محمد حردان
وسبق هذا البيان، زيارة عبد الله أرين، محافظ مدينة أورفا بجنوب شرق تركيا في 11 يونيو/حزيران إلى مدينة رأس العين برفقة محمد علي العبد، رئيس مجلس رأس العين المحلي، كما زار أرين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والتقى بالسريان المسيحيين، قبل التوجه إلى المركز الثقافي بالمدينة، حيث يتم تقديم الدورات التدريبية والتعليمية للسكان المحليين منذ العام الماضي.
وقال العبد في تصريح للمونيتور:” تم الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم التي قام بها المجلس المحلي بدعم من وزارة الدفاع التركية في كنيسة مار توما برأس العين. وشملت هذه الأعمال إصلاح شبكة الكهرباء الداخلية ونظام الإنارة وطاولة إنارة الشمعة، كما تم تزويد الكنيسة بالمولد الكهربائي والأثاث والكتب المقدسة واللوازم التي فقدت من الكنسية. علاوة على أن الاعمال طالت ترميم جدران الكنيسة المتضررة، وسيتم إعادة طلاء الجدران في المرحلة المقبلة. حيث يتم تنفيذ هذه الأعمال بناءً على طلب مباشر من الحكومة التركية. وللمرة الأولى منذ سيطرة الجيش الوطني السوري [التابع للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا] على المنطقة في إطار “عملية نبع السلام”، احتفل المسيحيون في مدينة رأس العين السورية بشكل سلمي بعيد الميلاد في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية”.
بيد أنّ أيمن عبد النور، رئيس منظمة ” سوريون مسيحيون من أجل السلام” وهي منظمة غير ربحية، أوضح لـ المونيتور بأنه”: ” في القمة الدولية للحرية الدينية التي عُقدت في فترة 13- 14- 15 من تموز/ يوليو، أعرب المشاركون عن استياء واسع النطاق من القضايا المتعلقة بالحرية الدينية في تركيا. حيث عقد أعضاء الإدارة الذاتية [التي يقودها الأكراد] في شمال وشرق سوريا اجتماعات [مع المسؤولين] على هامش المؤتمر مناقشة طرد تركيا للأقليات المسيحية والايزيدية وتدمير الكنائس في المنطقة. كما ركز المؤتمر على الحريات الدينية في شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية والقيود المفروضة على هذه الحريات مقارنة بالمناطق التي سيطرت عليها الفصائل المدعومة من تركيا مؤخرًا”.
واستطرد عبد النور في ذات السياق: ” بما أن القضايا التي ستناقش في القمة كانت واضحة قبل أن تبدأ، يبدو أن تركيا عملت على الترويج لنفسها كحامية للأقليات من أجل تجميل صورتها أمام الغرب، سيما أن الفصائل المدعومة من تركيا، اتُهمت مرارًا وتكرارًا بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات الكردية والمسيحية “.
وأشار النور: ” تركيا لن تكون قادرة على تغيير هذه الصورة التي تتطلب عملاً دؤوبًا وليس مجرد إيماءات فارغة، لا تقتصر الحريات الدينية على بناء الكنائس وترميمها، بل تتطلب ضمان حقوق وحريات من لا دين لهم أيضاً، وليس فقط غير المسلمين. لن يغير ترميم تركيا للكنائس وصيانتها، مقاربتها تجاه الدين، ولن تجعلها دولة حرية وديمقراطية “.
وبدوره، اتهم ميخائيل يعقوب الكاهن بكنيسة مار آسيا الحكيم بالدرباسية أعضاء فصائل المعارضة المسلحة بخرق أقفال كنيسة مار توما ونهب محتوياتها. فيما أكدت مصادر من داخل مدينة رأس العين على لسان يعقوب لوكالة نورث برس في تشرين الثاني / نوفمبر 2020، إن أثاث الكنيسة ومفروشاتها تعرض للنهب بشكل كبير.
وفسر يوسف كورية، الباحث المتخصص في الشؤون المسيحية المقيم في ألمانيا في حديث خاص لـ “المونيتور” بأن:” تركيا تحاول تبرير وجودها في المنطقة من خلال تصوير نفسها على أنها داعمة للمسيحيين. وتستند هذه الخطة إلى نقطتين رئيسيتين: الضغط على المقاتلين الأكراد، وعلى رأسهم حزب العمال الكردستاني، وزرع الفتنة بين المجتمع المحلي، بما في ذلك السريان المسيحيين والعرب والأكراد، سواء أكانوا موالين أم معارضين، حيث جرى اتباع هذه السياسة لمدة 30 عامًا في جنوب شرق تركيا ويتم تطبيقها الآن على المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا. كما تصور تركيا نفسها على أنها داعمة للمسيحيين في تركيا، حيث افتتح أردوغان كنيسة في اسطنبول قبل بضع سنوات، لكنه في المقابل استولى على ممتلكات المسيحيين في جنوب شرق تركيا “.
وأضاف في الوقت عينه بأن:” تركيا استخدمت ذريعة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة “نبع السلام” كورقة ضغط للسيطرة على ممتلكات المسيحيين”، موضحاً أن راهباً في دير مار أوجين قرب الحسكة اتهم زورا ” باستقبال عناصر من حزب العمال الكردستاني في العراق، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين مع الاستيلاء على ممتلكات الدير”.
وكشف كورية بأن :” أكثر من 210 عائلة مسيحية كانت تعيش في رأس العين قبل عام 2012. ولكن بعد سيطرة [جبهة النصرة] على المدينة عام 2013، فرت معظم العائلات المسيحية من المدينة، عاد بعضهم بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على رأس العين، ليرتفع عدد العائلات هناك إلى حوالي 40. ومع ذلك، فرت هذه العائلات مرة أخرى خلال عملية “نبع السلام” التي قادتها تركيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 ، يوجد الآن حوالي 14 فردًا [مسيحي] في المدينة “.
المصدر:المونيتور