حقول ومصانع وخوارزميات في العلاقات الدولية.. أي مصير لتركيا وكردستان؟
الشرق الأوسط في حقبة الإقطاع والفتوحات
الإقطاع في العلاقات الدولية
منطق «الفتوحات»
ثقافة الغزو الويستفالي
خياران في الشرق الأوسط
والشرق الأوسط عمومًا مكانٌ لا آفاق زراعية واعدة فيه، ولا تكنولوجية متقدمة، باستثناء محاولات خليجية. فحتى الأراضي الداخلة في مخططات الغزو أو ذات الغزو المنجَز، مثل الجزء الذي احتلّته تركيا بمحاذاة الطريق الدولي من سري كانيه (رأس العين) إلى تل أبيض، هي أراضٍ متدهورة زراعيًا، وقد فقدت حقبتها المزدهرة التي انتهت قبل نحو نصف قرن، وهي أراضٍ مختلفة في آفاقها المستقبلية عن تلك التي تتطلع إليها الولايات المتحدة في كندا وغرينلاند.
في كل الأحوال، تبحث الدول عمّا ينقصها. وفي حالة تركيا، فإن ما ينقصها هو النفط والغاز، حيث يكلف ميزانيتها سنويًا قرابة 70 مليار دولار، والرقم في ازدياد مع توسّع المصانع وزيادة عدد السكان. وربما تصبح هذه الحاجة هي الدافع الأول لاحتمالين: سلام كردي – تركي مديد قائم على المصالح المشتركة في الاعتراف السياسي والموارد الاقتصادية، أو مرحلة أكثر وحشية من الحرب، ستؤدي إلى دخول أطراف أخرى، إقليمية هذه المرة، فقد انتهى زمن «الصندوق المغلق» لحالة كردستان في السياسات التركية، وأصبحت، على الأقل، صندوقاً مفتوحاً. وفي كل الأحوال، حالة كردستان وتركيا أصبحت مترابطة في وعي قادة من الطرفين، عبدالله أوجلان ودولت بهجلي، مثالاً؛ فإما النجاة معاً أو الدمار معاً.
أما سوريا، فيبدو أنها تستعيد حقبة «الاحتجاج ضد المساواة» في منتصف القرن التاسع عشر، وتفضّل تدمير نفسها على الإقرار بالتشاركية السياسية.