طرابيشي: أركون كاتبٌ مغاضب، بعيد عن الهدوء التحليلي المعقلن

بدر الحمري

الكتابة بين الشعور واللاشعور

في مجالات الفكر يختلط على المُفكر – أحياناً – بين أن يكتب بعقلانية صارمة تميلُ إلى التحليل البرهاني أو المنطقي الحجاجي، وبالتالي يكون للوعي حضور إلى حدّ ما قوي في جلّ التفاصيل أو اللحظات الحاسمة التي تمرّ منها عملية الكتابة، ولا يترك مجال ما يترنح فيه اللاشعور ما دام يشكّلُ مقارنة مع الشعور ( الوعي ) منطقة أوسع كما أكد ذلك الطبيب وعالم النفس النمساوي سيغموند فرويد (1856- 1939). أو لعلّ المفكر/ الكاتب يستسلمُ لانفعالات اللاوعي وإغواءات رغباته أو شهواته أو صراعاته المكبوتة في أغوار النفس، تلك التي تحاول أن تطفو فوق الشعور رغماً عن أنف الشخص، فتظهر في كلماته أو مفاهيمه أو تراكيب لغته ومعانيها التي تتحجب من وراء الجمل، وهذا ما عبر عنه جاك لاكان بالآخر الذي كان يدلّ في مفردته Autre  ليس على الآخر فقط، بل على اللغة واللاشعور والجسم والمرأة والإله أيضاً، وسماها بـــالآخر الكبير تمييزاً عن autre – بالحرف الصغير مقابل حرف التاج الكبير في اللفظة الأولى- التي تفيد معنى الغير.

 من يقرأ شذرات حكماء اليونان الأوائل مثل هيراقليطس أو بارمنيدس يعرف أنّ الكتابة انطلقت من آفاق أسطورية وسرعان ما تعود إليها بين الحين والآخر، بل حتى اقتراح الشعر كمخرج ناجع لمشاكل الإنسانية كما أشار الفيلسوف الأمريكي ريتشارد رورتي (1931-2007) يعدّ في صورة من صوره اقتراح الأسطورة لما تحمله من دلالات شعرية، خيالية، ينصهر معها تعب الإنسان المعاصر واستيلابه لإرادته. لكن هل يعني رجوعنا إلى الأسطورة رجوعنا بالضرورة إلى الشفوي؟

رغم كل ما يمكنُ أن يقوله المؤرخ والفيلسوف الفرنسي جون بيير فيرنان عن الأسطورة  في معرض تحليله لإشكال الأسطورة والمجتمع في الإغريق القديمة ( ماسبيرو،1974) بحيث أكد أنّ الانتقال من التفكير الأسطوري إلى التفكير الفلسفي كان بمثابة انتقال من الشفوي إلى المكتوب أو إلى أنواع متعددة من الأدب المكتوب، بحيث لم يعد فيه « اللوغوس كلاماً فحسب، بل صارت له قيمة ذات معقولية برهانية، فأصبح في هذا المستوى، سواء من حيث الشكل أو المضمون، مقابلا لكلام الميثوس. فمن حيث الشكل، يقابله في التباعد بين البرهان القائم على الحجة وبين الحكي في السرد الأسطوري؛ ويقابله من حيث المضمون، في المسافة الفاصلة بين الكيانات المجردة لدى الفيلسوف وبين القوى الإلهية التي تحكي الأسطورة مغامراتها الدرامية » (ص: 199) وهكذا نستنتج أنّ كتابات المفكرين تبقى مشدودة بين العقلانية والانفعالية، بين الوعي واللاوعي، من ثمة ما نوع الكتابة التي قدمها محمد أركون لنا من وجهة نظر واحد من المفكرين الذين خبروا الكتابة ليس فقط بوصفها عملا عقلانياً تنويرياً بل وتحليلا نفسياً سيكولوجياً أيضاً وهو الفيلسوف جورج طرابيشي؟

كتابات أركون خطابية .. !

يرى جورج طرابيشي أن نوع الكتابة التي يقدمها لنا محمد أركون تعدّ خطاباً أكثر منها نصاً، أغلبها حوارات مع الغرب أو مواقف خطابية من الذات الشرقية التي تسكنه، فنحن لم نتجاوز بعد عتبة التفكير في النهضة وقيمها السياسية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فتبقى جلّ ( كتاباتنا ) عبارة عن خطابات وفقط، أو هي في أحسن الأحوال خطابات تحول إلى نصوص فيما بعد!

اللافت للنظر أن الخطابات / الحوارات تتدخلّ فيها أحياناً أحوال نفسية وتشف عن « مواقف ذاتية » يصعب كبحها دائماً، لذلك فإنّ الخطاب – الحوار  « أكثر آنفعالية وقابلية للتقلب، وأكثر تنوعاً في تضاريسه صعوداً وهبوطاً، اندفاعاً واتثاداً، من الاستوائية الرتيبة للنص الذي ينزع، بحكم التدخل الواعي لآلية الكتابة، إلى أن يتشكل مورفولوجياً بشكل السهل المنبسط ». وبما أن الخطاب هو قول ملفوظ يتوجه إلى اللذة، فإنّ ذلك يعني أنّ خطاب محمد أركون يتوجه إلى اللذة أيضاً، يؤثر في المخاطب بطريقة سحرية .. بينما النصّ المكتوب – الذي تميّز به مشروعه – محمد أركون – أيضاً – يشتغل في مستوى آخر، إذ يتوجه إلى الفكر الناقد الذي يمتلكه المتلقي، لينتقد وضعه المزري وتخلفه الحضاري عن صيرورة الحضارات المعاصرة.

طرابيشي وأركون .. مواجهة على أرض التنوير

من المعلوم أن جورج طرابيشي وجه سهامه الناقد لأكثر من مفكر، لكن النقد العنيف الذي خصّ به محمد أركون يعدّ لافتاً حقاً؛ فالرجل لا يتريث في مهاجمته بشتى أنواع الأساليب البلاغية التي تصفه بالفشل، والوساطة ( بمعناها السلبي طبعاً ) والعصابية، والغضبية .. وهذه كلها مفاهيم تندرج تحت راية الحرب الضروس الدائرة بين التيارات الفكرية النهضوية على أرض التنويرية وبأدواتها الأصيلة والموروثة عن قراءات مفكرين نهضويين غربيين ومفكرين ثوريين قدموا نقداً جذرياً للفكر الغربي وثقافته، من أمثل: نيتشه، فرويد وماركس.

 يقول جورج طرابيشي عن محمد أركون في خطاب ناقد لمشروعه لا يخلو من دلالات الفشل: « بعد نحو عشرة كتب وربع قرن من النشاط الكتابي، قد فشل في المهمة الأساسية التي تنذر نفسه لها « كوسيط بين الفكر الإسلامي والفكر الأوروبي ». فأركون لم يعجز فقط عن تغيير نظرة الغرب ‘الثابتة’، ‘اللامتغيرة’ إلى الإسلام، وهي نظرة ‘من فوق’ و’ذات طابع احتقاري’، بل هو قد عجز حتى عن تغيير نظرة الغربيين إلى نفسه كمثقف مسلم مضى إلى أبعد مدى يمكنُ المضي إليه بالنسبة إلى من هو في وضعه من المثقفين المسلمين في تبني المنهجية العلمية الغربية وفي تطبيقها على التراث الإسلامي ».

 لكن هل فشل محمد أركون في مشروعه التجديدي للفكر الديني فعلا؟ وهل يعدّ محمد أركون مسؤولا عن عدم تغيير نظرة الغرب إلى المسلمين؟ وهل فعلا الغرب – والمقصود كلّ الغرب – لم يعترف بأعمال محمد أركون بوصفه المفكر المسلم القادم من الشرق؟ أم إنّ هذا الفشل تتحمل مسؤوليته فشل المشروع اليساري- النهضوي الواعد بالعدالة والأيديولوجيا الإسلاموية التي تأكل رزق الناس وتسب ملتهم؟ وماذا عن التطرف العنيف الذي مزق رقعة إمكانات السلام العالمي والداعمون له في الشرق والغرب، أليس له تأثيرات مباشر وغير مباشرة على مجهودات المفكرين التنويريين في كلّ مكان، أي ليس فقط في الغرب بل في الشرق أيضاً؟ ومن هـو المسلم في عالم متغير، بله المفكر المسلم، في عالم يعج بالنظريات والصراعات والفوارق والصيرورات المعرفية الثائرة في وجه التقليد والبلادة والهويات والسُّلحفانية إن جاز لنا التعبير، حتى المجتمعات المحسوبة على الإسلامية لم تقبل الفقهاء الجدد، وعُدَّت التاريخانية في فهم النص الديني أو الدراسات التحليلية للخطاب الديني مثلا من المحرمات الثقافية الرِّجْسِية التي لا يقربها ‘المؤمنون’ وقصة تكفير فرج فودة ونصر حامد أبو زيد وغيرهما مشهورة في هذا الباب. أليست الإسلاموية هي التي تشجع من يثق فيها على رفض الآخر المختلف بثقافته ودينه وهويته، ويقسمون المواطنين إلى مسلمين وكافرين، فلم تكتفي بتسييس الدين فقط، بل عملت تلك الجماعات الإسلاموية على تسييس الحياة برمتها غير آبهة بالنتائج الداعشية التي يمكنُ أن تنتجم عن تسييس دين سماوي كالإسلام، ورؤية الحياة في الغرب أو الشرق أنهما يتحركان بسلوك شاذ عن المألوف والقانوني والعادل والديمقراطي الذي يضمنُ كرامة المواطن، وهي كلها أمور على درجة عالية من التعقيد، بل لا يمكنُ الإحاطة بجميع جوانبها بسهولة ما دامت تلك الجماعات لها نقص سياسي وأخلاقي في تعاملها مع ضعاف البشرية، والمرأة، وحقوق الإنسان، وقيم السلام والتعايش والتسامح .. وما دام الأمر كذلك فإنّ الغرب – وليس كل الغرب – لا ير في صورة المثقف الموصوف بالمسلم إلاّ ضمير الغائب كما قال محمد أركون، والبعيد كل البعد عن صناعة التنوير.

ذكر المحاسن والمساوئ عمل ضروري من أجل تجاوز الثاني وتطوير الأول، والنظر إليهما بوصفهما من صيرورات الفكر التنويري الناقد الذي يجدد من نفسه من خلالهما، أما إعدام عمل ما لأنه لم ينجح ( كلية ) فهذا أمر مجانب للصواب؛ وهكذا ففي كل تقليد للغير تجديد في آلية ما حتى تنضج الذات في إبداعاتها وشروط وجدودها وتحررها من ربقة التقليد وتقليد التقليد أيضاً.

محمد أركون وفخُّ سلمان رشدي!

يرى جورج طرابيشي أنّ انفعال محمد أركون في حوراراته مع المثقف الغربي خاصة، هو آنفعال المُغاضب بعيد كل البعد عن الهدوء التحليلي المعقلن؛ ففي كتابه من « النهضة إلى الردة » وقف جوروج كثيراً عند هذه الانفعالات بين أسطر محمد أركون التي كتبها غذاة نقده لسلمان رشدي صاحب رواية ‘آيات شيطانية’ في 15 مارس 1989؛ فقد كتب الرجل في صحيفة لوموند الفرنسية مقالة حوله، أثارت لغطاً كبيراً، وعلى حد تعبير جورج طرابيشي جعلت هذه الردود الناقدة للمقالة أركون أسير « شعور حقيقي بالاضطهاد » وهذا ليس عمل الفيلسوف بالضرورة كما نرى إنما هو عمل المحلل النفسي الذكيّ، لماذا الاضطهاد، لأنّ الغرب آعتبره – أي محمد أركون – أصولياً متطرفاً، ونظر إليه بوصفه مثقف مسلم كواحد من بني جلدته المسلمين الأصوليين؛ ولا يكتم أركون هذه الهجمات كما قال، بل أشعرته « بالنبذ والاستبعاد، وهي تشبه الحالة التي يعيشها اليهود والمسيحيون في أرض الإسلام عندما تطبق عليهم مكانة الذمي أو المحمي ». هذه الانفعالات التي اقتنصها جورج طرابيشي بسهولة شديدة وفسر بها خطاب محمد أركون سيكولوجياً ليستنتج منها ما رآه اضطهاداً، كيف لا يكون كذلك وهو العارف بخبايا اللاشعور، كما أنه قد تدرب في كثير من الأوراش البحثية مثل ترجمته لنصوص عديدة للمحلل النفسي النمساوي سيغموند فرويد، فضلا عن دراسته للرواية العربية من منظور التحليل النفسي.

إنّ جورج طرابشي ولشدة تنبهه لما يكتبه أركون محمد وصف الحالة التي كتب فيها ما سبق – ومقاطع أخرى ذكرها في كتابه « من الردة إلى النهضة »- بأنها نرفزة جعلته يتبنى أطروحات صارت من كثرة تكرارها بأقلام السلفيين والأصوليين، من « سقط المتاع » المشاع الذي تنتفي فيه صفة الإبداع الشخصي. بمعنى آخر لقد واجه محمد أركون نقد المثقفين الفرنسيين له بصفة خاصة بعد موقفه من سلمان رشيدي بخطاب هَوَوِيّ مُتعصِّب لا يقلّ من حيث نقده من قيمة الخطابات السلفية والأصولية المغلقة التي تمتح من تاريخها .. العنيف! وهنا تكمن خطورة تلك الردود التي تعكس من جهة ثانية موقع المثقفين الغربين ونظرتهم لمثقف قادم من الشرق.

« سوء التفهم » .. أم سوء الحلول السَّلفية؟

هل يمكن أن يكون محمد أركون سقط – أمام الغرب – في « سوء التفهم » الكبير أم أن الحلول التي آقترحها وردود الأفعال التي بينها لم تكن ناجعة لتجسير التعاون من مثقف يفترض فيه أن يكون شعلة أو حلقة وصل رصينة بين الشرق والغرب؟

يرى جوروج طرابيشي أن دعوة محمد أركون إلى إسلام النبوة أو ما يسميه بالإسلام الأول أو إسلام الصفاء الأول في مرحلته الكلاسيكية الذهبية وليس الموروث والسائد اليوم، يمكنُ أن تسقط محمد أركون في فخ « سوء التفهم » أو على الأقل إنها دعوة قمينة بأن تفتح معبراً إلى « سوء التفهم ». لكن أليست هذه دعوة سلفية بشيء من التحفظ؟

نحن نعلم أن محمد أركون تنويري وليس من دعاة القطيعة كما هو الحال عند عبد الله العروي ( أنظر كتابه « مفهوم العقل » حيث شرح القطيعة مع التراث أو الماضي بفعل « طي الصفحة » ) كما أنه ليس من نفاة الحداثة الغربية كما يفعل أغلب السلفيين، ولكن ‘ في الوقت الذي يحرص فيه على توكيد التضامن بين المعياريتين ( يقصد هنا معيار الاصلاح من داخل الإسلام ورفضه لمعيار الاصلاح من خارجه ) وعلى تعزيز أحدهما بالأخرى توفيراً لأقصى حد من الضمانات لنجاح أي مشروع لـــ’نقد العقل الإسلامي’، فإنه يترك الباب مشقوقاً أمام احتمالات سوء التفهم وذلك بقدر ما يوحي لقارئه بأنّ المطلوب، في مواجهة الانحطاط الحالي للمجتمعات الإسلامية، العودة إلى ‘الإسلام في عظمته الأولى‘. ص138. والواقع أنّ سوء التفهم وارد جداً، وكيف لا يكون كذلك وقد عاش العقل الإسلامي أزمات متعددة جعلته يغلق على نفسه فرصة التجديد اللاهوتي، هذا الانغلاق المتشدد تجاه حركة التاريخ  كافية في أن تبين لك هذا التخبط الحضاري الذي يعيشه الفرد – المسلم اليوم حتى لو كان من الطبقة العالمة أو المثقفة ولكنها تفكر بعقلية رجعية خانعة أمام نصوص حرفت فهم الناس للقرآن مثلا. إذن « سوء التفهم » لا يكون نابعاً من الغير- الغرب فقط، بل يكون من جلدتنا وهويتنا وفكرنا الرافض لأي تجديد، إنها معضلتنا تجاه أنفسنا وأمام الغير، وإذا لم نفهم حركة التاريخ فإن عجلة الانحطاط ستمضي في رجعيتها، وبمقابل ذلك هناك عجلة الحضارة التي تتقدم بأهلها نحو الأمام، والهوة بيننا وبينهم تزداد كل ساعة بُعداً .. وجِراحاً.

ازدواجية خطاب محمد أركون

رغم العمل الكبير الذي قام به محمد أركون في نقد توجهه الفكري والتنويري ومجابهة التفكير الغربي عموماً، إلاّ أنه لم يسلم من وصف جورج طرابيشي بأن خطابه يصدر عن ازدواجية؛ ففي كتاب أركون « الإسلام، أوروبا، الغرب: رهانات المعنى وإرادات الهيمنة، دار الساقي، بيروت، 1995 » يلحظ جورج طرابيشي هذه الازدواجية الصارخة مستشهداً ومعلقاً على كلامه حيث يقول: إن « أركون هو من يشير إلى هذه الازدواجية بقوله: « إني في هذا الكتاب أتوجه إلى الجمهور الأوروبي، ولو توجهت إلى الجمهور الإسلامي لتغيرت لهجتي إلى حد كبير » ( ص: 179). والحال أنه، مع ترجمة الكتاب إلى العربية، تغير الجمهور بدون أن تتغير اللهجة. ومن هنا شعور القارئ الذي هو مثلي بأن أركون يسدد ضرباته في غير محلها، ويخدم تكتيكياً استراتيجية هي غير استراتيجيته. ولعل هذا ما أرهص به مترجمه وحدا به إلى أن يجري معه بالعربية، وبرسم القارئ العربي، حواراً استلحاقياً » ( من النهضة إلى الردة، ص: 142). وإن كنا نرى أنّ هذه الازدواجية ليست مسألة حوار بين شرق وغرب، أو بين مسلم وغير مسلم، بل إنها ازدواجية نابعة من الشرخ الذي يحدث أمام صدمة الحداثة بتعبير محمد سبيلا، أو ازدواجية تكادُ تعجزنا بأي لسان نحسنُ التعبير عن ذواتنا، وقد أحسن جورج طرابيشي عندما وضع ملاحظاته على جرح العقل الإسلامي وبين أنّ النرفزة و( المُغَاضِبية ) يمكنهما أن ينتجا فكراً في أزمة لا يحسنُ الحوار مع الغير، وبالتالي رؤيته غير صافية تماماً .. ما عدا بعض الحالات النادرة !

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد