الهجوم على آمد سبور يتجاوز حدود كرة القدم

د. ثورو ريدكرو*

بماذا تسمى دولة يخاطر فيها الرياضيون بحياتهم لتمثيل مدينة محتلة في منافسة رياضية؟ للعثور على الإجابة، يتوجب النظر إلى مباراة كرة القدم بين آمد سبور وبورصة سبور يوم الأحد في 5 مارس/آذار في استاد بورصة جنوب اسطنبول، والتي كانت مثالًا حياً لمعنى أن تكون كردياً في تركيا، إذ تعرّض فريق آمد سبور من العاصمة الفعلية لشمال كردستان: آمد، أكبر مدينة ذات غالبية كردية في العالم، إلى الهجوم من قبل مشجعي فرق مدنٍ تركية.
بدأت الاعتداءات فعلياً في مساء اليوم السابق للمباراة، عندما قضى مشجعو بورصة سبور ليلة السبت في إطلاق الألعاب النارية في محيط فندق آمد سبور، وهم يهتفون «يا لسعادة من يقول أنا تركي». هذه العبارة مأخوذة من خطاب مصطفى كمال عام 1933 وأتت ثمارها بعد أربعة أعوام من نطقها لأول مرة عندما نفذ الجيش التركي الإبادة الجماعية ضد الكرد الذين رفضوا هذه العبارة حينها.
يجسّد هذا الشعار الدعائي القومي، والذي يمكن رؤيته على اللوحات الإعلانية في جميع أنحاء المناطق الكردية، تماماً الموقف الحقيقي للدولة التركية، حيث لا يُضطهد الكرد ويُقتلون ويعذَبون ويعامَلون بوحشية فحسب، بل يجبَرون على ترديد هذا الشعار.

بعد الهتافات، ركض مشجعو بورصة سبور في جميع أنحاء المدينة، بحراسة الشرطة التركية، بحثًاً عن أي مشجعٍ كردي من آمد سبور لمهاجمته. هكذا كانت الأجواء السابقة للمباراة في صباح اليوم التالي.

الفاشية السافرة

يوم الأحد، وحتى قبل بدء المباراة، ظهر بشكلٍ واضح المرض الاجتماعي اللاذع وكراهية الأجانب للحفاظ على القومية التركية المتطرفة، عندما حاول لاعبو آمد سبور الدخول إلى الملعب من أجل القيام بحركات الإحماء، فيما بدأ مشجعو بورصة سبور بإلقاء الألعاب النارية والسكاكين والرصاص والحجارة والبطاريات وزجاجات المياه على أرض الملعب. رافق ذلك ترديدٌ عالٍ للهتافات العنصرية ضد الكرد في جميع أنحاء الملعب، وإيماءات باليد لشعار تنظيم الذئاب الرمادية (وهي منظمة محظورة في فرنسا والنمسا) الذي يمثّل الذهنية المجرمة والفاشية للمنظمة المعروفة برغبتها في قتل الكرد واليونانيين والأرمن.
ولكي لا يبقوا خارج نطاق ما يحدث، هاجم لاعبو بورصة سبور منافسيهم من لاعبي آمد سبور كما لو كانوا يريدون إثبات أنّهم لا يقلّون شراسة عن مناصريهم. كل هذا حدث قبل عزف النشيد القومي التركي، وهو بمثابة إهانة أخرى، إذ يُجبر لاعبي آمد سبور (خاصةً الكرد منهم) على الوقوف وغناء نشيد الدولة التي سمحت بممارسة العنف الرسمي عليهم حرفياً أثناء غنائه. أعادني المشهد إلى سجن ديار بكر رقم 5 ذو السمعة السيئة في تركيا، حيث أتم إجبار السجناء الكرد في الثمانينات والتسعينات على الاستحمام تحت أنبوب ينثر برازاً بشرياً، قبل الاضطرار إلى غناء النشيد القومي التركي. كما يتذكر السجين يحيى فيما بعد راوياً:
«في الصباح، كانوا يجبروننا على حفظ بعض الأناشيد والأغاني القومية، ثم ترديدها. كانوا يعاقبون السجناء الذين لا يتمكنون من القيام بذلك. لم نكن نعلم كيف نحفظ. فمعظمنا لم يكن يعرف القراءة أو الكتابة باللغة التركية، لذلك كانوا يضربوننا».
ولنعد إلى الملعب ومسرح الجريمة الحالي، حيث تعرض لاعبو آمد سبور للضرب هذه المرة. بمجرد بدء المباراة، تصاعدت الكراهية أكثر، بينما قام مشجعو بورصة سبور برفع لافتاتٍ في المدرجات دعماً لفرق الموت التي قتلت في الثمانينات آلاف الكرد في جميع أنحاء البلاد من دون أي محاسبة. وتجدر الإشارة إلى أن عارف دوغان، الذي اعترف بتأسيس منظمة «جيتيم» بعد أعوامٍ، كشف أنه كان يقود فريقاً مكوناً من عشرة آلاف شخصٍ لعمليات الاغتيال التي كان يكلّفهم بها ويدفع لهم 3000 ليرة تركية عن كل جريمة قتل. كما يزعم تونجاي غوني، العميل الذي تسلل إلى صفوف «جيتيم»، أنه إلى جانب إطلاق النار على الناس في الشوارع في وضح النهار، قاموا أيضاً بقتل الكرد بموادٍ سامة وأخفوا جثثهم في آبارٍ تابعة لشركة أنابيب البترول التركية المملوكة للدولة «بوتاش».
بالإضافة إلى ذلك، حمل مشجعو فريق بورصة سبور في المدرجات لافتاتٍ رسم عليها صورة عنصر الاستخبارات محمود يلدريم ذو السمعة الوحشية – الملقب بـ«يشيل» (الأخضر) وجيم أرسفير قائد «جيتيم» الذي اعترف بالجرائم التي ارتكبتها المنظمة قبل اغتياله على يد «يشيل» عام 1993. وإلى جانب هذه الشخصيات، كان هناك أيضاً صورة سيارة «رينو توروس» البيضاء، النسخة التركية من «رينو 12» الفرنسية، والتي كانت السيارة المفضلة لدى القتلة من عناصر الدولة التركية أواخر الثمانينات والتسعينات حينما كانوا ينفذون عمليات قتلٍ في جميع أنحاء شمال كردستان ضد الكرد الذين يطالبون بحقوقهم الإنسانية.
عُرفت حالات الاختفاء هذه في المناطق الكردية باسم حوادث «توروس الأبيض» لأن عملاء الاستخبارات في «جيتيم» والدرك غالباً ما كانوا يضعون الشباب الكرد في هذا النوع من السيارات، ما كان يعني استحالة رؤيتهم عائلاتهم بعد ذلك أبداً. عرّف الكاتب أحمد آي في وقتٍ لاحق تلك الأيام قائلاً:
«في أواخر الثمانينيات عند تأخري، كانت والدتي تذهب إلى الشرفة للتأكد ما إذا كانت هناك سيارات توروس بيضاء في الشارع. كان الجميع يعلم أن هذا الشبح الأبيض كان بمثابة خبر سيئ. على الرغم من ذلك، لم تكن جيتيم تخفي فعلتها».
مع مرور الوقت، تم العثور على رفات بعض الكرد في صناديق القمامة، في حين ما يزال هناك آلاف المفقودين حتى يومنا هذا. هناك مجموعة تُدعى «أمهات السبت»، دأبت على الاجتماع نهاية كل أسبوعٍ ظهراً بدءاً من عام 1995 حتى عام 2021 (قبل أن يحظرها نظام رجب طيب أردوغان) في منطقة غلطة سراي بإسطنبول للمطالبة بالعدالة ورفات القتلى الكرد. ناشدت إحدى الأمهات إلماس إرين قائلةً: «أريد عظام ابني لأدفنه وأزور قبره وأصلّي من أجله».

هوس جمعي

يطرح كل ما سبق هذا السؤال: لماذا يقوم مشجعو فريقٍ منافس في مباراة كرة قدم برفع صورٍ تمجّد تنظيم فرقة موت تابعة للدولة التركية؟ في وقتٍ نفّذت المجموعة أكثر من 5000 عملية قتل من دون أن تتم محاسبة أي قاتلٍ على الرغم من تنديدات الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمثقفين والناشطين السياسيين. الجواب: لأن معظم هؤلاء الضحايا كانوا من الكرد، أو في بعض الحالات من حلفاء الكرد من اليسار التركي الذين تعتبرهم الدولة التركية خونة. وبما أن آمد سبور يمثّل مدينة آمد الكردية المحتلة (التي يطلق عليها «ديار بكر» من قبل الدولة التي تحتلها)، فإن جميع لاعبيهم – سواء أكانوا كرداً أم لا – يُنظر إليهم تلقائياً على أنهم أعداء تركيا ويستحقون الموت.
وبهذه الطريقة، قدم مشجعو بورصة سبور خدمةً صغيرة للعالم، حيث نادراً ما كانت الوحشية والسادية للقومية التركية تُعرض أمام العالم بشكلٍ كامل. أظهرت المقاطع عبر منصّات التواصل الاجتماعي مشجعي بورصة سبور يطلقون أجساماً على أرض الملعب باستخدام مقلاع ويضربون بوحشية رجلاً كردياً في المدرج، حيث اندفع نحوه عشرات المشجعين لضربه.
يمكن أيضاً مشاهدة مقاطع من اللعبة نفسها مع محاولة لاعبي آمد سبور مراراً وتكراراً ركل الكرة أثناء رشقهم بالأجسام الغريبة التي تم إمطارهم بها، ما دفع بآمد سبور إلى التساؤل: «هل كان من المفترض أن يموت لاعبونا من أجل إيقاف المباراة؟» في إحدى الحالات، حاول لاعب آمد سبور التعبير عن عدم قدرته على تنفيذ ركلة ركنية لتعرّضه للرشق، لكن لاعبي بورصة سبور دفعوه بغضبٍ نحو الخط الجانبي، قبل أن يصاب بشكلٍ مباشر بجسمٍ تم رميه من المدرّجات نحو أرضية الملعب. وفي مشهدٍ آخر، أصيب حارس مرمى آمد سبور، كانتوج تيميل (وهو تركي)، في ظهره عندما تم رجمه بجسمٍ صلب ليسقط على الأرض وسط الأصوات التي تعالت أكثر بهتافات الموت للفريق الكردي الذي تجرأ على الوجود في ملعبهم.
بالنسبة إلى جماهير بورصة سبور، تمثّلت «الجريمة» في حقيقة وجود كردي واحد في آمد. وعليه، فمن الضروري تصفية الكرد من خلال الإبادة الجماعية التي حصلت ضد الأرمن واليونانيين والآشوريين لخلق «وحدتهم التركية» لدولةٍ واحدة وشعب واحد بدينٍ واحد ولغة واحدة. وهذا هو السبب في كون ما حصل أكثر من مجرّد قصة رياضية، بل درساً تعليمياً حول ماهية الدولة التركية بالنسبة إلى غالبية الكرد الذين يزيد عددهم عن 20 مليوناً، والذين ما زالوا محاصرين في ظل نظامٍ وديكتاتورية يريدان سحقهم.
ثم لاحقًاً في الدقيقة 81، عندما سجل فريق بورصة سبور هدفاً، ركض خمسة من لاعبيهم إلى خط التماس مؤدين التحية العسكرية، وهي لفتةٌ رمزية اكتسبت شهرة في جميع أنحاء تركيا في عام 2019 حينما بدأ المنتخب القومي التركي لكرة القدم في أداء التحية بعد إحراز الأهداف لإظهار دعمه للغزو والاحتلال والتطهير العرقي للمدن الكردية مثل عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) في روج آفا.
وأخيراً بعد انتهاء المباراة، شرح حساب آمد سبور على وسائل التواصل الاجتماعي كيف قام مشرف الأمن الخاص وضابط أمن النادي وموظفو النادي المضيف، بالإضافة إلى ضباط وعناصر الشرطة، بمهاجمة لاعبيهم في غرفة الملابس والممر المؤدي إليها، في مشهدٍ يظهر التطابق الكامل بين الغوغاء الغاضبين الداعين إلى القتل مع الجهاز الهيكلي المنظّم الذي عادةً ما يؤدي تلك المهمة القذرة نيابة عنهم، بحيث لم يكن لاعبو آمد سبور آمنين حتى من الشرطة أنفسهم. أخبرني رجلٌ كردي منذ أعوامٍ عن واقعتين حصلتا في حافلةٍ تعود ملكيتها لوالده، إذ أطلق عناصر الأمن الأتراك النار على رأس أحد الكرد وشقوا حلق الآخر قبل أن يغادروا مبرزين شارتهم الأمنية بهدوء. وقال: «لا أحد حاول إيقافهم لأننا كنا ندرك أنه لا يمكنك اللجوء إلى الشرطة ضد الشرطة».

ردود الفعل المتحدية

بعد المباراة، بدأ السياسيون والفنانون والموسيقيون الكرد جميعاً في نشر صورٍ على وسائل التواصل الاجتماعي لهم وهم يرتدون قمصان آمد سبور، مع هاشتاغ «#آمد سبور ليس وحيداً»، إذ أدركوا أيضاً أن الأمر لا يتعلق فقط بلعبة كرة القدم بل يمثّل خطاً رمزياً حول ما يعنيه أن تكون كردياً في تركيا اليوم. من جانبه، أصدر حزب الشعوب الديمقراطي بياناً جاء فيه:
«ندين الاعتداءات العنصرية ضد آمد سبور في بورصة. إن الأجواء التي تحوم فيها أرواح قتلة التسعينات وبقايا جيتم لن تمنع آمد سبور ولن تقضي على الأمل في السلام. يجب محاسبة المسؤولين أمام القانون. نحن الملايين الذين لن نركع ضد الفاشية».
كما أصدر زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المسجون صلاح الدين دميرتاش، الذي انتشرت صورته مع زوجته وهما يرتديان قميص آمد سبور على الإنترنت، تصريحات خاطب فيها لاعبي آمد سبور بالقول:
«اكملوا مرفوعي الرأس كالمعتاد والعبوا كرة القدم بشكلٍ جيد واتركوا الامتدادات السياسية لتوروس الأبيض لنا. لم نستسلم لآبائهم وأجدادهم ولن نستسلم لأبنائهم».
وبالحديث عن «الامتداد السياسي»، رفعت نقابة المحامين في ديار بكر قضيةً جنائية بشأن أحداث المباراة بتهم «تحريض الجمهور على الكراهية والعداء، وتعمّد تعريض الأمن العام للخطر، وإهانة وإساءة الناس». ما حدث هو في الواقع ملخصٌ مثالي لدكتاتورية أردوغان بأكملها على مدى العقدين الماضيين في تركيا، إذ واصل تقليده الطويل من العنف ضد المواطنين الكرد واعتقل العديد من النشطاء المدنيين والصحافيين والمدرّسين، إلى درجة أن مقاولي البناء الفاسدين أمضوا معظم وقتهم في بناء سجونٍ جديدة. نتيجة لذلك، أهمل هؤلاء المقاولون عملهم وبنوا الأبراج السكنية الرديئة التي تهدّمت جميعاً لتتحول إلى مقابر جماعية بعد الزلزال في جميع أنحاء جنوب شرق تركيا (وشمال كردستان).
فيما يتعلق بالزلزال، كان هناك انقسامٌ صارخ آخر وكذلك في ردود فعل المشجعين في ملعب كرة القدم. قبل أسبوعٍ من هجمات بورصة سبور، ألقى المشجعون الذين حضروا مباراة بشكتاش ضد أنطاليا سبور مئات الدمى المحشوة في الملعب كبادرة حسن نية للتبرع لضحايا الزلزال الأخير من الأطفال. في هذه الحالة، سُمح لمشجعي فريق بشكتاش المضيف برمي الألعاب والملابس الشتوية المتبرع بها على أرض الملعب في «فودافون بارك» في اسطنبول في الساعة 4:17 من المباراة، في إحياءٍ لتوقيت وقوع الزلزال الأول بتاريخ 6 فبراير/شباط.
تحوّل إلقاء الدمى في مباراةٍ مع فريق منافس من مدينة أنطاليا ذات الغالبية التركية بعد أسبوعٍ إلى إلقاء وابلٍ من الزجاجات والرصاص والسكاكين التي طارت باتجاه لاعبي آمد سبور من كل حدبٍ وصوب. التخلص من الأطفال الكرد، عبر اختطافهم في سيارةٍ بيضاء أو إطلاق النار عليهم هو ما يستحقّه هؤلاء، بدلاً من الدمى المحشوة.

القوة الرمزية

لكن لم يكن هذا الهجوم الأخير للأسف حادثةً منعزلة، إذ تعرض لاعبو آمد سبور إلى الهجوم من قبل مشجعي قونيا سبور القوميين الأتراك عام 2017. بالإضافة إلى ذلك، فإن تاريخ نادي آمد سبور لكرة القدم مليءٌ بالهجمات المتكررة من قبل الدولة التركية و الاتحاد التركي لكرة القدم، لأنه يُنظر إليه كرمزٍ للتطلعات الكردية من اجل الحرية. على سبيل المثال منذ عام 2015، تم حظر أعلام كردستان في جميع مباريات النادي، وهي حقيقةٌ أدت إلى اعتقال خمسة كرد في سبتمبر/أيلول 2022 لحيازتهم أعلام كردستان. عام 2016، حظر الاتحاد التركي لكرة القدم أيضاً لاعب آمد سبور السابق دنيز ناكي لمدة 12 مباراة وغرّمه بمبلغ 19500 ليرة تركية بسبب «الدعاية الإيديولوجية» بعد أن نشر رسالةً على موقع «فيس بوك» تكريماً للكرد الذين قاوموا الجيش التركي في حي سور (وسط آمد) في ظل سعيه إلى ممارسة التطهير العرقي وتدمير المدينة القديمة، إذ كتب:
«نهدي هذا الانتصار لمن فقدوا أرواحهم وجرحوا في القمع الذي استمر أكثر من 50 يوماً على أراضينا. باعتبارنا آمد سبور، لم نحني رؤوسنا ولن نفعل ذلك. ذهبنا إلى أرض الملعب بإيماننا بالحرية وفزنا».
دهمت الشرطة التركية أيضاً مكاتب فريق آمد سبور بدعوى أن ناكي ربما قام بنشر التغريدة من أحد أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالنادي، وهو ما يسلط الضوء على حقيقة أخرى، وهي الوحدة التكافلية بين الدولة التركية واتحاداتها الرياضية التي يُفترض ألا تكون مسيّسة، إذ غالباً ما تصادر الشرطة التركية المتعلقات الخاصة بآمد سبور ويتم حظر حضور جماهيره جميع المباريات الخارجية، وهو ما حدث في المرة الأخيرة. ففي حين كان لاعبو آمد سبور يتعرضون للرشق بالحجارة وبالأواني، فيما يهتف مشجعو بورصة سبور بالموت للكرد، كان تواجد جماهير آمد سبور في الملعب محظوراً.
وبنفس الطريقة التي تجرّم بها تركيا أي مقاومةٍ لسياسات القمع والإبادة الجماعية ضد الكرد (التي كتبت عنها سابقاً)، فإنها تمنع أيضاً أي دعمٍ معنوي خارجي لأندية كرة القدم الكردية عند تعرّضها للاعتداء، بناءً على الفكرة التي ترى في التضامن مع الضحايا الكرد حتى جريمةً ضد الدولة. وهذا سببٌ إضافي لكل كردي في كردستان الكبرى وفي جميع أنحاء الشتات للخروج فوراً وشراء قميص آمد سبور وجعله فريقه المفضّل. تحمل الانتفاضة أشكالاً عديدة. وفي هذه الحالة، يمكن أن تبدأ بشيءٍ بسيط مثل قميص كرة قدم.

 

*د. ثورو ريدكرو محلل أميركي في مجال النزاعات الدولية متخصص في الشؤون الجيوسياسية وقضايا الشعوب عديمة الجنسية والحركات المسلحة. د. ريدكرو ضيفٌ دائم في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف وعمل مستشاراً في السياسة الخارجية لعدة مجموعات تسعى لنيل حق تقرير المصير. عمل في السابق ميدانياً في مختلف أنحاء أوروبا وأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وشرق إفريقيا والشرق الأوسط. يتولى حالياً، بالتشارك، إدارة قسم اللغة الإنكليزية في المركز الكردي للدراسات.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد