أحمد أكتاش
في القرى كانت تحدث منازعات على حدود الأراضي الزراعية بين الفلاحين. وكانت هذه المنازعات تنتهي في بعض الأحيان بمواجهات تسيل فيها الدماء. في كردستان تشهد الحدود المصطنعة بين أجزاء هذا الوطن (باستثناء الخنادق التي حفرها الحزب الديمقراطي الكردستاني) مواجهات حقيقية.
لقد وضع أعداء وجود الأمة الكردية هذه الحدود كما يضع المرء سيفا في جسد شخص ويمزق أطرافه تمزيقا. والشعب الكردي ثار كثيرا ضد هذه الحدود المصطنعة وضد من يضع السيف في خاصرته ويفصل أبنائه عن بعضهم البعض. وفي الآونة الأخيرة قام أبناء شعبنا الكردي قومة رجل واحد من أجل نصرة ثورة غربي كردستان/روج آفا. الكرد في هذه الأيام ليسوا كما في الماضي، لديهم تجربة نضالية وتجربة مقاومة تزيد عن 35 عاما، ولديهم ثقافة في الانتفاض على الأعداء وعدم الخوف منهم أو الاحتساب لبطشهم.
*الدولة التركية وحزبها الحاكم، حزب العدالة والتنمية فتحا الحدود على مصراعيها للتنظيمات الإرهابية الدموية، وفي المقدمة منها تنظيم “داعش” الإجرامي، وذلك لخنق ثورة روج آفا والنيل من إرادة المقاومة التي يحمل أهل روج آفا الآن لوائها. حملة الحرب القذرة هذه التي يقوم عليها حزب العدالة والتنمية عبر وكيلها “داعش” الذي تقوّى بعد نهب بنوك ومخازن الأسلحة العراقية في الموصل، تتوسع يوما بعد يوم. الآن الهدف التالي لـ”داعش” هو مقاطعة كوباني، لقد نقل هذا التنظيم كل قواته وإمكاناته لحصار كوباني ومحاربة أهلها.
للأسف ثمة أدلة على تورط الحزب الديمقراطي الكردستاني في مخطط الحرب والتصفية الذي وضعه حزب العدالة والتنمية التركي ضد روج آفا.
*بعد النداء الأخير الذي وجهه القائد أوجلان للشعب الكردي لحماية كوباني من براثن الإرهابيين المجرمين، توجه الآلاف من بنات وشباب شعبنا (خاصة من أبناء غرب وشمالي كردستان) على الحدود مع كوباني، وانضموا إلى النفير العام لحماية هذه المقاطعة الكردستانية العزيزة.
ورغم بطش شرطة واستخبارات حزب أردوغان ألا أن الشباب واصلوا التحشد على الحدود وتمكن المئات منهم من عبورها والانضمام لحملة المقاومة والشرف. ولكن هذا لا يكفي، يجب حشد مئات الآلاف من أبناء شمال كردستان على الحدود، على أن يتصدرهم البرلمانيون ورؤساء البلديات، من أجل إظهار دعم الكرد في شمال الوطن لأشقائهم في غرب الوطن. يجب هز أركان حزب أردوغان وفضح تعاونه الواضح مع الإرهاب ضد الأبرياء.
*تساؤل: إذا ما لم يٌعقد المؤتمر القومي الكردستاني الآن، فمتى سيٌعقد؟
*زيارة الكاك مسعود البرزاني لأنقرة بكل هذا الوفد الكبير، خلق في نفسي سؤالا: أليس من الأحرى لو كانت هناك زيارة مماثلة لقامشلو أيضا؟
الأمل أن يتجاوب الكاك مسعود مع الرسالة التي وجهها له القائد أوجلان مع كل من البرلمانيين ليلى زانا وسري ساكيك، وان يعمل القائدان معا من أجل خدمة الشعب الكردي وضمان حقوقه وتوحيد صفوفه. هل ثمة أجمل من هذه الأمنية؟