عيد النوروز في العصر العباسي
حسين جمو
جرت العادة في عهد بني العباس، أن يتهادى الناس في يوم النوروز – النيروز، وكانت الهدية على قدر مكانة ومهنة كل شخص. فالشاعر يهدي الخليفة قصيدة، والحداد يهديه سيفاً، والتاجر أمولاً. فلما كانت ليلة النوروز، قرر جعفر بن يحيى البرمكي، كبير دولة بني العباس، أن يهدي هارون الرشيد ما يناسب مكانته ومنصبه، وهو رأس عدو من أعدائه!
فقد حبس الرشيد أحد علماء آل البيت، ويدعى عبدالله الأفطس، عند البرمكي. وكتب الأفطس رسائل إلى هارون الرشيد يشتمه فيها ويهاجم ظلمه وجوره على العباد. فجاء جعفر وقتله اجتهاداً من غير أمر، وبعث رأسه في طبق مع هدايا النوروز إلى الخليفة. فاستنكر الرشيد ذلك، وغسّل الرأس ودفنها. وحين قرر هارون الرشيد التخلص من البرامكة، أمر سيافه الشهير، مسرور الكبير، بقتل جعفر بن يحيى وقال له إن سألك جعفر عن ذنبه الذي تقتله به فقل له: “إنما أقتلك بابن عمي ابن الأفطس”.
وتداخل عيد النوروز كطقس احتفالي مع انتصارات بني العباس حين آل لهم الحكم. فقد ارتكبوا كبرى المذابح ضد بني أمية عام 132 هجرية في يوم النوروز.
أقدم احتفالية من العالم القديم
عيد النوروز أقدم احتفالية حية من العالم القديم من حيث سعة المناسبة وكثافة الاحتفال به من طاجيكستان إلى عفرين المحتلة. فهو عيد رأس السنة الإيرانية، وطقس زراعي وفلكي، تداخل مع العقائد السائدة، من زرادشتية ومزدكية، ومع حوادث في التاريخ خص بها الكرد، عبر ارتباطها بتدمير الميديين وحلفائهم البابليين للإمبراطورية الآشورية وإزالة هذا الكيان العسكري من الوجود عام 612 قبل الميلاد. لذلك هناك خصوصية كردية في سردية النوروز دعمتها الظروف السياسية منذ مطلع القرن العشرين، فتحولت إلى أداة حشد سياسية واجتماعية تساهم في عرقلة الاندماج السلبي ضمن الكيانات القائمة على القوميات الأحادية طيلة القرن العشرين (تركيا، العراق، إيران، سوريا).
والأكيد أن كافة الشعوب المحتفلة بهذا الحدث السنوي، لها سردياتها الخاصة، وربما يتم تحميل النوروز مضامين سياسية أكثر مما تحتمله بالفعل. رغم ذلك، يشهد الاستثمار الكردي في هذا العيد سنوياً أنه جهاز دعائي عملاق.
أخذ عيد النوروز مكانته في التراث الإسلامي المبكر على شكل أحاديث منقولة أو منسوبة لكبار الشخصيات، أشهرها ما روي عن “معلى بن خنيس” وحديثه مع الإمام جعفر الصادق، وهو أشهر الأحاديث التبشيرية عن عيد النوروز في التراث الإسلامي، فقال جعفر الصادق: “يا معلى إن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله فيه مواثيق العباد أن يعبدوه (..) وهو أول يوم طلعت فيه الشمس وهبت به الرياح وخلقت فيه زهرة الأرض وهو اليوم الذي اسْتَوَتْ فيه سفينة نوح عليه السلام عَلَى الْجُودِيِ (..)، وهو اليوم الذي نزل فيه جبريل على النبي صلى الله عليه (..) وهو اليوم الذي بويع لأمير المؤمنين (علي) عليه السلام فيه البيعة الثانية.. وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا (المهدي المنتظر) وولاة الأمر وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه بالكوفة. وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج”.
ملأت هذه الأحاديث صفحات علماء الشيعة في بلاد إيران والعراق قروناً طويلة، إلا أن الإمام الشيعي البارز، محمد مهدي الخالصي (توفي عام 1963)، كذّب رواية بن خنيس، وردّ على كافة الروايات “المجوسية” المتسربة إلى صفحات علماء الإسلام، على حد تعبيره.
والخالصي مصيب في أمر، وهو أن إحياء الاحتفالات بأعياد إيران جرت على أيدي “خلفاء الجور من بني العباس”. فقد ازدهر العيد في زمن الأسرة البرمكية الإيرانية، بعد أن كان في زمن الأمويين عبارة عن طقس خراجي. فقد فرض معاوية بن أبي سفيان “ضريبة النيروز” على الناس وقد بالغ في إرهاقهم واضطهادهم على أداء تلك الضريبة. واستمر الحال كذلك إلى أن أبطله عمر بن عبدالعزيز لما وجد فيها عسفاً على الفلاحين، وتشبهاً بالأكاسرة، وسرعان ما عادت هذه الضريبة بعد وفاته.
في العهد العباسي، شكل الخراسانيون والإيرانيون غالبية الجيش العباسي خلال الإطاحة بالحكم الأموي، فانتقلت أعيادهم إلى الحواضر العباسية الجديدة. وتغيرت الخريطة السكانية لبغداد والعراق، فبحسب الوزير الفارسي للدولة السلجوقية، نظام الملك في كتابه “سياست نامة” كان نصف سكان العراق “رافضة ومجوساً” على أيام أبي جعفر المنصور. وكلمة المجوس لفظ إطلاقي يشمل أكثر من معناه الديني، وينطبق على مختلف العقائد الحية من مزدكية وزرادشتية وطوائف اتهمتها السلطة بالزندقة، كما الحال مع انتفاضة بابك الخرمي على السلطة العباسية.
ينقل في كتب التراث والتاريخ أن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور قد دعا الإمام موسى بن جعفر الصادق للجلوس معه في يوم النوروز والحصول على الهدايا التي تصل إلى قصره باسم “هدايا النوروز”، فاستغرب الإمام موسى من الاحتفال بالنوروز، وقال إنه لم يجد شيئاً مما قاله جده النبي محمد قد أباح الاحتفال، وأن النوروز سنة الفرس ومحاها الإسلام. فيرد عليه المنصور: “إنا نفعل هذا سياسة للجند.. فسألتك بالله العظيم إلا جلست”.
في حصيلة الخريطة الجديدة العباسية، أصبح النوروز عيداً عباسياً على مضض، يتم الاحتفال به من طبقات الشعب داخل العاصمة بغداد بطقوسه الأصيلة، مثل تبادل الهدايا ورش الماء وتلوين البيض، من دون أن يتسامح بنو العباس مع العقائد المتوارية خلف النوروز. ففي حوادث عام 278 للهجرة، يذكر الطبري في تاريخ الأمم والملوك أمر القرامطة، والاسم تعريب وتحريف لكرميثة بالنبطية، وهو اسم حركي لرجل أصله من خوزستان. ومما قيل عن تعاليمهم: “الله أعظم، ومن شرائعه أن الصوم يومان في السنة، وهما المهرجان والنوروز”. والعيد الأول هو تعريب لـ”مهركان” ويحل في الخريف على أبواب الشتاء، بينما النوروز في مطلع الربيع.
وسجل المثقف والمعتزلي، أبو عثمان الجاحظ (توفي 869)، ملاحظات ونقل مشاهدات وسير عن عيد النوروز، في ثنايا كتبه، وأكثر ما تطرق له إلى هذا العيد في كتابه “التاج في أخلاق الملوك”. وهو أوسع تدوين عن النوروز في العصر العباسي حتى ذلك الوقت، ويفيد في توضيح جوانب من الطبيعة المتنوعة للمجتمع العباسي، وعاداته، وكيف عزز هذا الطقس الاحتفالي العريق موقعه بعد مرور نحو مئتي عام على “إماتة النوروز”. ففي باب “هدايا المهرجان والنيروز”، كتب أن من حق الملك هدايا المهرجان والنيروز. فالمهرجان دخول الشتاء وفصل البرد، والنيروز إذن بدخول فصل الحر. إلا أن في النيروز أحوالاً ليست في المهرجان؛ فمنها استقبال السنة، وافتتاح الخراج، وتولية العمال، والاستبدال، وضرب الدراهم والدنانير، وتذكية بيوت النيران، وصب الماء، وتقريب القربان، وإشادة البنيان.
وكان أردشير بن بابك، وبهرام جور، وأنوشروان – والكلام للجاحظ – يأمرون بإخراج ما في خزانتهم في المهرجان والنيروز من الأقمشة والملابس فتفرق كلها على بطانة الملك وخاصته، ثم على سائر الناس على مراتبهم.
وكانوا يقولون: إن الملك يستغني عن كسوة الصيف في الشتاء، وعن كسوة الشتاء في الصيف، وليس من أخلاق الملوك أن تخبئ كسوتها في خزائنها، فتساوي العامة في فعلها.
ثم ينتقل الجاحظ من نقل التاريخ إلى دراسة مقارنة، فمن الذي سار على نهج ملوك ساسان؟ يجيب الجاحظ: “ولا نعلم أن أحداً بعدهم اقتفى آثارهم إلا عبد الله بن طاهر”. وبن طاهر هو حاكم خراسان ومن مؤسسي النهضة التجارية للدولة العباسية، وينحدر من عائلة كانت تتولى مسؤوليات خلال العهد الساساني، وحكم مصر فترة وقضى على ثورة المازيار “المزدكي” في جبال طبرستان، وقاد حملة غير ناجحة ضد بابك الخرمي، وجرى اتهامه بالتساهل مع بابك، فعاد إلى مسقط رأسه خراسان.
ويضيف الجاحظ عن مسلك عبدالله بن طاهر في أعياد النوروز والمهرجان: “فإني سمعت من محمد بن الحسن بن مصعب يذكر أنه كان عبدالله بن طاهر يفعل ذلك في النيروز والمهرجان، حتى لا يترك في خزائنه ثوباً واحداً إلا كساه. وهذا من أحسن ما حكي لنا من فضائله”.
ومن أخلاق الملك تخصيص يوم للعامة في النوروز، ولا يحجب عنه أحد من صغير ولا كبير، ولا جاهلٍ ولا شريف، فيعرضون مظالمهم على الملك مباشرة.
إضافة إلى الجاحظ، ألّف الأديب ابن فارس الرازي (توفي عام 1004) “كتاب النيروز”، والمفارقة أنه لم يتحدث في شيء يخص النوروز إنما تتبع في اللغة العربية الكلمات التي على وزن النيروز. وكان ابن فارس مقرباً من الوزير البويهي الصاحب ابن عباد، والسلالة البويهية ممن تحتفل بالنوروز وتروج له.
وألّف الطبيب الرئيس ابن سينا، رسالة فلسفية سماها “الرسالة النوروزية”، حيث قدمها هدية لأحد الأمراء في يوم النوروز.
حين اعترى الضعف جسد الدولة العباسية، وولاياتها شبه المستقلة، شهد العالم الإسلامي ظاهرة هيمنة الفقه والفقهاء على الحياة العامة وتقلص مرجعية الأمراء، فشكل ضغطاً تحريمياً على عيد النوروز. وقد وصل الأمر إلى إطلاق آراء وضعها العامة في منزلة الفتاوى، كيفما اتفق، منها على سبيل المثال ما رواه البيهقي في كتابه “شعب الإيمان” عن أحدهم: “إني لأكره المراجيح يوم النيروز، وأراها شعبة من المجوسية”. والمراجيح المقصودة هي ما يلهو به الأطفال في الحدائق والاحتفالات. ولابن تيمية كلام عن كراهية النوروز، وتكفير من يصوم النوروز.
على أن معضلة ما زالت قائمة في التاريخ، وهو اختلال تعيين يوم النوروز.
مشكلة التقويم واختلال النوروز
طرأت أزمة تقويمية في نهاية الدولة الساسانية، فقد كان “یزدگرد” المعروف بالتعريب “يزدجرد الثالث” قد أوقف كبس السنين، فزاد التقويم يوماً كل أربع سنوات، وحين حاول الحكام الجدد، العرب، تصحيح الخلل زادوا في الخلل. امتد هذا الاضطراب التقويمي في صدر الإسلام، إذ توقف كبس السنين، فتحرك موعد النوروز إلى تواريخ جديدة.
حتى سيطرة السلاجقة على البلاد العباسية في القرن الحادي عشر الميلادي، كان النوروز يتحرك بين تواريخ متضاربة، حسب ما نقله المؤرخون والفلكيون. والمفاجئ أنه منذ الانهيار الساساني، ربط الحكام العرب يوم النوروز بجباية الخراج على الزرع، وهو تلاقٍ غريب، إذ أن الاعتدال الربيعي بعيد زمنياً عن الانقلاب الصيفي حيث تنضج المحاصيل. الترجيح أنه كان هناك أكثر من نوروز يتم الاحتفال به، النوروز الإيراني في 21 آذار، والنوروز العباسي في الصيف لأغراض الخراج والضريبة، وإلا لا يستقيم أن يكون عيد النوروز في الصيف.
ويورد العلامة الشيعي “المجلسي” في مؤلفه الضخم “بحار الأنوار” تفاصيل تعيين النيروز في الإسلام. فحين اجتمع الدهاقنة زمن هشام بن عبد الملك إلى خالد القسري فشرحوا له الخلل في التوقف عن كبس السنين، وسألوه تأخير النوروز شهراً، فرفض وكتب إلى هشام بذلك فقال إني أخاف أن يكون هذا من قول الله « إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ».
على أن العبث بموعد النوروز قد بلغ ذروته في العصر العباسي. وجاء ذكر تغيير موعد النوروز في “الكامل” لابن الأثير، في حوادث سنة 467 للهجرة وفيها جمع الوزير الفارسي للدولة السلجوقية، نظام الملك، المنجمين، وجعلوا النّيروز أوّل نقطة من الحمل (بما يعادل 21 آذار/ مارس)، وقد كان النّيروز قبل ذلك عند حلول الشمس نصف الحوت (مبتدأ 5 آذار ونهاية 20 منه). وسمي هذا النوروز “النوروز السلطاني” نسبة للسلطان السلجوقي ملكشاه. وهذا التعيين ثمرة جهود الشاعر والفلكي عمر الخيام. وكان نظام الملك من سلالة فارسية وعارفاً بتراث النوروز. وتبنى السلاجقة هذا الطقس الاحتفالي وربما كانوا على عهدٍ سابق به حين كانت الزرادشتية منتتشرة ما وراء النهر وسط آسيا.
هناك شكوك على رواية الطبري عن أن النورز قبل تعديل “نظام الملك” كان في نصف برج الحوت. فهناك تاريخ آخر كان قبل ذلك، ذكره المختص في علم الفلك مؤلف كتاب «الأزمنة والأمكنة» أحمد بن محمد الأصفهاني، المتوفي سنة 422 للهجرة، أي قبل تعديل نظام الملك بـ 45 سنة. وجعله في أيار/ مايو. ولاحقاً قام خليفة بني العباس، المعتضد بالله، المتوفي سنة 289 هــ، بتعديل موعد النوروز المذكور، ويذكرها الفلكي الأصفهاني “وجعل النيروز اليوم الحادي عشر من حزيران/ يونيو، وسمي بـ “النوروز المعتضدي” ليكون متوافقاً مع الحصاد.
كانت الجباية في العراق والجبل وفارس تتم في يوم النوروز، وأضر هذا بالناس وبدأت جماعات من الفلاحين بالتسليف أو الجلاء عن الأرض والهجرة، لأن موعد النوروز في زمن الخليفة العباسي المتوكل، قد صار في نيسان والزرع أخضر، فطلب أن يحسب الأيام بما يؤخر العيد ويتوافق مع الحصاد، وقتل المتوكل ولم ينجز التعديل، إلى أن تولى ابنه المعتضد.
يذكر ابن الأثير في “الكامل” حوادث سنة 282 للهجرة: “فيها أمر المعتضِدُ بالكتَابَةِ إِلَى الْأَعْمَالِ كُلِّهَا والبلادِ جَمِيعِهَا بِتَرْكِ افتتاح الخراجِ فِي النيرُوزِ العجمِي، وتأخِيرِ ذَلِكَ إِلَى الْحادي عشرَ من حزيران، وسماهُ النيرُوزَ الْمعْتضديَّ، وَأُنْشئَتِ الكتُب بذلِك من الموصل، وَالْمعْتَضِدُ بِهَا وَأَرادَ الترفيهَ عنِ الناسِ، وَالرفق بهِم”.
يضيف الطبري في تاريخ الأمم والملوك حدثاً رافق هذا التغيير: “وفيها منع الناس من عمل ما كانوا يعملون في نيروز العجم من صب الماء ورفع النيران وغير ذلك”. ولم يذكر في عهود سابقة تغيير الطقوس، والمرجح أن زيادة نفوذ الفقهاء في الدولة شكّل ضغطاً على النوروز.
يورد الطبري إشارات أخرى عن محاولة المعتضد تغيير طقوس الاحتفال بالنيروز، ففي حوادث سنة 284 للهجرة في 11 حزيران نودي في الأرباع والأسواق ببغداد بالنهى عن وقود النيران ليلة النيروز، وعن صب الماء في يومه، ونودى بمثل ذلك في يوم الخميس، فلما كان عشية يوم الجمعة تراجع الخليفة عن هذا الأمر، وأباح للناس في وقود النيران وصب الماء، ففعلت العامة من ذلك ما جاوز الحد، حتى صبوا الماء على أصحاب الشرطة”.
يعني ذلك أن ما يرد في كتابات المؤرخين احتفالات بالنوروز، الأول النوروز العجمي، وهو مطلع الربيع، وقد تحرك إلى نيسان بسبب توقف كبس السنين، والنوروز العباسي في 11 حزيران. والخلاصة أن النوروز السائد حالياً، 21 آذار من كل عام، هو التصحيح الذي قام به الوزير نظام الملك قبل ألف عام، ويفترض أنه رد المناسبة إلى وقتها الأصلي فلكياً.
شر بين الملوك العرب والعجم!
باعتبار أن نوروز هذا العام، يصادف يوم الخميس، فإن المكتبة التراثية تحتوي على كتاب نادر لمؤلف مجهول، نقل فيه آراء نسبها لبطليموس الحكيم، العالم والفلكي الشهير في القرن الثاني الميلادي. ومما جاء فيه:
“وإن وافق النوروز (يوم الخميس) للمشتري، فإن النيل يكون متوسطاً يزيد على سبعة عشر ذراعاً، وتربح التجار في القمح، ويقع في بعض الأراضي نار شديدة ويكون ذلك من قبل السلطان، ولا يسافر أحد إلا هلك، وترخص الأشياء ثم تغلو، ويقع في الشتاء موت كثير، وتكثر الفواكه وتفسد الحبوب، ويقع الوباء في النساء بعداوة زحل للزهرة، ويقع بين الملوك العرب والعجم شر.
*لتفاصيل أكبر بشأن التضارب في تحديد يوم النوروز، الاطلاع على مقال الكاتب “عيد النوروز.. العبث بتاريخ الاحتفال من معاوية إلى المعتضد“.