رئيس منتدى الحريات في واشنطن: على الإدارة الذاتية تعزيز حضورها الدبلوماسي

قالّ الباحث المصري ورئيس منتدى الحريات في واشنطن مجدي خليل بأن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا حققت حضوراً لافتاً في الساحة السياسية الدولية، عبر محاربتها تنظيم داعش الإرهابي وإلحاق الهزيمة به، داعياً الإدارة إلى تمتين الجبهة الداخلية ورص الصفوف وتعزيز التعاون بين جميع المكونات والاستعداد بشكلٍ جيد لمواجهة المخاطر المحيطة، وعلى رأسها التهديدات التركية، عبر الاعتماد على النفس والتجهيز العسكري المناسب، وإقامة التحصينات وتطوير القدرات الدفاعية.
وجاءت تصريحات خليل خلال لقاءٍ أجراه الزميل طارق حمو في برنامج «حديث المركز» الذي بُث من مقر المركز الكردي للدراسات. وشمّل الحديث ملفاتٍ دوليّة وإقليمية عديدة منها الحرب في أوكرانيا والسياسة التركية في المنطقة وموقف الولايات المتحدة من شمال شرق سوريا وتطورات هذا الموقف في المستقبل.
ودعا خليل الإدارة الذاتية إلى توطيد المؤسسات الديمقراطية وتوسيع المشاركة السياسية بين كل المكونات، عبر التركيز على أفكار التعايش المشترك والتعاون، بغيّة بناء الجبهة الداخلية والتصدي لأي أخطار تهدد مناطق شمال شرق سوريا، وبشكل خاص أخطار «داعش» والدولة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان. وطالبّ خليل الإدارة الذاتية الديمقراطية وأهلها بعدم التنازل أبداً عن السلاح وحق الدفاع المشروع عن النفس، وإقامة التحصينات وتطوير القدارات الدفاعية، وعدم ترك المدنهم والمناطق مهما حصل، بل إعلان المقاومة الشعبية الشاملة والتصدي لأي عدوانٍ تركي محتمل بكل الإمكانات والطرق ومهما كان الثمن.
وأوضح خليل بأن هناك احتراماً وتقبلاً لتجربة الإدارة الذاتية في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية، لكن هذا لا يعني الاعتماد الكامل والدائم على الموقف الأميركي وعلى التعاون الأميركي مع قوات سوريا الديمقراطية، بل من المهم ممارسة السياسة الواقعية ومعرفة وحساب التطورات والمستجدات المستمرة بدقة، بهدف التعامل مع كل الاحتمالات والوصول بالتجربة إلى بر الأمان.
وقدمّ خليل قراءةً تحليلية للموقف الأميركي من الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وقال بأنه لا يعتقد أن واشنطن ستتخلى عن حلفائها في الإدارة، فهناك اعتقادٌ أميركي واضح بأهمية المنطقة، وأنها تشكل أهميةً استراتيجية لدى الولايات المتحدة، وأن الحلفاء هناك قاوموا «داعش» بكل بسالة وقدموا التضحيات وكانوا دائماً محل ثقة.
وطالب الباحث المصري الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سوريا بتحقيق نوعٍ من الحضور القوي داخل الولايات المتحدة بغية تعريف كافة الأطراف والشخصيات والمؤسسات الاعلامية وصنّاع القرار على قضية الإدارة وحربها الطويلة على «داعش»، وماهيّة التجربة الديمقراطية التشاركية وحضورالمكونات المختلفة. كما دعا أيضاً إلى أن تخصص الإدارة من أجل ذلك ميزانية محددة بغية شرح موقفها وتقديم تجربتها إلى كل الأطراف السياسية والاجتماعية والاكاديمية والاعلامية.
وركزّ خليل على ضرورة أن تعمل الإدارة الذاتية الديمقراطية على تذليل كافة العقبات التي تقف أمام مشاركة بعض المكونات وتشجيعها على المزيد من المشاركة في التجربة والانخراط فيها، موضحاً بأن دفاع المكونات الأخرى، وخاصةً المسيحية، عن التجربة في الغرب والولايات المتحدة يمنحها قوّةً ومصداقية كبيرة ويبدد بعض الاتهامات التي تطالها هنا وهناك. وأشار إلى أن الإدارة الذاتية، بتركيزها على الديمقراطية والتشاركية وعدم التمسك بالنزعات القومية الضيّقة، ستنجح في تقديم خطابٍ جديد وتجربة جديدة تستحق الدعم والمساندة والدفاع عنها، وهو ما يأمله هو شخصياً كصديق للإدارة والشعب الكردي ومدافع قوي عن حقوق كل المكونات الأصيلة والتاريخية في تلك المناطق، كما قال.
ولفت رئيس منتدى الحريات في واشنطن إلى سياسة الحرب والتوسع العسكري التي تمارسها الدولة التركية تحت حكم أردوغان، واصفاً هذه السياسة بأنها احتلالية استيطانية لأنها تهدف إلى التطهير العرقي عبر تهجير الشعب الكردي ومصادرة أملاكه وإحلال عناصر أخرى محله بغرض التغيير الديمغرافي وإزالة الوجود الكردي وممارسة سياسة تتريكٍ ممنهجة. وحذر من أن أردوغان سيزور الانتخابات المقبلة في تركيا لكي يبقى في السلطة، مبيّناً بأنه، مثله مثل غيره من قادة الإسلام السياسي، لن يترك السلطة عبر صناديق الاقتراع، إذ أنه يعتبر الوصول إلى السلطة عبر الديمقراطية مرّة واحدة حقاً يؤهله البقاء دائماً في الحكم رغماً عن الشعب الرافض له ولسياساته الكارثية. وذكر خليل أن الولايات المتحدة تعلم نوايا أردوغان، ولم تعد تثق به بسبب تحالفه مع الإسلام السياسي والجهاديين وحربه على الكرد والإدارة الذاتية، إضافةً إلى تحالفه مع روسيا وايران والخروج عن سياسة حلف الناتو في محاصرة كل من نظامي موسكو وطهران وتخفيف الحصار الدولي عليهما. واختتم منوهاً إلى أن الإدارة الأميركة والحزب الجمهوري والإعلام ومراكز الدراسات باتت تعي حقيقة سياسة أردوغان، وثمّة كراهية ورفض حياله واضح في الأوساط الأميركية، إذ لم يعد هناك سوى قلة قليلة تلتمس له الأعذار وتنصح بإقامة علاقاتٍ جيدة معه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد