نواف خليل وطارق حمو
يعيش في ألمانيا ما يقارب من 7 ملايين مسلم، بينهم 3,5 ملايين تركي، و1,5 مليون كردي . وتحاول الدولة التركية، ومنذ وقت طويل، تنظيم صفوف الجاليات المسلمة بشكل عام، والتركية بشكل خاص، وربطها بسياستها، ومحاولة إدارتها بحسب ما تراه يخدم مصالحها، وذلك الاستفادة من هذه الأعداد الكبيرة من المسلمين، عبر استخدامه كورقة ضغط لصالحها فيما يتعلق بالملفات العالقة مع الدولة الألمانية، حيث ترفض أنقرة سياسة برلين في ادماج الاتراك في المجتمع الالماني، وضمان ولائهم لألمانيا عبر منحهم الجنسية الالمانية، وتفضيلهم في بعض مجالات العمل والسياسة على المواطنين الألمان الأصليين، بغية تشجيعهم على الاندماج ودفعهم للانصراف عن تركيا وشؤونها.
وتسعى مؤسسات الدولة التركية، الدينية والاجتماعية والسياسية والتعليمية، على جعل هؤلاء المواطنين من اصل تركي متمسكين بالهوية التركية، وابقاء روابطهم قوية مع الدولة التركية ومؤسساتها، وقبول العمل لصالح الدولة التركية، بغض النظر عن الزمان والمكان.
ومنذ استلام حزب العدالة والتنمية للحكم في تركيا عام 2002 م، وهو يحاول عبر شبكة كبيرة ومتنوعة من المراكز والجمعيات والمنظمات، التأثير في هؤلاء، وضمان ولائهم لصالح الحزب سياسيا ( يصوت حوالي 65% من المواطنين الاتراك في ألمانيا لصالح حزب العدالة والتنمية)، وتشجيعهم على رفض الاندماج في المجتمع الالماني، واقناعهم بالعمل لصالح تركيا وحكومتها فقط، وتجييرهم لكل امكاناتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي حققوها ضمن المجتمع الالماني طوال سنوات الاقامة الطويلة لخدمة الدولة التركية وسياستها وأهدافها، وتبني رؤيتها وسياستها في جميع الملفات، والعمل لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم وسياسته حيال الداخل والخارج التركي، وعلى رأس هذه السياسة: محاربة حركة التحرر الكردستانية، والتجسس على الجمعيات والفعاليات الكردية داخل الأراضي الألمانية، ورفد الاجهزة الاستخباراتية التركية بالمعلومات عن النشطاء والشخصيات الوطنية الكردية.
سنحاول في هذه الورقة التعرض لجوانب سياسة الحكومة التركية (تحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي) فيما يخص العمل في الداخل الألماني، ومحاربة حركة التحرر الكردستانية، وكل مظاهر الهوية الكردية، والتجسس على النشطاء الكرد، بما في ذلك محاولات الاغتيال والتصفية الجسدية. وكذلك البحث في منظمات وجمعيات الاسلام السياسي، من اخوان مسلمين وسلفيين، وغيرهم.
للاطلاع على البحث كاملا.. اضغط هنا.