من المطالب الكردية في سورية عام 1930-1

د. خالد عيسى

إدارة خاصة للأقاليم المأهولة بالأكراد:

آ)- قبول الأكراد في الوظائف العامة، في الإدارة و العدالة و الجندرمة والشرطة وغيرها. ب)- قبول اللغة الكردية كلغة رسمية في الدوائر العامة. – تأسيس مدرسة كردية في الحسجه لتأهيل المعلمين من مختلف أجزاء كردستان. هكذا يمكن تلخيص مطالب النخبة الكردية في سورية في ربيع عام 1930. ففي عريضة موقعة من قبل 19 وجيه كردي من مختلف الأقاليم الكردية الخاضعة للانتداب الفرنسي، و مسجلة في ديوان المفوض السامي الفرنسي في الخامس عشر من شهر نيسان 1930، تحت رقم6501، طالبت النخبة الكردية معاملة الشعب الكردي معاملة مماثلة لبقية المكونات السكانية الخاضعة للانتداب الفرنسي.

فالإدارة الفرنسية كانت قد شكلت للدروز دولة و للعلويين دولة و للحلبيين دولة و للشاميين دولة و لسكان أنطاكية و اسكندرون حكماً ذاتياً. و في عام 1930 ، كانت النخبة العروبية السنية، بعد أن حصلت على السيطرة على مقادير دولة سورية التي كانت قد ولدت من دمج دولتي حلب و دمشق، تسعى لمد سيطرتها على دولتي العلويين و الدروز. و كانت تسعى هذه النخبة إلى شد قبضتها على الأقاليم الكردية بالاعتماد على الرابطة الدينية، وبالاستناد على ما يسمى في العلوم السياسية بالزبائنية في تبادل المصلحة بين المركز و الأتباع في الأطراف، و كانت ترفض قبول الكوادر الكردية في الإدارة، و ترفض أي اعتراف بالخصوصية القومية للشعب الكردي.و تدل هذه الوثيقة على أن النخبة الكردية قد بدأت بالشعور بالغبن الكبير الذي يلحق بالشعب الكردي بالمقارنة مع بقية الأقوام و الطوائف. و أن هذا الشعور هو متماثل و ممتد غرباً من حارم و جبل الأكراد إلى دجلة شرقاً.

و تدل هذه الوثيقة أيضاً بأن الأقاليم الكردية الخاضعة للانتداب الفرنسي قد تكونت منذ ذلك التاريخ، على أقل تقدير، على شكل وحدة جغرافية و سياسية ذات خصوصيات قومية متميزة عن باقي المكونات السكانية الخاضعة لذلك الانتداب.و من المفيد التذكير بأن آخر إقليم كردي تم ضمه إلى حدود الدولة السورية هو الإقليم الممتد بين نهري جقجق غرباً و دجلة شرقاً، و كان ذلك بموجب الاتفاقية الفرنسية -التركية لعام 1929 وتطبيقاتها و ترتيباتها الميدانية التي استمرت حتى 1933.بينما كانت السيطرة العسكرية الفرنسية، بعد الاحتلال الانكليزي، قد تمت على جبل الأكراد و حارم منذ بداية 1920 و رسمياً بموجب الاتفاقية التركية-الفرنسية لعام 1921. في حين لم تقم في الإقليم الواقع بين الفرات و جقجق إدارات مستقرة إلا بعد اتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين تركية و الفرنسيين في 1926.كما أن الموقعين على العريضة المذكورة قد طالبوا بتأسيس مدرسة لتأهيل المعلمين باللغة الكردية، يكون مركزها الحسجة، لكي تتمكن من استقطاب التلاميذ الكرد من الأقاليم الكردية الخاضعة للانتداب، و لتكون مؤسسة تعليمية رائدة تمكن من تأهيل التلاميذ القادمين من بقية أجزاء كردستان. و تم إرفاق العريضة بلائحة إيضاحية تبين مبررات تأسيس تلك المدرسة و المستلزمات الفنية و المالية لانجازها.في هذه الحلقة ننشر ترجمة الجزء الأول من العريضة المذكورة مع أسماء الموقعين عليها.

*****إلى سيادة المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في سورية و لبنانصاحب السيادةنحن الموقعون أدناه، من أصل كردي، رعايا الأقاليم الخاضعة للانتداب الفرنسي، نتشرف بأن نعرض على سيادتكم ما يلي:هذه البلاد الخاضعة للانتداب، التي عانت منذ قرون من إهمال و ظلم الإدارة التركية، تستفيد منذ حوالي عشرة سنوات من سعادة العيش في عهد من الرفاهة و التقدم، بفضل الانتداب الفرنسي.تمكنت فرنسه من تحقيق هذه النتيجة السعيدة فقط بفضل حكمتها التي منحت بموجبها إدارات خاصة إلى المجتمعات السياسية من أكبرها وحتى أصغر أقلية اجتماعية أو دينية، إدارات ملائمة مع أوساطها و أعرافها و مفاهيمها.من بين هذه المجتمعات الخاضعة للانتداب الفرنسي، كان العرق الكردي حتى الآن الوحيد الذي لم يستفد بشكل تام من هذا العمل الحضاري. مع أنه يستحق إدارة خاصة بشكل تام، فالعرق الكردي، هو من أصل آري، و هو مختلف بتاريخه و أعرافه، و عرقه و لغته، عن جميع المجتمعات القاطنة للأقاليم الخاضعة للانتداب. بموجب هذه العريضة، نطالب سيادتكم منح الأقاليم المأهولة بالأكراد إدارة خاصة، سواء كثيراً أم قليلاً. ومن أجل ذلك، نسمح لأنفسنا بأن نعرض أمام عطافتكم المبادئ التي يمكنها تسهيل المهمة المذكورة:

آ)- قبول الأكراد في الوظائف العامة، في الإدارة و العدالة، و الجندرمة و الشرطة و غيرها.

ب)- قبول اللغة الكردية في الوظائف العامة.

****أسماء الموقعين الصفة و المهنة

1-      كاموران بدرخان محامي

2-      جلادت بدرخان محامي

3-      ثريا بدرخان مهندس زراعي

4-      ممدوح سليم وجيه كردي – صحفي

5-      مصطفى شاهين رئيس عشيرة برازان- ملاك

6-      حمو مسلم رئيس عشيرة بيجان – ملاك

7-      بوزان شاهين رئيس عشيرة برازي – ملاك

8-      نجيب برمده وجيه كردي – نائب حارم

9-      رشيد شيخ إسماعيل زاده نائب

10-   كرداغ صالح رئيس عشيرة دناي – ملاك

11-   قدري فؤاد جميل باشا وجيه كردي –مهندس زراعي

12-   أحمد مليك رئيس عشيرة زرواري – ملاك

13-   محمد فريد جميل باشا وجيه كردي – مهندس زراعي

14-   أكرم قاسم جميل باشا وجيه كردي – ملاك

15-   سعيد رئيس قبيلة عزيزان – عشيرة كيكي(1)

16-   إبراهيم رئيس عشيرة مللان – نائب قامشلي وحسجه

17-   حاجو رئيس عشيرة هفيركان – ملاك

18-    حاج سليمان عباس رئيس عشيرة دوركان – ملاك

19-   عبدى مرعي رئيس عشيرة آليان

————–

(1)- ملاحظة من المترجم : ورد في الملحق المكتوب بالفرنسية عشيرة كيتكان، و الأصح هو كيكان، وفي النص الأصلي يرد (كيكي)

*هذا المقال من سلسلة مقالات للكاتب والباحث الكردي الدكتور خالد عيسى المقيم في فرنسا. عن الكرد والجزيرة في الوثائق الفرنسية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد