاوض مع طهران حول البرنامج النووي الايراني، رأى أن وضع ظهر الحليف العراقي لإيران، أي رئيس الوزراء نوري المالكي، في الحائط يمكن أن يضعف المفاوض الايراني. تغيّر هذا الأمر في فترة مابعد الموصل، إذ أطلقت صفارات الإنذار الإقليمية والدولية، خاصةً مع تمدد التنظيم في الشهرين التاليين حيث سيطر على تكريت وبيجي والحويجة ووصل إلى ضاحية أبو غريب قرب بغداد وامتد نحو الحدود السورية باتجاه تل عفر وسنجار. وفي أغسطس/آب 2014، سيطر على خط نهر الفرات من الفلوجة وحتى جرابلس عند الحدود السورية- التركية وغرباً حتى خط منبج – الباب. وفي خريف 2014- صيف 2015، تمدد في محافظة الحسكة من الحدود العراقية ووصل في يونيو/حزيران 2015 أبواب مدينة الحسكة، في حين كان يسيطر إلى الغرب منها على مدينة تل أبيض، حتى وصل منطقة الخابور في فبراير/شباط 2015.
كانت معركة مدينة كوباني بين سبتمبر/أيلول 2014 ويناير/كانون الثاني 2015 بداية النهاية لمد التنظيم بعد أن هزمته «وحدات حماية الشعب». وفعلاً، بدأ التنظيم بالتراجع في العراق في مرحلة ما بعد كوباني منذ نهاية 2015 عندما تم تحرير مدينة الرمادي. وفي 10 ديسمبر/كانون الأول عام 2017، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير كافة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم. لكن استلزم الأمر وقتاً أطول في سوريا لتحرير الأراضي التي استولى عليها التنظيم رغم هزيمته أمام «وحدات حماية الشعب» في تل أبيض في يونيو/حزيران 2015 وأمام «قوات سوريا الديمقراطية»، التي هي استمرار للوحدات، في الشدادي في فبراير/شباط 2016 ومنبج في صيف 2016. وفي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2017، فقد التنظيم السيطرة على مدينتي الطبقة والرقة على التوالي، مع تحرير مدينة دير الزور وقسم كبير من محافظتها لصالح القوات النظامية السورية وصالح «قسد» في الضفة الشرقية من الفرات. وعملياً، فإن وجود «داعش» السوري لم ينته إلا بعد هزيمته في معركة الباغوز في فبراير/شباط – مارس/آذار 2019 في الضفة الشرقية من الفرات المقابلة لمدينة البوكمال. ومنذ ذلك الوقت، تدل المؤشرات على أنه لم يعد له تمركزات سيطرة في سوريا، مثل تلك التي كانت منذ عام 2014 حيث كان يسيطر على مدن وبلدات ويقيم سلطة وإدارة فيها، فيما تدل مؤشرات مرحلة ما بعد الباغوز على أن وجوده قد أصبح متحركاً في مناطق البادية العراقية- السورية، متخذاً منها مناطق حركة لشيء قريب من حرب العصابات.
يمكن اعتبار نهاية معركة الباغوز في مارس/آذار 2019 نهاية لفصل كبير بدأ عام 2011 عنوانه «المعارضة السورية الإسلامية المسلحة». لاقى «داعش» امتداداً سورياً كبيراً في أوساط اجتماعية ريفية، خاصة في الريف الفراتي. ويبدو أن هذا الذي أغرى أبوبكر البغدادي في 2013 لإعلان «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بعد أن شاهد نمو جبهة النصرة وامتدادها في سوريا خلال 2012، فيما كانت «دولة العراق الإسلامية» التي أعلنت في 2006 في حالة انكفاء بين 2007 و2011 بتأثير ابتعاد الوسط السني العراقي عنها بسبب ظاهرة «قوات الصحوات» التي تعاونت مع الأميركيين والحكومة العراقية ضدها.
ويمكن أيضاً اعتبار 5 مارس/آذار 2020، عندما تم توقيع اتفاق إنهاء القتال في محافظة إدلب من قبل بوتين وأردوغان في موسكو، تكملة إضافية لنهاية فصل «المعارضة السورية الإسلامية المسلحة»، حيث بات المسلحون الإسلاميون تحت سيطرة مباشرة من أنقرة التي أضحت تديرهم بشكل مكشوف في المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها في الشمال الغربي أو في خط تل أبيض – رأس العين (سري كانيه)، بعد أن أنهت اتفاقيات «خفض التصعيد»، التي رعتها موسكو وأنقرة بتأييد من طهران في العامين السابقين، وجود المسلحين المعارضين في شمال حمص والغوطة الشرقية ومنطقة حوران.
هوامش:
(1) رابط كتاب أبو مصعب السوري حول سوريا.
(2) صحيفة السفير، 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، عبدالله سليمان علي: جبهة النصرة تروي نشأتها وخلافها مع داعش.
(3) تشارلز ليستر: بروفايل جبهة النصرة، معهد بروكينغز، واشنطن 2016، 191صفحة، نسخة بي دي إف، ص 11.
(4) جوزيف هوليداي: المعارضة السورية المسلحة، معهد دراسة الحرب، واشنطن، مارس/آذار 2012، نسخة بي دي إف، 57صفحة، ص36.
(5) بن فارمر- روث شرلوك: تقريباً نصف المقاتلين من الجهاديين والإسلاميين المتشددين، صحيفة ديلي تلغراف، 13 سبتمبر/أيلول 2013.
(6) الإسلاميون المتمردون يخلقون ورطة في السياسة المتبعة حيال سوريا، صحيفة نيويورك تايمز، 27 أبريل/نيسان 2013.
(7) إريك شميت: شحنات سلاح شوهدت تبحر من السودان إلى المتمردين السوريين، صحيفة نيويورك تايمز، 12 أغسطس/آب 2013.
(8) دافيد أندرو وينبرغ: قطر وتمويل الإرهاب: الإهمال (الجزء الأول)، مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، واشنطن، ديسمبر/كانون الأول 2014، دراسة في 24صفحة، نسخة بي دي إف، ص17.
(9) عبدالله سليمان علي: أذرع الظواهري والتحولات الكبرى: عقول القاعدة تنتقل تدريجياً إلى سوريا، صحيفة السفير، 2 أغسطس/آب 2016.
(10) عبدالغني مزوز: تنظيم حراس الدين: إشكاليات النشأة والتفكيك، المعهد المصري للدراسات، سبتمبر/أيلول 2020، نسخة بي دي إف، 57 صفحة، ص13. تم تأسيس التنظيم من الرافضين لفك ارتباط جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة، في 27 فبراير/شباط 2018.
(11) الذين قتلوا بغارات أميركية في محافظة إدلب من قيادات تنظيم القاعدة:
1- محسن الفضلي: كويتي، مسؤول «مجموعة خراسان». قتل في 8 يوليو/تموز 2015 في بلدة سرمدا. المجموعة تضم نخبة أعضاء تنظيم القاعدة في سوريا، وكانت مكلفة بالعمليات الخارجية.
2- أبو فراس السوري (رضوان ناموس)، مواليد 1950. من مضايا بريف دمشق. المتحدث الرسمي باسم جبهة النصرة. قتل بغارة أميركية في 3 أبريل/نيسان 2016 في شمال غرب مدينة إدلب . من أعضاء تنظيم الطليعة المقاتلة في السبعينات والثمانينات. ذهب إلى أفغانستان وكان مقرباً من بن لادن. كان من السبعة الذين أرسلهم البغدادي من العراق إلى سوريا في 2011 لتأسيس جبهة النصرة، ومن الرافضين لفك ارتباطها بتنظيم القاعدة خلال المشاورات التمهيدية التي أجريت حول الموضوع
محطة روسيا اليوم، 5 أبريل/نيسان 2016:
هل يعكس مقتل أبو فراس أزمة جبهة النصرة؟
3- الرفاعي طه: من القيادات المصرية لتنظيم الجماعة الإسلامية. رفض مراجعات الجماعة عام 1997 حينما نبذت العنف ضد نظام الرئيس حسني مبارك. من المؤسسين لتنظيم القاعدة مع بن لادن والظواهري عام 1998. قتل بغارة أميركية في 5 أبريل/نيسان 2016 في مدينة إدلب بعد أيام قليلة من عبوره الحدود التركية – السورية.
4- خالد العاروري: فلسطيني. من قيادات تنظيم القاعدة الذين أفرجت إيران عنهم في 2015. رفض فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، ومن المؤسسين لـ«حراس الدين». قتل في مدينة إدلب في 14 يونيو/حزيران 2020.
5- أبوذر المصري: من قيادات «حراس الدين». قتل على طريق إدلب- بنش في 20 سبتمبر/أيلول 2021 بغارة أميركية.
(12) فترة حكم الترميدور: هي التي أعقبت المرحلة الراديكالية الثورية في الثورة الفرنسية بين يوليو/تموز 1789 ويوليو/تموز 1794، والتي أتت بعد تصفية حكم اليعاقبة واعدام روبسبيير بالمقصلة.