“المنتدى الحواري” يناقش مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية في ندوتين

في سعيه لمناقشة مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية، عقد المنتدى الحواري في المركز الكردي للدراسات جلستي حوار عبر تطبيق “زووم” بغية تأمين وصول أقرب لفهم لمشروع الذي أطلقته الإدارة في 18 نيسان/أبريل الماضي، ومناقشة الظروف السورية والإقليمية التي حذت بالإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا لإطلاق مبادرتها، فضلاً عن محاولة المنتدى الحواري استشراف آفاق المبادرة وإمكانية تحققها على الأرض في ظل حالة الانسداد السياسي الذي تعيشه سوريا.

الندوة الأولى: مناقشة مشروع حل الأزمة السورية الصادر عن الإدارة الذاتية

استضافت الندوة الأولى التي أقيمت، يوم 23 نيسان/إبريل، السيد بدران جيا كرد الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والأستاذ زياد وطفة عضو المكتب السياسي لهيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي. خلال المناقشة أشار جيا كرد للأسباب الموجبة التي دفعت الإدارة لإطلاق المبادرة والمتمثّلة بالانسداد السياسي، الأمر الذي يزيد من معاناة السوريين في الداخل والخارج ويطيل من عمر الأزمة السورية، وأن المبادرة جاءت نتيجة المتغيّرات الإقليمية والدولية، كما أن الإدارة الذاتية سبق أن طرحت نقاطاً مباشرة (للحل) والآن هي تقوم بتكرارها لفتح آفاق جديدة للحوار، كذلك تسارع عمليات التطبيع مع النظام السوري عربياً وتركياً، وقد يتوهم البعض إلى أن تأهيل النظام ممكن وإعادة سيطرته على كامل الجغرافية السورية ممكن بدون الوصول إلى حل سياسي. كذلك أكد الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية أن حل الأزمة السورية لا يحل بالتطبيع أو بإعادة العلاقات الدبلوماسية، ولا بد من حل قضايا اللاجئين والإرهاب والمخدرات مع هذه الدول ولا يمكن حل هذه المشكلات بدون وجود أطر سياسية تعالج الأزمة السورية من الداخل، وبالتالي نحن في الإدارة الذاتية نمتلك نموذج ومشروع للحل ومبادرة الإدارة تقدم هذا الشيء.

من جانبه قام زياد وطفة بالتعليق على المبادرة ووصفها بأنها تتسم بثلاث سمات أساسية، حيث أنها مبادرة وطنية سطّرتها جهة سورية، وواقعية بمعنى موضوعيتها وقابليتها للتحقيق، إضافة إلى أنها تشاركية تدعو إلى مشاركة جميع السوريين في حل الأزمة بمعزل عن انتماءاتهم، كذلك أشار عضو المكتب السياسي لهيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي إلى أن المطلوب هو تطبيع عربيّ مع عموم السوريين وليس مع النظام، وبالتالي تلفت هذه المبادرة نظر الدول العربية إلى أطراف سورية جاهزة لأن تكون جزءاً من الحل.

الندوة الثانية: آفاق نجاح مبادرة الإدارة الذاتية

استكمالاً للنقاش في الندوة الأولى، واصل المنتدى الحواري عقد ندوة ثانية يوم 27 نيسان/إبريل، بغية قراءة آفاق نجاح المبادرة.

شارك في الندوة الثانية د.غياث نعيسة المنسق العام لحركة اليسار السوري، والأستاذ مصطفى قلعة جي  رئيس حزب التغيير والنهضة السوري، والأستاذ قاسم الخطيب ممثل المؤتمر الوطني لاستعادة السيادة والقرار.

حاول الأستاذ قاسم الخطيب تقديم إحاطة بالمبادرات الدولية والعربية لحل الأزمة السورية، مبادرة الجامعة العربية، ولاحقاً مبادرات الأردن والسعودية وتركيا، ولم يكن للسوريين دور في تلك المبادرات، مثلاً القرار 2254 صاغه وزير خارجية روسيا وعرضه على زميله الأمريكي، بالتالي لم تتمثل في هذا القرار جميع القوى السورية، وكذلك اللجنة الدستورية التي هي إحدى مخرجات مؤتمر سوتشي، لذلك فإن أوّل مبادرة خرجت من السوريين أنفسهم هي مبادرة الإدارة الذاتية هذه، وأنها جاءت دون تأثيرات خارجية، وغير مرتهنة للخارج. كذلك رأى الخطيب أن الدول العربية لو أرادت إنهاء المقتلة السورية ووضع خطة وفق مضمون القرار 2254 فإنه يجب على القوى الوطنية ألّا تكون مغيّبة، ومبادرة الإدارة دعت لتفعيل الدور العربي لإنهاء الأزمة السورية، فيما أشار ممثل المؤتمر الوطني لاستعادة السيادة والقرار إلى “نبني على موقف هذه الإدارة كقوة وطنية سورية” ودائماً وفق القرار 2254، مشيراً إلى أن دور الأمم المتحدة في سوريا هو غير حياديّ.

فيما شخّص الأستاذ مصطفى قلعجي المشكلة بأنها نتيجة المتدخّلين الخارجيين، وبالتالي فإن الأطراف الخارجية لن تسمح للسوريين بالتعاطي مع هذه المبادرة، رغم أن القضية السورية قضية كل السوريين، كذلك أولى قلعجي أهمية للتدخل التركي الذي سابقاً، ثم منذ العام 2011  واحتلالها لأجزاء من الشمال السوري، ودعم “المرتزقة”، وقطع مياه نهر الفرات والمياه عن مدينة الحسكة، تتريك المنطقة المحتلة (منح جنسيات والتدريس وافتتاح أفرع للجامعات…) بالتالي تركيا لن تكون ضامناً جيداً.

بدوره أكد د.غياث نعيسة على أن الأطراف الإقليمية بحثت عن مصالحها في سوريا بعد عام 2011، فيما الأطراف الدولية تدخلت كذلك، والآن نشهد صراع عالمي وزيادة استقطاب بعيد الحرب الروسية على أوكرانيا. النظام العالمي السابق انتهى، أو تغيّر، كذلك بروز الصين كطرف يطرح مبادرات للسلام والمصالحة، بالتالي هناك استفادة لدى الدول الإقليمية لأخذ هامش من الحركة نتيجة الاستقطاب الدولي، من ذلك وقف الدول الإقليمية لصراعاتها وتجميدها حتى يتجلّى الموقف الدولي. رأي نعيسة أن المفاوضات بين دمشق وأنقرة تجذّرت وأن مسار التطبيع سيستمر.

ورأى المنسق العام لحركة اليسار السوري، غياث نعيسة، أن مبادرة الإدارة تحوي كل النقاط التي تم الاتفاق عليها بين الأطراف السورية وبالتالي لا ينبغي أن يشعر طرف ما “بالصدمة” وهذه المبادرة هي بوابة لحل الأزمة، وبغض النظر عن موقف النظام من المبادرة قبولاً أو رفضاً، يجب أن تبقى المبادرة مفتوحة زمنياً، وأن يبقى الإطار العام للمبادرة قائماً، ثم إن الورقة الوحيدة التي يمتلكها السوريون الديمقراطيون حقيقة هي الإدارة الذاتية، إذ لا يمكن للدول المتدخّلة في الملف السوري أن تتجاهل إرادة السوريين، وبالتالي الحل هو الالتفاف حول هذه الإدارة الذاتية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد