الولايات المتحدة تعود أدراجها إلى الشرق الأوسط

المركز الكردي للدراسات
منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تبدو الولايات المتحدة وهي تتحرك مجبرة في مسار عكسي بالعودة إلى الشرق الأوسط، وتجميد ما كانت تعمل عليه ضمن استراتيجية سريعة تقوم على إخلاء قواتها من المنطقة والتركيز على الجبهات العالمية الجديدة في شرق أوروبا ضد روسيا والمحيط الهادي ضد الصين.
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت القيادة المركزية الأميركية وصول سرب من مقاتلات «إف 16» الى منطقة مسؤولياتها في الشرق الأوسط لـ«تعزيز التمركز الأميركي لغرض ردع أي عدوان» وسط تزايد الهجمات على القوات الأميركية.
ووفق وزارة الدفاع الأميركية، فإن قواتها تعرضت لأكثر من 12 هجوماً في العراق وسوريا الأسبوع الماضي. واستهدفت عشرة هجمات القوات في العراق وثلاثة استهدفتها في سوريا. ورداً على هذه الهجمات، اتخذ الجيش الأميركي مجموعة إجراءات جديدة لحماية القوات المنتشرة في الشرق الأوسط، شملت خمس خطوات:
1- زيادة الدوريات العسكرية
2- تقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات
3- زيادة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك باستخدام الطائرات المسيرة وعمليات المراقبة الأخرى
4- تعزيز المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكرية والإجراءات الأمنية عند نقاط الوصول إلى القواعد
5- تكثيف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف.

  وزارة الدفاع الأمريكية أمرت الوحدات العسكرية التي كانت على وشك العودة إلى البلاد بالبقاء في مكانها مع بدائلها

ومنذ اندلاع المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل، أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية وطائرات مقاتلة تضمنت حاملتي طائرات إلى المنطقة لمحاولة ردع إيران والجماعات المدعومة منها ضمن سلسلة من عمليات الدعم غير المسبوق لإسرائيل.

وفيما يلي حصيلة الدعم الأميركي المعلن منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس وفق بيانات وتصريحات من مصادر أميركية مسؤولة وفق ما رصده المركز الكردي للدراسات في كل من صحيفة «وول ستريت جورنال» ومجلة «تايم» وشبكة «فوكس نيوز» الأميركية وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»:
حاملات الطائرات والسفن الحربية
لدى الولايات المتحدة بالفعل حاملة طائرات هجومية في شرق البحر الأبيض المتوسط «يو إس إس جيرالد آر فورد»، وستنضم إليها قريباً مجموعة أخرى في المنطقة «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور».
تحتوي كل حاملة طائرات على أكثر من 70 طائرة – وهي قوة نيران كبيرة. كما وضع الرئيس جو بايدن الآلاف من القوات الأميركية على أهبة الاستعداد للانتقال إلى المنطقة إذا لزم الأمر.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن انتشار السفينة لمدة ستة أشهر في المنطقة تم تمديده ولم تحدد موعداً نهائياً.
أمر وزير الدفاع لويد أوستن في الأيام الأخيرة مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور» بالانضمام إلى حاملة الطائرات «فورد» في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتتجه تلك السفن الآن عبر المحيط الأطلسي.
وإضافة إلى الحاملتين، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال المجموعة البرمائية الجاهزة «يو إس إس باتان»، والتي تتكون من ثلاث سفن تحمل المئات من مشاة البحرية، إلى المنطقة. وقال مسؤول أميركي إن سفينة النقل البرمائية «يو إس إس ميسا فيردي» موجودة في البحر الأبيض المتوسط، وسفينة الإنزال «يو إس إس كارتر هول» في منطقة الخليج.
وتحمل هذه السفن طائرات هليكوبتر وزوارق هجومية يمكنها إدخال مشاة البحرية إلى منطقة معادية أو تقديم الرعاية الطبية أو غيرها من المساعدة.
وأثبتت السفن الحربية، خاصةً حاملات الطائرات بطائراتها المقاتلة وطائرات المراقبة، تاريخياً أنها وسيلة ردع فعالة ضد الأنشطة الإيرانية وغيرها من الأنشطة المسلحة في الشرق الأوسط. وتعمل وحدة المعلومات على متنها كمراكز قيادة وسيطرة ويمكنها شن حرب معلومات. كما تحمل الحاملات طائرات مقاتلة من طراز «إف 18» يمكنها القيام بمهام الردع أو ضرب الأهداف، وطائرات مراقبة من طراز «إي-2 هوك آي» يمكنها تقديم إنذار مبكر عند إطلاق الصواريخ وكشف تحركات العدو.
الأسلحة وقوات العمليات الخاصة
نقلت الولايات المتحدة أسلحة وذخائر إلى إسرائيل عبر طائرات محملة بالأسلحة الأميركية. وأفرغت واحدة من طائرات الشحن من طراز «سي 17» حمولة الأسلحة في قاعدة نيفاتيم الجوية شرق غزة. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أنه تم تسليم خمس شحنات من هذا النوع بالفعل حتى تاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول، ومن المتوقع تسليم المزيد.
وتضمنت الذخائر قنابل ذات قطر صغير وصواريخ اعتراضية لنظام الدفاع الجوي (القبة الحديدية). كما تعمل الولايات المتحدة أيضاً على إقناع شركات الدفاع بتسريع طلبات الأسلحة التي تقدمها إسرائيل والتي كانت موجودة بالفعل، بما في ذلك ذخائر القبة الحديدية.
ستشمل الشحنات المقبلة أيضاً مجموعات «JDAM»، وهي ذخائر الهجوم المباشر المشترك (بالإنكليزية: Joint Direct Attack Munition)‏ وهي حزمة منخفضة التكلفة بنتها شركة «بوينغ»، وتتكون من عدة وأجهزة توجيه تثبت على القنابل غير الموجهة أو «القنابل الغبية» وتحولها إلى ذخائر موجهة «ذكية» تعمل في جميع الأحوال الجوية.
جنود ومستشارون
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت الولايات المتحدة خلية صغيرة من قوات العمليات الخاصة التي تعمل مع إسرائيل تقدم المعلومات الاستخباراتية والتخطيط، فضلاً عن تقديم المشورة لقوات الدفاع الإسرائيلية بشأن جهود استعادة الرهائن. وأمر وزير الدفاع الأميركي 2000 جندي أميركي بالاستعداد للانتشار إذا لزم الأمر في الأيام والأسابيع المقبلة. وستكون هذه القوات قادرة على الرد بسرعة، خاصةً لتوفير المعلومات الاستخبارية والمراقبة والنقل والمساعدة الطبية.
وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية مستشارين عسكريين، بما في ذلك جنرال في مشاة البحرية متمرس في حرب المدن، إلى إسرائيل للمساعدة في التخطيط للحرب، وتقوم بتسريع إرسال أنظمة دفاع جوي متطورة متعددة إلى الشرق الأوسط قبل أيام من الهجوم البري المتوقع على قطاع غزة.
أحد الضباط الذين يقودون عمليات الإسناد هو اللفتنانت جنرال في مشاة البحرية جيمس غلين، الذي ساعد سابقاً في قيادة قوات العمليات الخاصة ضد تنظيم داعش وخدم في الفلوجة بالعراق، خلال بعض من أكثر المعارك الحضرية سخونة هناك، وفقًا لمسؤول أميركي.
يعد الفريق العسكري واحداً من العديد من القطع سريعة الحركة التي تعمل وزارة الدفاع الأميركية على تشكيلها لدعم إسرائيل. كما أنها تحاول حماية الأفراد الأميركيين الذين تعرضوا في الأيام الماضية لهجمات متكررة، قال «البنتاغون» إنها من المحتمل أن تكون مدعومة من إيران.
طائرات حربية
كما طلب  «البنتاغون» طائرات حربية إضافية لدعم أسراب طائرات «إيه 10» و «إف 16» و «إف 15» في القواعد في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقال وزير القوات الجوية فرانك كيندال الأسبوع الماضي في إحدى فعاليات المجلس الأطلسي إن الخدمة كانت تأمر الوحدات التي كانت على وشك العودة إلى البلاد بالبقاء في مكانها مع بدائلها. وتمتلك القوات الجوية الأميركية بالفعل قوة جوية كبيرة في المنطقة للقيام بعمليات مأهولة وغير مأهولة، وعلى الأخص في سوريا، حيث صدرت أوامر لطائرة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية الأسبوع الماضي بإسقاط طائرة تركية من دون طيار كانت تشكل تهديداً للقوات البرية الأمير\كية.
أنظمة الصواريخ
أسقطت المدمرة «يو إس إس كارني» أربعة صواريخ كروز للهجوم الأرضي تم إطلاقها من اليمن، والتي قال «البنتاغون» إنها من المحتمل أن تكون متجهة نحو إسرائيل. ورداً على ذلك، أعلن «البنتاغون» أنه سيرسل كتائب متعددة من نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت» ونظام دفاع منطقة عالي الارتفاع «ثاد» إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إعادة تموضع مجموعة «أيزنهاور» الضاربة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية.
الدعم المالي
الولايات المتحدة أكبر داعم عسكري لإسرائيل، إذ تقدم لها مساعدات دفاعية بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً. وطلب بايدن من الكونغرس الموافقة على تمويل بقيمة 14 مليار دولار لصندوق الحرب لحليفه في الشرق الأوسط كجزء من حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 105 مليارات دولار.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد