سلطان الكنج / ترجمة: المركز الكردي للدراسات
انسحبت القوات التركية من مركز المراقبة التابع لها فى مدينة موريك ما أثار العديد من التساؤلات حول مصير المتمردين المدعومين من تركيا في المنطقة المحيطة .وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في 18 أكتوبر إن القوات التركية المتمركزة في أكبر موقع عسكري لها في ريف حماة الشمالي في سوريا تقوم بتفكيك معداتها استعدادا لانسحابها من القاعدة.
وانتشرت القوات التركية منذ عام 2018 في مركز موريك للمراقبة، في شمال حماة، الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري، بحسب المرصد.ونشر مركز جسور للدراسات والتنمية في 23 أكتوبر تقريراً حول الدوافع العسكرية والسياسية وراء انسحاب تركيا من بعض نقاط المراقبة في إدلب. وتحدث التقرير عن تداعيات تلك الخطوة ومستقبل الانتشار التركي في شمال غرب سوريا.
“جاء الانسحاب من الموقع العسكري التركي المتركز في مدينة موريك شمال حماة في 20 أكتوبر مفاجئاً في سوريا، خاصة بين السكان المحليين الذين نزحوا من منازلهم في عام 2019 نتيجة الحملة العسكرية الروسية في المنطقة. ويأمل هؤلاء السكان في أن يتوصل الجانب التركي إلى تفاهم مع روسيا لتسهيل عودتهم سالمين، وقد أعطتهم نقاط المراقبة التركية الأمل فى عودتهم إلى ديارهم ” .”القاعدة العسكرية التركية في موريك هي أكبر موقع عسكري تركي في ريف حماة الشمالي بأكمله وتسمى “النقطة التاسعة”. وقد أنشأها الجيش التركي بالقرب من الطريق السريع الدولي بين دمشق وحلب [طريق إم 5].
ومع ذلك، فقد حاصرتها قوات النظام السوري بعد سيطرتها على العديد من المدن والبلدات في المنطقة، وأبرزها موريك وخان شيخون، في أغسطس 2019″.ووفقاً للمعلومات الواردة من الجانب التركي التي حصل عليها “المونيتور” فإنّ جميع المواقع التركية المتمركزة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري سيتمّ إخلاؤها في مطلع ديسمبر.
وقالت إيلا كروان، وهي صحفية تركية من أصل سوري تقيم حالياً في السويد، لـ”المونيتور” إن “تركيا كانت قد بدأت محادثات مع الولايات المتحدة حول إقامة منطقة عازلة في شرق الفرات العام الماضي. ويبدو أن تركيا ستواصل الآن هذه المحادثات مع روسيا، التي ستكون بداية لحوار جديد بين تركيا والنظام السوري لتمهيد الطريق لعلاقات اقتصادية وسياسية جديدة بين الجانبين. كما يبدو أن روسيا والنظام سيدخلان المنطقة الآمنة لإنشاء حاجز بين تركيا ووحدات حماية الشعب في المناطق التي أخلتها الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، بما في ذلك منبج. لكن موريك غير مدرج في هذه المحادثات الخاصة بإنشاء منطقة عازلة.”
وأشارت إلى الاتفاقات السابقة بين تركيا وروسيا بشأن الملف السوري، والتي بموجبها لن يتم تسليم موريك، الذي سيطر عليه النظام العام الماضي، إلى المعارضة وسيظل في يد النظام.
وقالت “كراوان”: ” فى النهاية سوف تتفق روسيا وتركيا على تقسيم المناطق بين المعارضة والنظام والكرد ، وهو ما أصبح وشيكا . لكن الحدود النهائية في الشمال لم يتم ترسيمها بعد، حيث أن الطرفين [روسيا وتركيا] لم يتفقا بعد على مصير عين العرب ومنبج وتل رأفت، وما إذا كان ينبغي أن يظلا تحت السيطرة الكردية أو أن يتم تسليمهما إلى المعارضة أو النظام”.
وأشارت إلى أن “مركز المراقبة التركي في موريك محاصر منذ أكثر من عام، لكن الأتراك تمكنوا من استخدامه كأداة ضغط ضد روسيا والنظام السوري. أعتقد أن الهجوم الذي شنته الطائرات بدون طيار من قبل التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي يوم 22 أكتوبر ضد قادة الفصائل التابعة لتنظيم القاعدة [حراس الدين] جاء لدعم تركيا في حربها ضد الجماعات الإرهابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها المحددة في اتفاق سوتشي”.
كما تعتقد “كراون” أن الهجوم بطائرات بدون طيار سيعطل روسيا، التي تعتبر أن جميع الفصائل في إدلب إرهابية وتستخدم ذلك كذريعة لتحقيق مكاسبها.
وأضافت “كراوان”: “أكد الأتراك منذ اليوم الأول على وحدة الأراضي السورية كما ذكروا أنهم في الداخل السوري لحماية الحدود الجنوبية لتركيا وتأمين منطقة آمنة للمدنيين. وبناء على ذلك، فإن الانسحاب التركي من المنطقة أمر جيد. غير أن هذا الانسحاب تم بشروط معينة”. وأوضحت أن تركيا انسحبت من نقطة المراقبة موريك بشرط أن تضمن روسيا أمن الحدود التركية في الجنوب من خلال منع النظام من التقدم ويشكل تهديدا لتركيا.
ويعتقد مأمون الخطيب، وهو صحفي سوري يعيش في ريف حلب الشمالي، أن الانسحاب التركي لم يكن مفاجئاً. وقال إن تركيا حافظت على مواقعها في جميع المناطق التي تقدم فيها النظام من أجل إثبات أنها لا تزال قوية وتظهر للشعب السوري أن تركيا ستعيد أراضيه.
وقال الخطيب لـ”المونيتور” “لكن على الأرض لم تحقق مراكز المراقبة أيّ مكاسب عسكرية لتركيا. بل كانت مصدر قلق للأتراك خلال عمليتهم العسكرية ضد قوات الأسد التي وقعت مؤخراً في إدلب عملية درع الربيع. وانتهت هذه العملية باتفاق وقف إطلاق النار الروسي التركي الذي وقعه كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس. وقد يشير انسحاب القوات التركية من موريك إلى أن تركيا تستعد للقيام بعمل عسكري ضد قوات الأسد في حال حدوث أي استفزازات من شأنها تغيير معادلة السيطرة العسكرية”.
وأضاف أن “مسألة استعادة خان شيخون ومورك ومنبج وتل رفعت أو أي منطقة أخرى من قبل المتمردين المدعومين من تركيا هو امر يعتمد على المصالح الروسية التركية التي تمتد من ليبيا إلى سوريا ومنطقة كاراباخ. ولا يظهر الانسحاب العسكري من قاعدة مورك أو أي قاعدة أخرى ضعف تركيا في إدلب. والدليل على ذلك التعزيزات العسكرية التي ترسلها تركيا تباعاً إلى محافظة إدلب. وتشمل هذه التعزيزات الآليات الثقيلة والأسلحة”.
وقال فرج عبد الحميد، القيادي في الجيش السوري الحر المقيم حاليا في إدلب، لـ”المونيتور” إن “انسحاب تركيا من موقع موريك يشير إلى ضعف الموقف التركي تجاه السياسة الروسية في سوريا. كما تدرك تركيا أن هذا الموقع قد فقد أهميته بعد سقوط المناطق المحيطة في أيدي النظام السوري. لكن هذا الانسحاب لا يعني أن تركيا ستنسحب من إدلب، لأن تركيا ترسل تعزيزات إلى إدلب بشكل يومي. وقد نشهد في الأيام المقبلة انسحابات للجيش التركي من نقاط أخرى تقع ضمن مناطق سيطرة النظام، مثل تل طوقان والسارمان وغيرهما”.
واختتم حديثه قائلاً: “تريد تركيا أن تنقل رسالة مفادها أن سيطرة النظام على هذه المناطق أمر واقع، ولا يمكن لتركيا خوض حرب لاستعادة هذه المناطق، كما أعلن الرئيس أردوغان قبل اتفاقه مع بوتين في أوائل مارس أن تركيا لا تستطيع حماية المواقع داخل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، حيث أن الأخير حاول مهاجمة تركيا من خلال دفع السكان إلى الاحتجاج ضد النقاط التركية. كما تعتبر هذه المواقع العسكرية الجناح الضعيف لتركيا في حال وقوع اشتباكات مع قوات النظام أو روسيا، التي سترد بقصف هذه المواقع المحاصرة”.
المصدر: سلطان الكنج – موقع المونيتورترجمة: المركز الكردي للدراسات