المركز الكردي للدراسات يناقش مباحثات الحل الديمقراطي في شمال كردستان وتركيا

قدم المركز الكردي للدراسات في العاشر من شهر يناير/كانون الثاني الجاري برنامجاً حوارياً، باللغة الكردية، لمناقشة مباحثات السلام والحل الديمقراطي التي بدأت بين الحكومة التركية والحركة الكردية ممثلة بالقائد الكردي عبد الله أوجلان لحل القضية الكردية في شمال كردستان وتركيا.
واستضاف البرنامج، الذي أداره الزميل طارق حمو، ممثل حزب المساواة والديمقراطية للشعوب «Dem Partî» في أوروبا فائق ياغيزاي.
وفي بداية حديثه، لفت فائق ياغيزاي إلى جهود أوجلان لحل القضية الكردية في شمال كردستان وتركيا، موضحاً أنه ومنذ عام 1993 يبذل أوجلان جهوداً كبيرة لحل القضية الكردية في تركيا ويقدم البرنامج تلو الآخر لوضع أسس الحل السياسي وانهاء المواجهات وتوطيد السلام الدائم.
وقال ياغيزاي إنه كانت هناك مباحثات ما بين أعوام 2008 و2013 ولكنها لم تسفر عن أي حلول بسبب تعنت الجانب التركي ورفضه الاعتراف بالشعب الكردي كحقوق وكهوية قومية، مفضّلاً مواصلة الرهان على سياسة الحرب والحسم العسكري.
وأوضح ياغيزاي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرى أن هناك تطورات وتغييرات مهمة في منطقة الشرق الأوسط، ويخشى أن يتحول الكرد إلى جزء فعال واساسي فيها، وبشكل خاص في سوريا، حيث يريد احتواء الكرد فيتحدث عن الحل والسلام. وقال: «نأمل أن تستمر هذه العملية بشكل طبيعي وفي سياقها المحدد، وألا يكون هناك أي خداع او استغلال، ولكن للأسف ما نراه لا يمنحنا هذا الأمل».
وأشار ياغيزاي إلى أن مباحثات الحل الحالية بدأت بمصافحة دولت بهجلي زعيم الحركة القومية للرئيسين المشتركين لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، الأمر الذي خلق ارتياحا وأملاً جديداً في تركيا. وأضاف أن أردوغان أفاد أنه كان على علم بذلك، وبعدها سمحوا لوفود الحزب للذهاب إلى جزيرة إيمرالي وزيارة السيد أوجلان، وهو ما خلق حالة من الارتياح وشجع على مواصلة الحوار. وأردف أنه إذا نظرنا إلى لغة أردوغان وصحافته، فهي على سابق عهدها في التشدد ولا تمنح الأمل، إذ أن أردوغان يستخدم لغة سامة والدولة لا تتحدث عن عملية سلام، بل عن عملية لتحويل تركيا إلى «بلد خال من الإرهاب»، مضيفاً أنهم يقولون إنهم سيضغطون على أوجلان ليطلب من حزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح، وهذه إهانة للنضال الذي دام خمسين عاماً.
كما لفت ياغيزاي إلى أن تركيا مضطرة إلى أن تتنازل لأوجلان وتجد حلاً للمشكلة الكردية. وقال: «هم يعلمون أنهم أمام خيارين، فإما أن تحل القضية الكردية عبر الحوار، وإما أن تستمر الأزمات على ضوء المتغيرات الحالية وتتهدد تركيا في وجودها، وهذا هو السبب وراء مبادرة بهجلي».
وفيما يتعلق بدور البرلمان في حل القضية الكردية، قال ياغيزاي إن دور البرلمان حتى الآن محدود للغاية، ولهذا طلب أوجلان أن تشارك جميع الأحزاب السياسية في العملية. ففي عام 2013، أراد أوجلان أن تتم مباحثات حل القضية الكردية داخل قبة البرلمان، لكن أردوغان لم يسمح أن تمر عملية مناقشة القضية عبر البرلمان وفضّل ان تبقى تحت إشرافه هو. ورغم ذلك، واصل أوجلان هذه العملية وكان دائماً متفائلاً. أما الفرق بين هذه العملية والعمليات السابقة، فهو أن معظم الأحزاب في تركيا اليوم تدعم الحل وتعلن عن رغبتها في المشاركة في مباحثات الحل، ولكن لم يتول أردوغان مسؤولية هذه العملية حتى الآن.
وأوضح فايق ياغيزاي أن الرأي العام لا يعرف حتى الآن ماذا حدث في الاجتماعات واللقاءات الأخيرة، لذلك هناك حاجة ماسة لمشاركة الجميع في ما يجري من مباحثات ولقاءات. وأوضح أنه يبدو أن مواقف الأحزاب السياسية، باستثناء تلك القريبة من حزب العدالة والتنمية، ليست سيئة أو سلبية. ونوه إلى أن العزلة على السيد أوجلان ما زالت مستمرة، حيث لم يتضح بعد ما إذا كانت اللقاءات معه سوف تستمر ام لا، ونحن لا نعلم ما يجري في جزيرة إيمرالي، فمن المحتمل أن تكون الدولة تلتقي مع السيد أوجلان وتتباحث معه في صيغ ومراحل الحل، ولكن بالنظر إلى لسان حال صحافتها والهجمات التي تشنها على مناطق شمال وشرق سوريا، يبدو لنا أن الدولة لم تحقق ما تهدف إليه وأن السيد أوجلان يرفض ما تطلبه منه. وأضاف: «يبدو أنهم يطلبون تجريد الكرد من السلاح دون تقديم ضمانات ودون حلول على أسس قانونية. وبات معروفاً في الشرق الأوسط أن الشعب الأعزل الذي لا قوة تحميه سيتعرض للمجازر والهجمات».
وتابع ياغيزاي أن اجتماعاً خاصاً بشأن سوريا عقد في البرلمان الأوروبي قبل فترة، وأن معظم الكلمات التي ألقيت كانت لصالح الكرد في شمال شرق سوريا. وأوضح أن دونالد ترامب سيتولى رئاسة الولايات المتحدة في العشرين من الشهر الجاري، لكن لا يمكن التكهن بما سيفعله بشأن القضية الكردية، إذ أن معظم أعضاء حكومة ترامب لا يساندون سياسات أردوغان والدولة التركية لأنهم يعرفون الكرد ومطلعين على نضالهم وعملوا معهم. وأضاف أنه من غير المتوقع أن يسمح ترامب لتركيا بالهجوم على الكرد وتدمير الإدارة الذاتية، وإذا قررت تركيا شنّ اجتياح آخر على إقليم شمال وشرق سوريا، فيمكن أن يودي ذلك بها إلى الهاوية.
ونوه ياغيزاي إلى أن القوى الخارجية وواشنطن بقيادة ترامب لها دور موثر في تحديد مصير العملية السياسية في شمال كردستان وتركيا، مضيفاً أنه إذا قامت واشنطن بالانسحاب من إقليم شمال وشرق سوريا أو التوقف عن دعم الكرد، فستحقق بذلك رغبة أردوغان والدولة التركية التي لا يمكنها البدء بأي عملية عسكرية في سوريا إلا بموافقة ضمنية من واشنطن.
وأكد ياغيزاي أن الضغوط على حزبهم لم تتوقف لجهة مواصلة الحكومة الاعتقالات ووضع اليد على البلديات والتهديد بحظر الحزب.
واختتم فايق ياغيزاي، ممثل حزب المساواة والديمقراطية للشعوب في أوروبا، تقييمه قائلاً: «يمكننا القول إن إقليم شمال وشرق سوريا أصبح يحتل مكاناً متقدماً في المنطقة وما يحدث فيها من تطورات. فالمقاومة التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية في هذه المرحلة تؤثر على مجريات الأحداث في كل كردستان. إذا نجح الكرد في سوريا ونالوا حقوقهم، فسوف تحدث إنفراجة لجهة انطلاق مراحل الحل السياسي في بقية أجزاء كردستان. يجب على الشعب الكردي في كل أنحاء العالم أن يساند مقاومة إقليم شمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية ويقدم لها كل اشكال الدعم الممكن».

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد