أمريكي خمسيني عقب انضمامه إلى “أسود روج أفا”: “الله دعاني لمقاتلة داعش”!

توم ويكي وتيم ماكفارلان

“الله دعاني كي أقاتل داعش”: رجل الأمواج ترك عمله في الرياضة المائية ليصبح صياداً مجاهداً ضمن الحرب الكردية ضد المتطرفين في سورية. مجموعة المقاتلين الأجانب هي جزء من وحدات حماية الشعب، التي تعرف باسم الـ YPG، و تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية”. هو من شاطئ النخيل غرب فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية، ويعيش في زينكيودو، كوستاريكا، مشاهدته للمحنة التي حلت بالإيزيديين، دفعته إلى حمل السلاح ضد التنظيم الإرهابي.أنضم، الجد الأمريكي، إلى القتال بجانب الكرد ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، تاركاً حياته المسالمة، كمدرب لرياضة ركوب الأمواج في كوستاريكا، ليستخدم ببراعة الكلاشينكوف في قتاله ضد الجهاديين.

 خلال مقابلة مع موقع (MailOnline) قال دين باركر، الذي لا يملك خبرات عسكرية سابقة، بأنه، سَمِعَ “دعوة من الله”، ليحملَ السلاح بعد مشاهدته لتقريرٍ تلفزيوني مؤثر جداً، حول المحنة التي أصابت المكون الإيزيدي المحاصر على قمة جبل سنجار، من قبل مقاتلي “الدولة الإسلامية”.بعد مغادرته إلى سورية، انضم المواطن الأمريكي، الذي ينحدر من فلوريدا، إلى “الأسود في روج أفا”، وهؤلاء هم مجموعة مشهورة من المقاتلين الأجانب، وهم جزء من وحدات حماية الشعب، المعروفة باسم الـ(YPG). دين باركر، 49 سنة، بدل عمله من مدرب رياضي في مدينة زان كيودو المذهلة في كوستاريكا، ليتدرب في خط المجابهة، خلال الحرب ضد مجموعات “داعش” الإرهابية.

المتطوع الأمريكي، قال لـ(MailOnline) بأنه عندما هاجم تنظيم “الدولة الإسلامية”، الأيزيديين، الذين هربوا إلى الجبل، قامت مروحية عراقية بداخلها صُحفي غربي بإلقاء المياه للمحاصرين، وأضاف باركر، بأن الأطفال والنساء اندفعوا باتجاه الطائرة وبدأوا يتجمعون بداخلها، في تلك اللحظة قام المصور بتصوير تلك المرأة التي تحمل أبنها البالغ 10 أو 11 عاماً، الذي على ما يبدوا كان يلبس لباسه المدرسي، الأم كانت تبكي، والطفل كان ينظر إلى الكاميرا بخوف شديد، “تلك النظرة الموجودة في عيني ذلك الطفل غمرتني بانفعالات وعواطف لم يسبق أن شَعرتُ بها”، ويضيف المدرب الرياضي، “أصبحت ضعيفاً بدنياً، وكنت أبكي لاإرادياً، هذه الحالة لم أعاني منها سابقاً، عَرِفتُ بأنه علي الذهاب، وحتى قبل الوصول إلى روج أفا، بشهر ، لم أشك قطعياً في قراري”.بالنسبة لـ باركر، كانت لحظة “تغير الحياة أو مصيرية”، فخلال وهلة من الزمن اتخذ قرار المغادرة تاركاً خلفه عائلته وأصدقائه، حتى أنه ترك كلبه الألماني الذي يحبه، جريتشين، للذهاب إلى روج أفا من أجل القتال. في الثامن والعشرين من تشرين الأول، سافر باركر من اسطنبول، إلى إقليم كردستان العراق، حتى بعد وصوله بـ 5 أيام لم يقم بإعلان ذلك للمقربين له، في الثاني من تشرين الثاني، أعلن ذهابه إلى روج أفا عبر الفيس بوك الخاص به. وحسبما قال المدرب الرياضي، لـ( MailOnline) بأنه تريث قبل إخبار عائلته، لأنه أراد أن يتأكد من صحة قراره بالانضمام إلى المعركة.

 باركر أفصح عبر الفيس بوك بأنه ذهب إلى روج أفا، وهي منطقة سورية تقع على الحدود التركية، وأضاف أنه بدأ بتلقي التدريبات مع المقاتلين الكرد هناك، حيث تقوم وحدات حماية الشعب(YPG) بتدريبه، فإذا أتم التدريبات، فإنه سينضم للقتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.ويقول باركر، بأن السبيل الوحيد لتوضيح ما فعله هو أنه سمع “دعوة من الله” ، ويضيف “الكرد هم الشعب الأكثر إذهالاً، لذا أنا سعيد جداً”. ويكمل باركر، “أنا لست كثير الكلام، إلا أنني أحبكم يا أصدقائي، أنا في أيدي آمنة”.

 منذ ذلك الحين، يكمل المدرب الرياضي تدريباته العسكرية ويفعل ما بوسعه لتعلم اللغة الكردية. ويستمر دين، بأنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من المقاتلين الآخرين، والعديد من الكرد يتحدثون الإنكليزية إلى حد ما، ويضيف بأن معظمهم أي المقاتلين يتحدث لغتين، و آخرين يعرفون أكثر. كما أشار باركر بأن سفره حول العالم لعدة سنوات، وتلقيه التدريبات العسكرية الدفاعية، أكسبته ما سماه “قوة عقلية”.وأصرَ المدرب الرياضي أيضاَ، بأن وحدات حماية الشعب (YPG) حريصة، فهي لم تدفعه مباشرة إلى المعارك العنيفة، لكنهم قاموا بتدريبه في الخطوط الخلفية المنعزلة عن خط النار. وأضاف قائلاً، أنا في أيدي أمينة، فالمقاتلون الماهرون هم من يذهب إلى خطوط القتال الحقيقية. ويقول باركر، فيما بعد “ربما” سأستقر هنا، فالكرد هم الشعب الأكثر لطفاً واحتراماً، بين الشعوب التي اجتمعت بها، ويكمل، “نحن الآن عائلة واحدة، أنا فخور جداً لكوني هنا”.

 لكن، سعياً وراء كل الحماس والإثارة في حياته الجديدة كجندي مقاتل، قَيِلَ باركر، التخلي عن هوايته المفضلة، وهي “ركوب الأمواج”. حيث قال بأنه “سوف يركب الأمواج دائماً”، مضيفاً بأنه تعهد لنفسه بأنه سوف يذهب ليمارس رياضته في البحر الأسود عند هزيمة تنظيم “داعش” . على الرغم من قرار باركر، المحير ظاهرياً، أبدى العديد من أصدقاءه وأفراد عائلته، دعمهم لقراره على وسائل التواصل الاجتماعي، فعندما نشر باركر عدد من الصور على الفيس بوك، حيث يظهر فيها واقفاً مع بعض الأشخاص بالقرب من قلعة هولير، عاصمة إقليم كردستان، مصوباً بالبندقية، وكانت علامات الاسترخاء بادية عليه، كتب أحدهم قائلاً، “لا أستطيع أن أصف لك كم هو جيد أن أراك قوياً وبصحة جيدة”، وكتب أخر، عزمك على إحداث تأثير مباشر، يظهر حنانك ومنزلتك الرفيعة، عائلتك وأصدقائك فخورون جداً بك”.، ويضيف أخر “أنت بطلنا، أبقى قوياً، وحافظ على صحتك، وابقى متواضعاً، ودافع عن نفسك عند الضرورة”.

تنظيم “الدولة الإسلامية”، أظهر صورة وحشيةَ عن نفسه سواء ضمن المعارك أو خارجها، وخاصة عند التعامل مع الأجانب، حيث قام التنظيم بنشر مقاطع متتالية، تظهرُ فيها عملية قتل كل من الصحفيين، جيمس فولي، و ستيفن ستلوف، بالإضافة إلى مقاطع تظهر فيها عملية قتل عمال الإغاثة، الأمريكي بيتر كاسيغ، والبريطانيين، دافيد هانس، و الان هينين. بالرغم من ذلك دين باركر، قال بأنه مرتاح حول مستقبله، وأدعى بأنه سيبقى ويقاتل تنظيم “داعش”، حتى يخرج من الأراضي الكردية، وأضاف باركر بأن ذلك قد يستغرق أكثر من سنتين.إنهم يطلقون على أنفسهم أسم “أسُود روج أفا”، ويتفاخرون بالقول “عش أسداً ليومٍ واحدا ولا تكن جباناً أبدَ الدهرْ”. أنهم المقاتلون الأجانب الذين سافروا إلى سورية، ليس من أجل الجهاد، بل من أجل الانضمام إلى الكرد الذين يدافعون عن شعبهم ضد تقدم تنظيم “داعش”.

فكما يسافر المئات من الشباب الأوروبي، للقتال إلى جانب تنظيم “الدولة الإسلامية” الراديكالي، هنالك أعداد متزايدة تسافر الآن للقتال مع الكرد، العدو المعروف لـ “داعش”. جوردان ماتسون، جندي أمريكي سابق، يقاتل حالياً مع وحدات حماية الشعب الكردية(YPG) يقوم ماتسون بإدارة صفحة الفيس بوك الخاصة بـ “أسُود روج أفا”، ويطلب على نحو مفتوح، متطوعين للسفر من أجل الانضمام والقتال.كما تم سحب العديد من المتطوعين الأجانب في تنظيم “الدولة الإسلامية”، من صفوف الشباب المسلم السني المنتشرين حول العالم، حصل ذلك مع متطوعي قوات الـ(YPG) الأوائل، الذين تم سحبهم عن طريق الكرد المنتشرين.

 خلال شهر أب الفائت، قرر مصفف شعر من جنوب لندن، أن يكون أول بريطاني يسافر ليقاتل جنباً إلى جنب مع القوات الكردية. كما سافرت الأم الكردية الأصل، واسمها كوردا وهي من كرويدن، 26 عاماً، سافرت إلى العراق لتنضم إلى قوات البيشمركة، لمحاولة إيقاف التقدم السريع لتنظيم “الدولة الإسلامية”. منذ ذلك الوقت، آخرون، ألْهِمُوا لحمل السلاح ضد تنظيم “داعش”، تضمن ذلك الزميلين والجنديين البريطانيين، جيمس هيوز، 26 ربيعاً، من مدينة مالفرين، وجيمي ريد، 24 عاماً، من مدينة كارلز.شهر تشرين الثاني الفائت، أُبُلغ عن أحد الجنود الحاليين في البحرية البريطانية، والذي تم استجوابه من قبل الشرطة التي شكت في أمره، بأنه كان يسافر للقتال مع الميليشيات الكردية أثناء إجازاته.

فالجندي الذي يبلغ من العمر، 22 عاماً، ويخدم في قوات المغاوير التابعة للبحرية الملكية، تم استجوابه، بعد أن حضّر نفسه للسفر بوجهة واحدة من كاليفورنيا إلى تركيا، عندها أصبح مشكوك في أمره بأنه على تواصل مع المجموعات الكردية المقاتلة.ووفقاً للتقرير أيضاً سافرت امرأتان وانضمتا للقتال مع الكرد، إحداهن، كندية الجنسية يهودية الأصل تدعى جيل روسيبرغ، 31 عاماً، والأخرى دنماركية الجنسية كردية الأصل وتدعى جوانا بالاني، 20 عاماً، ربما هُنَ أُلْهِمْنَ بصور المقاتلات الكرديات المرابطات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي. لعله المكان الوحيد في العالم الذي تقاتل فيه المرأة في الخطوط الأمامية خلال النزاع المسلح. هنالك أيضاً ادعاءات، بسفر أعداد من مجموعة “راكبي الدراجات الأوروبية”، إلى سورية، ومساعدتهم في دعم المقاومة هناك.

 قياديون من “قاعدة كولن”، التابعة لـ نادي “إمبراطورية الدراجات النارية المتوسطة”، التي لها علاقات قوية مع الكرد، نشرت بعض الصور لراكبي الدراجات الألمان التابعين لها، وهم يقفون في المدينة وبعضهم يحمل الأسلحة. جاءت الأنباء بعد أيام فقط من سفر ثلاثة من راكبي الدراجات الهولنديين سيئي الصيت، بعد أن قالوا بأنهم لم يقترفوا أي جريمة بسفرهم إلى كوباني، للانضمام والقتال ضد تنظيم “داعش”.

* موقع (MailOnline) الأميركي.

ترجمة: المركز الكردي للدراسات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد