محادثات إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.. إعادة تنظيم أم انسحاب؟

أحاط الغموض وتضارب المعلومات الأنباء الأولية عن انطلاق محادثات رسمية بين العراق والولايات المتحدة لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، خاصة أن المحادثات تزامنت مع تقارير صحافية غير دقيقة بخصوص الانسحاب الأميركي من سوريا والعراق.

8 نقاط حول المحادثات:

1- انطلقت في 27 يناير/كانون الثاني الجولة الأولى من الحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة لإنهاء مهمة التحالف في العراق. لكن «إنهاء المهمة» تعبير فضفاض، يتضمن تفاصيلاً تفرغ هذا التعبير من مضمونه إلى حد كبير، وعلى رأسها أن الهدف هو إطلاق برنامح يؤدي إلى خفض تدريجي لقوات التحالف في العراق، بحسب بيان رئاسة الوزراء العراقية، مع الالتزام باتفاقیة الإطار الاستراتیجي الموقّعة بین العراق والولايات المتحدة عام 2008، وهو الاتفاق الذي يتيح للقوات الأميركية تقديم المساعدة للحكومة ونشر قوات على الأرض وقت الحاجة.
2- يتضمن الاتفاق حول منهجية المفاوضات بين واشنطن وبغداد إطلاق مجموعات عمل في إطار «اللجنة العسكرية العليا» ستدرس مستقبل التحالف في ضوء «الخطر» الذي يشكله تنظيم داعش وقدرات قوات الأمن العراقية.
بحسب الخارجية العراقية، ستتولى مجموعات العمل «صياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه».
3- أوضح مكتب رئيس الوزراء العراقي في بيانه أن اللجنة العسكرية العليا ستبحث ضمن ثلاث مجموعات في «مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش» و«المتطلبات العملياتية» وأخيراً «تعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنة العراقية». والنص «في ضوء هذه المراجعة، سيؤدي إلى صياغة جدول زمني محدد لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية بين العراق والولايات المتحدة والدول الشريكة في التحالف».
أما بحسب بيان صادر عن التحالف الدولي، فإن مجموعات العمل المكونة من مسؤولين عسكريين عراقيين ومسؤولين عسكريين من التحالف ستقوم بتقييم «التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة والمتطلبات التشغيلية والبيئية وقدرات قوات الأمن العراقية»، وأن لجنة عسكرية عليا سوف تعمل «على تحديد الظروف اللازمة لانتقال المهمة في العراق».
4- صرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية أن المحادثات «ليست مفاوضات بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق»، وعلى الأرجح ستكون المفاوضات – وفق ردود الفعل والتعليقات الأميركية، لإعادة تنظيم قوات التحالف في العراق، وليس انسحابها القطعي. ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي بينما ينتشر في سوريا زهاء 900 جندي أميركي، في إطار عمل التحالف الدولي.
5- تنفي الولايات المتحدة أن تكون خطط المحادثات على صلة بالهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة على القوات الأميركية في سوريا والعراق. وتؤكد أن شروط نهاية مهمة التحالف نوقشت لأول مرة العام الماضي، وأن التوقيت لا علاقة له بالهجمات. وعلى الرغم من مغادرة جميع القوات القتالية الأميركية في عام 2011، إلا أن آلاف الجنود عادوا في عام 2014 لمساعدة الحكومة العراقية على هزيمة تنظيم داعش.
6- تعهدت «المقاومة الإسلامية في العراق»، وهي ائتلاف من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، مواصلة هجماتها ضد التحالف الدولي رغم المباحثات المرتقبة بين بغداد وواشنطن بشأن وجود هذه القوات في الأراضي العراقية.
واعتبرت في بيان أن «الإذعان الأميركي لطلب الحكومة العراقية ما كان ليكون لولا ضربات المقاومة». غير أنها اعتبرت في الآن نفسه أن هذه محاولة أميركية «لخلط الأوراق وقلب الطاولة على المقاومة وكسب الوقت».
7- منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، شنت ميليشيات مدعومة من إيران هجمات منتظمة على قوات أميركية في العراق وسوريا، والتي قالت إنها انتقام من دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة. وأطلق المسلحون أكثر من 150 صاروخاً وطائرة مسيرة على ما يقدر بحوالي 2500 جندي أميركي وقواعد أميركية يخدمون فيها. وأصيب العشرات من الجنود الأميركيين، بعضهم بإصابات الدماغ المؤلمة أثناء الهجمات. في المقابل، قصفت الولايات المتحدة أهدافا للمليشيات، منها بعض الأهداف المرتبطة بقوات الحشد الشعبي.
8- أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية ألكسندر لافرينتيف أن العراق أخطر روسيا باستعداد الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد، وأن السؤال الآن كم من الوقت سيستغرق ذلك وما هي إجراءات الانسحاب. بوحسب تقديراته، يمكن أن يتم ذلك في غضون شهر أو شهرين، كما حدث في أفغانستان، أو ربما يمتد لأعوام.

وأخيراً، لا تشمل المحادثات وإطارها التفاوضي الانتشار الحالي للقوات الأميركية في سوريا. ولم يصدر أي تصريح أميركي يوضح ما إذا كان الوجود الأميركي في شمال وشرق سوريا في إطار محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مرتبط عضوياً بالوجود الأميركي في العراق، وما إذا كان أي إعادة جدولة وتنظيم لمهامهم في العراق يشمل تلقائياً سوريا.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد