سيروان بارزاني: أردوغان سيستخدم المنطقة العازلة لطرد الأكراد كما فعل في عفرين

 

جينيفر جلاس || الجزيرة

يشكل زوج من العربات المدرعة المتوقفة في أحد أركان مقر قوات البيشمركة في شمال العراق، تذكرة صارخة بالتهديد الذي مثَّله “داعش” في المنطقة.
قائد قوات البشمركة الكردستاني الجنرال سيروان بارزاني، يقول: “لقد كانوا مدججين بالسلاح وبالمتفجرات عندما اعتقلناهم”، بينما كان يتحدث عن المعركة التي خاضتها قواته قبل عامين ضد “داعش”.
وصل مقاتلو تنظيم “داعش” إلى مسافة 25 كلم من أربيل، عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق، قبل أن تستعيد قوات البيشمركة اليد العليا في المعارك المستمرة، واستعادت السيطرة على البلدات في المنطقة من 2014 إلى 2016.وفي الوقت الذي تم فيه طرد “داعش” من الموصل وغيرها من البلدات والقرى في شمال العراق، فإنهم ما زالوا نشطين في المنطقة، حسب “بارزاني”.
يقع الخط الأمامي الحالي لقوات البيشمركة التي يديرها الأكراد على طول التلال الشمالية التي تمتد من بلدة مخمور على بعد حوالي 65 كم جنوب غرب أربيل إلى غوير، حيث يختبئ مقاتلو “داعش” في الكهوف وعلى التلال شديدة الانحدار، حسبما قال بارزاني، الذي أكد أن هذه التضاريس هي التي تصعب عملية طردهم.
وقال بارزاني إن عملية عسكرية في العام الماضي لتخليص المنطقة من “داعش” لم تنجح إلا جزئيا. وألقى باللوم على القيود التي فرضها على خطته القتالية، مسؤولون عراقيون والولايات المتحدة وقوات التحالف.يقول بارزاني إن هناك جيوب أخرى من مقاتلي داعش في جنوب وغرب خطوط البيشمركة الأمامية، لكن المناطق العراقية تسيطر عليها القوات العراقية، لذلك لا يوجد شيء يمكنه القيام به حيالهم.هناك تعاون غير مستقر بين الجيش العراقي والبيشمركة التي يديرها الأكراد. عملوا معاً ضد عدوهم المشترك، داعش، لكن العلاقات توترت في أكتوبر/تشرين الأول 2017 عندما استعادت القوات العراقية المدعومة من الميليشيات الإيرانية السيطرة على كركوك الغنية بالنفط ومناطق أخرى متنازع عليها، كانت القوات الكردية قد احتفظت بها منذ عام 2014.وجاء الهجوم العراقي في أعقاب الاستفتاء الكردي على الاستقلال، الذي وصفته القيادة العراقية في “بغداد” وكثير من بقية العالم بأنه “غير قانوني”.
لم تفعل الولايات المتحدة، الحليف القديم للأكراد العراقيين، أي شيء لوقف تقدم الجيش العراقي.مع إعلان إدارة “ترامب” عن الانسحاب الأمريكي من سوريا، قال “بارزاني” إنه قلق من أن تتخلى الولايات المتحدة عن الأكراد السوريين، الذين كانوا ضروريين في القتال ضد داعش.
وقال الميجور جنرال جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة: “من المهم جداً أن تبقى الولايات المتحدة في كل من العراق وسوريا وتواصل لعب الدور القيادي في التحالف العالمي ضد داعش”.نفى “ياور” عمل البيشمركة العراقية مع نظرائهم السوريين، والتي غالبا ما يطلق عليهم “بيشمركة روچ آڤا”، نسبة إلى المنطقة الكردية في شرق سوريا.
وقال ياور: “كقوات البيشمركة، ليس لدينا أي صلة مع روج آفا أو أي تدخل من أي نوع. بالنسبة إلينا، إنها مسألة بلد آخر، سوريا، وليس لدينا يد في أي منها”.وقال إن البيشمركة العراقية قاتلت داخل سوريا مرة واحدة فقط.
وقال “ياور” لقناة “الجزيرة”: “خلال هجوم داعش على كوباني، طُلب منا بشكل رسمي إرسال تعزيزات قمنا بها بالتنسيق من قوات التحالف، وبقيت البيشمركة هناك لمدة عام”.
وقال “بارزاني” إن ذلك سيجبر المقاتلين الأكراد السوريين، الذين كانوا حتى الآن متحالفين مع الولايات المتحدة، على عقد صفقة مع “دمشق”.
وقال بارزاني: “المقاتلون الذين سيذهبون إلى (الرئيس السوري بشار الأسد) سيكون لديهم اتفاق معه بالطبع.. هذا واضح جدا”. وقد يؤدي إعلان الولايات المتحدة، الذي جاء مفاجأة لحلفائها، إلى تقويض أي أفضليات كانت قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، في التفاوض مع “الأسد”.
اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إقامة منطقة آمنة على الحدود، ولا توجد تفاصيل بعد عن المسؤول عن المنطقة الآمنة، لكن “أردوغان” قال إنه سيقيمها بنفسه إذا لم يحصل على دعم دولي.
وقال بارزاني إن أردوغان سيستخدم المنطقة العازلة في طرد الاكراد، كما فعلوا في بلدة “عفرين” السورية الكردية في مارس الماضي.
وقال بارزاني: “إذا كان المقاتلون الذين ينتمون إلى تركيا والإرهابيين الذين ينتمون إلى أردوغان سيكونون هناك، فإنهم سيقاتلون من أجل الأرض. إنها ليست منطقة آمنة، إنها منطقة حرب”.
من ناحية أخرى، قال السياسيون الأكراد إنهم قلقون من أن أي تقدم تركي في سوريا يمكن أن يتسبب في تدفق مزيد من اللاجئين إلى المنطقة الكردية في العراق، التي تستضيف حالياً حوالي 250،000 شخص. ويشيرون إلى أن “المنطقة الأمنية” لـ”أردوغان” تشمل جميع المناطق الكردية شرقي الفرات، وأن الانسحاب الأمريكي سيعتبر هزيمة في نظر حلفاء سوريا روسيا وإيران.
وتقول قوات البيشمركة إن أكثر الحجج إقناعا بالنسبة للولايات المتحدة للإبقاء على قواتها في سوريا، هي استمرار وجود تنظيم “داعش” في المنطقة.”بالنسبة إلينا، البيشمركة، داعش لم تنته بعد. فهم ما زالوا ينفذون أعمالاً إرهابية خاصة في المناطق المسماة بالأراضي المتنازع عليها في كركوك وديالى وصلاح الدين ومخمور وحول الموصل. إنهم ينفذون هجمات يومية وقد ازدادت قوتهم”، بحسب ما قال ياور.
“حتى قوات سوريا الديمقراطية تقول إن القوات الأمريكية يجب أن تبقى. داعش لا تزال منظمة إرهابية عالمية. ربما فقد التنظيم السيطرة على الأرض وفقد الخلافة، لكنه لا يزال موجودا ولا يزال خطرا”.
ترجمة: المركز الكردي للدراسات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد