فدات كورشون
الدولة التركية ومنذ تأسيسها وهي تقمع كل الشعوب والفئات التي تعارض سياساتها الإنكارية الشمولية، بل ومارست المذابح الكبرى والمجازر بحق هذه الشعوب، كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا. وبهذه الطريقة الوحشية فإن الدولة روضت هذه الشعوب، وخلقت في نفسها ذعرا وخوفا كبيرا من الانتقام والقتل، فباتت لا تجرؤ على رفع صوتها مخافة التصفية والعقاب. ورغم المجاز، ولكي تنتقم الدولة التركية من الشعب الكردي، عمدت في الفترة الأخيرة إلى دعم جيوش الظلام من المتوحشين المجرمين في “داعش”، وأطلقتهم في حرب مسعورة على مناطق روج آفا.
لكن الإرهابيين لن ينجحوا في مساعيهم وسيتمكن الكرد من دحرهم، لأن الكرد الآن يسيرون وفق منهجية الأمة الديمقراطية التي وضعها القائد عبد الله اوجلان، ولديهم مقومات الصمود والمقاومة والبناء في نفس الوقت. أوضاع الكرد في شمال كردستان وتركيا تؤثر فيها بشكل كبير المقاومة في غرب كردستان. هناك مقاومة ديمقراطية وصراع للمشروع الديمقراطي القائم على اخوة الشعوب في تركيا. منذ تأسيس حزب اخوة الشعوب الديمقراطية ( HDP) وحتى الآن شهدت المنطقة تغيرات كثيرة. الدولة التركية وأحزابها يقاومون هذا الحزب لأنهم يخافون من نجاحه وتجذره ضمن الشعوب في تركيا ونشره لثقافة الديمقراطية الحقيقية، وهذا يثبت بأن عمل ونضال هذا الحزب يسير في الطريق الصحيح.
مرشح الحزب صلاح الدين دمرتاش يطرح برنامجا إصلاحيا ديمقراطيا موجها لكل الفئات والشعوب في تركيا. لذلك استقبلت قطاعات كبيرة من الجماهير هذا البرنامج بفرحة واحترام. وهذا يٌظهر مدى غياب الحقائق أو تغييبها عن الجماهير في هذا البلد.من أجل استمرار هذا النفس الديمقراطي الجديد يجب دعم دمرتاش في الانتخابات لكي يحصل على اكبر نسبة ممكنة من الأصوات. كل صوت يحصل عليه دمرتاش يعني أن الحياة الحرة الجديدة بقيادة الشعب الكردي وحركته التحررية قد أصبحت اقرب إلى التطبيق والظهور.