مايكل روبين | واشنطن إكزامينر
يوم الثلاثاء الماضي، هاجم إرهابيون إسلاميون تابعين لجماعة الشباب الصومالية فندقًا راقيًا في العاصمة الكينية “نيروبي”، ما أسفر عن مقتل 21 شخصًا على الأقل. لم يكن هذا هو أول هجوم لتلك الجماعة المتطرفة في كينيا، وقد كانت تلك الجماعة في وقت ما تابعة لتنظيم القاعدة، واستخدمت الوجود الصومالي الكبير للاجئين في كينيا كغطاء لعدد من الهجمات في كينيا وضد الكينيين، أشهرها في “ويست جيت مول” في عام 2013، خصوصا أن كينيا لا تزال مساهما في كل من الجنود والشرطة إلى بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، التي تسعى إلى الدفاع عن البلاد ضد حركة الشباب، وهو ما يضعها أكثر في مرمى الجماعة.
بالنسبة لمعظم البلدان، سيكون من غير المعقول تقديم الدعم، ناهيك عن التزويد بالأسلحة، إلى حركة الشباب الصومالية باستثناء تركيا، وهذا على الأقل وفقا لتقرير أعده عبدالله بوزكورت رئيس مكتب صحيفة “توداي زمان” السابق في “أنقرة”، وهي صحيفة تابعة لحركة فتح الله جولن، وهو عالم دين إسلامي في منفى اختياري في الولايات المتحدة وحليف سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. يكتب “بوزكورت” أن إبراهيم سن، الذي تم اعتقاله فيما بعد في باكستان كعضو في “القاعدة”، كان مسؤولاً عن نقل تعليمات الاستخبارات التركية إلى مجموعات في سوريا، والأهم من ذلك، نقل 600 ألف دولار إلى حركة الشباب الصومالية في عام 2012. وبينما لدى “بوزكورت” سبب شخصي كبير لإحراج “أردوغان”، نظراً لإغلاق الزعيم التركي لـ”زمان” وسجن العديد من زملاء “بوزكورت”، فإنه في ذلك الوقت كان على علاقة جيدة وثيقة بحكومة أردوغان، وكانت حركة “غولن” آنذاك لا تزال تتمتع بحضور مكثف في الشؤون الدبلوماسية والأمنية لتركيا. بالإضافة إلى ذلك، أكدت معلومات استخباراتية لاحقة سربتها حركة “غولن”، تعاملات “أردوغان” السرية التي ظهرت في أعقاب النزاع البارز بين “أردوغان” و”غولن”.
وفقا لـ”بوزكورت”، حاولت السلطات التركية إخفاء عمل “سن” حول سوريا، حيث كتب “بوزكورت”:
أسقطت الحكومة التركية التحقيقات التي جرت في عام 2014، وأقالت رؤساء الشرطة والمدعين العامين والقضاة الذين كانوا شاركوا في التحقيق ومقاضاة ومحاكمات “سن” ورفاقه. كشفت عمليات التنصت على المكالمات الهاتفية التي حصل عليها ممثلو الادعاء بموجب أمر من المحكمة، عن صلات “سن” بوكالة الاستخبارات التركية. اعتقد المحققون أن “سن” استخدم العديد من المنظمات غير الحكومية الأمامية، بما في ذلك مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية، لإخفاء الشحنات غير القانونية للجهاديين في سوريا. ثلاثة أشخاص تعرفت عليهم الشرطة كشركاء لـ”سن” في تهريب البضائع إلى سوريا هم عمر فاروق أكسيبزي (الذي يعمل في فرع هيئة الإغاثة İHH قيصري) ، وريد كامدالي (عضو في هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في فرع قيصري) وإبراهيم هليل إجلي (يعمل في فرع كيليس). وأظهرت نسخ من سجلات التنصت على المكالمات الهاتفية بين “سن” وهؤلاء النشطاء، كيف كانوا يخططون لاستخدام سيارات الإسعاف لنقل البضائع إلى الجهاديين، عندما منع الحاكم الشاحنات الصغيرة من العبور إلى سوريا.
كانت تركيا تدعم بنشاط أحد أعضاء “القاعدة” في سوريا، وكانت على الأقل تدعم “داعش” بعدم تحركها ضده، وهذا هو السبب الرئيسي وراء قيام الولايات المتحدة بالتعامل مع أكراد سوريا. كما أن شراكة تركيا المستمرة مع الجماعات المتطرفة في سوريا ستشكل تحديًا أمنيًا دائمًا للمنطقة الأوسع وتركيا نفسها.
في الأسابيع الأخيرة، اعترضت السلطات الليبية مراراً شحنات الأسلحة التركية الموجهة إلى الميليشيات الإسلامية في تحدٍ لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. ومع وصول شحنات الأسلحة التركية إلى المتمردين الإسلاميين في نيجيريا وحركة حماس، وهي منظمة إرهابية مصنفة كجماعة إرهابية، يظهر نمط أوسع لن يكون دعم حركة الشباب إلا جزءاً منه.
وقد يجد الرئيس “ترامب” ووزير الخارجية مايك بومبيو والمبعوث الخاص جيمس جيفري أنه من المناسب تجاهل إجراءات تركيا، تماماً كما وجدت إدارتا كلينتون وكلاهما من المناسب أن تتجاهل رعاية باكستان الإرهابية. للأسف، في هذه الحالة، قاد هذا الأمر الولايات المتحدة في النهاية للانخراط في أطول حربها (وما زالت مستمرة).
ومع تلاشي الدخان في “نيروبي”، سيكون من الحكمة التحقيق في أي من الدول الأجنبية دعمت حركة الشباب أو سمحت لها، وسلطت الأضواء علانية على هذا التمويل. يجب أن تقوم السياسة الخارجية والأمن القومي على الواقع وليس التفكير بالتمني.
ترجمة: المركز الكردي للدراسات