مركز الأمن الأمريكي الجديد: تهديدات “أردوغان” لـ”قسد” بمثابة “خدمة كبيرة” لإحياء “داعش”

نيكولاس هيريس

بالأمس، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، ما يمثل اختبارًا رئيسيًا جديداً لفريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سوريا. ويسعى الفريق بقيادة الدبلوماسي المخضرم السفير جيمس جيفري إلى تحقيق اتفاق أمريكي تركي في سوريا يدعم كلاهما بموجبه بناء الاستقرار في فترة ما بعد “داعش” من خلال قوات سوريا الديمقراطية، ويخفف مخاوف تركيا من حزب العمال الكردستاني الذي تتهمه تركيا بارتباطه بقوات سوريا الديمقراطية، وأنه يسعى إلى بناء ملاذ آمن لشن هجمات من سوريا على تركيا.

.

إن إعلان أردوغان، الذي جاء بعد أيام قليلة من زيارة السفير “جيفري” لتركيا، هو صفعة في وجه الجهود الأمريكية لإيجاد حل لحدة التوترات مع حليفتها في الناتو (تركيا)، وقوات سوريا الديمقراطية، التي هي أقرب شريك أمريكي في سوريا، والتي تمثل الوكيل المحلي الأكثر فعالية للولايات المتحدة في العصر الحديث. وقد ركز الجهد الأمريكي تحت قيادة “جيفري” على السعي بشكل صحيح إلى بناء عملية حاسمة ولكن لا رجعة فيها، لتقاسم السلطة بين قوات سوريا الديمقراطية والسوريين المدعومين من تركيا في المناطق المتنازع عليها والتي كانت موضع اهتمام لـ”داعش” وتركيا، مثل منبج.

على مدار العام الماضي، قام الرئيس التركي “أردوغان” باعتماد تصريحاته حول إنشاء “منطقة آمنة” في مناطق شرق الفرات على طول الحدود السورية التركية. وفي حال تنفيذ تهديداته هذه المرة، فمن المرجح أن هذا سيؤدي إلى انهيار قوات سوريا الديمقراطية، وبهذا سيكون قد قدم خدمة كبيرة لـ”داعش” للعودة للحياة، الأمر الذي سيشكل بدوره تهديداً لسياسة إدارة “ترامب” في سوريا. تصريح “أردوغان” أمس وتمركز القوات العسكرية في الجانب التركي من الحدود هو تصعيد خطير. يجب أن تستجيب إدارة “ترامب” بشكل حاسم لتركيا وتواجه تهديد “أردوغان” بعزيمة قوية وزيادة دعم قوات سوريا الديمقراطية واستمرار الوجود الأمريكي في مناطق شرق الفرات. يجب على القوات الأمريكية القيام بدوريات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية في مناطق شرق الفرات كدليل على دعم قوات سوريا الديمقراطية، وتحذير تركيا من أن التهديدات ضد القوات الأمريكية. كما يمكن أن تستخدم قوات التحالف العاملة مع قوات سوريا الديمقراطية القوة المميتة لحمايتها. يجب على إدارة ترامب أن توضح لتركيا أنه لن يكون هناك انسحاب سابق لأوانه لقوات سوريا الديمقراطية من أي منطقة فى سوريا حتى يتم الانتهاء من حملة “داعش” المضادة في شرق سوريا ويتم تحقيق نموذج اختبار ناجح لتقاسم السلطة فى منبج.

—-

* نيكولاس هيراس هو زميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد (CNAS)، يعمل في برنامج أمن الشرق الأوسط. 

ترجمة: هندرين علي

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد