‏ ‏ ‏
  • Kurdî
  • English
المركز الكردي للدراسات
  • مقالات
  • تحليل موجز
  • تقارير
  • تقدير موقف
  • أبحاث ودراسات
  • تاريخ ومجتمع
  • كتب
  • نشاطات المركز
  • عن المركز
No Result
View All Result
المركز الكردي للدراسات
No Result
View All Result

لجنة حوار وطني أم محكمة تفتيش؟ 

6 مارس 2025
A A
لجنة حوار وطني أم محكمة تفتيش؟ 

جانب من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري بدمشق | أ.ف.ب

Share on FacebookShare on TwitterShare on whatsappShare on telegramShare on email
شورش خاني
مع بداية الشهر الثاني، استبشر الشعب السوري خيراً لدى سماعه عن نية الحكومة الانتقالية السورية إصدار قرار بتشكيل لجنة حوار وطني سوري كخطوة أساسية للانتقال نحو دمقرطة سوريا في المشهد الراهن، حيث يُفترض أن يكون الحوار الوطني بوابة نحو إعادة تعريف الدولة والمجتمع والسلطة على أسس ديمقراطية. قبل أن نجد أنفسنا أمام إعادة تدوير بائسة ويائسة لخطابات إقصائية تُعيد إنتاج الماضي بثوب جديد تحت قناع الحوار، حيث يتم إخضاع الهويات والتجارب المختلفة لميزان إيديولوجي محدد سلفاً لا يُسمع فيه إلا الصوت الذي ينسجم مع طموحات قوى الإسلام السياسي، بينما يُدفع كل خطاب مغاير إلى زوايا مفرغة أو يُعاد تأطيره ضمن منظومة فكرية تجعل منه مجرد امتداد خاضع للسلطة الدينية الناشئة. إن القضية هنا ليست مجرد انحياز فكري، بل هي عملية ممنهجة لإعادة تشكيل المجال العام وفق نسق معرفي يُقصي التعددية ويفرض شروطًا صارمة على من يُسمح له بالكلام وما الذي يُسمح له بقوله.
وكما أشار ميشيل فوكو، فإن السلطة لا تمارس قمعها عبر المنع المباشر فقط بل عبر تشكيل منظومة «الحقيقة» التي تحدد من يملك شرعية الخطاب. بهذه الآلية، يصبح الحوار الوطني مجرد محكمة تفتيش فكرية، حيث يتم إخضاع المفاهيم والهويات إلى امتحان الولاء لمشروع إيديولوجي يفرض تصوراً أحادياً لسوريا المستقبل. وفي هذا السياق، يتم التعامل مع الكرد وسائر الجماعات غير المنسجمة مع خطاب الإسلام السياسي في سوريا كموضوعات قابلة للإدماج المشروط، لا كذوات فاعلة تمتلك حق تقرير المصير الثقافي والسياسي.
هنا، يظهر العنف الرمزي بأوضح صوره، كما وصفه بيير بورديو، حيث لا يتم قمع الصوت المخالف فحسب، بل يُعاد تشكيله ضمن منظومة دلالية تسلبه حقه في التمثيل الذاتي. فالكرد في هذا الحوار لا يُسمح لهم بالتحدث إلى أنفسهم، بل يُجبرون على التحدث إلى الآخر وفق قاموس لا يعكس تجربتهم الفعلية، بل يطوعها لخدمة التصور الإسلاموي للدولة والمجتمع. نجد أن هناك محاولة مستمرة لتعريف «الوطنية» و«الشرعية» و«الهوية» وفق مقاييس ضيقة تُقصي كل من لا يتطابق معها. تحاول القوى المهيمنة فرض تصوراتها الخاصة، سواء عبر الخطاب الإعلامي أو عبر التحكم بآليات المشاركة أو من خلال فرض محددات دينية وقومية وإيديولوجية ضيقة لا تعترف بتعدد الهويات داخل المجتمع السوري. في مثل هذا المناخ، يتحول الحوار الوطني إلى ممارسة سلطوية لا تختلف كثيراً عن أدوات الإقصاء التقليدية التي مورست عبر التاريخ. كما أن اللجنة الوطنية للحوار تتماهى سيكولوجياً مع الدولة التركية في التزلف والقهر وعقدة التبعية والولاء، ما يجعلها أداة لإعادة إنتاج أنماط السيطرة بدلاً من أن تكون مساحة للتحرر والتغيير الحقيقي. لا يختلف هذا النمط من «الحوار» كثيراً عن آليات السيطرة التي مارستها الأنظمة الشمولية عبر التاريخ، حيث يتم الترويج لصورة زائفة عن التعددية، في حين يتم التحكم في الخطاب داخل دوائر مغلقة من السلطة الإيديولوجية. وحينما يُطرح السؤال حول الهوية الوطنية، لا يكون المقصود بناء مفهوم مشترك قائم على التفاعل الحر بين المكونات السورية المختلفة، بل فرض نموذج معياري يُملي على الجميع كيف يفكرون وكيف يُعيدون تعريف أنفسهم داخل المنظومة القيمية التي يفرضها المنتصر في الصراع الأيديولوجي (من يحرر يقرر).
إن إعادة إنتاج الإقصاء تحت شعار الحوار هو أخطر أشكال الاستبداد لأنه يمنح السلطة القدرة على إعادة إنتاج نفسها دون الحاجة إلى القمع المباشر. وهذا ما يجعل أي مشروع للحوار الوطني محكوماً بالفشل ما لم يكن قائماً على تفكيك هذه البنى السلطوية واستعادة حق الجماعات المختلفة في إنتاج خطابها المستقل دون الحاجة إلى اجتياز محاكم التفتيش الفكرية التي يحاول الإسلام السياسي فرضها كمدخل لأي مشاركة سياسية. في النهاية، ليس السؤال الجوهري من يُسمح له بالكلام، بل من يُمنح الحق في أن يُسمع. ما يجري اليوم ليس حواراً، بل إعادة صياغة للصمت حيث لا يُسمع إلا الصوت الذي يتوافق مع النموذج المطلوب، بينما يتم دفن كل الأصوات الأخرى تحت ركام الإقصاء.
Tags: الإسلام السياسيالحركات الجهاديةالحوار الوطني السوري
ShareTweetSendShareSend

آخر المنشورات

السبي البابلي وخيبر.. السرديات القاتلة في تاريخ العلاقات اليهودية الإيرانية

السبي البابلي وخيبر.. السرديات القاتلة في تاريخ العلاقات اليهودية الإيرانية

20 يونيو 2025

حسين جمو لم تكن الأمة الإيرانية على عداء أيديولوجي مع اليهود منذ أول احتكاك حضاري...

إيران.. سيرة جديد لـ «كأس السم»

إيران.. سيرة جديد لـ «كأس السم»

17 يونيو 2025

محمد سيد رصاص فوجىء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد...

دولة أم سلطة فصائلية في سوريا؟

دولة أم سلطة فصائلية في سوريا؟

13 يونيو 2025

طارق عزيزة يطيب لمؤيدي السلطة الانتقالية في سوريا الحديث عنها بصيغة «الدولة فعلت»، «الدولة وعدت»،...

مساهمات ترامب ونتنياهو في «القضية السورية» و«المسألة الشرقية»

مساهمات ترامب ونتنياهو في «القضية السورية» و«المسألة الشرقية»

12 يونيو 2025

حسين جمو  توحي توجيهات وزارة الدفاع الأميركية بمغادرة عائلات الجنود الأميركيين والموظفين غير الأساسيين عدداً...

الأيديولوجيا السورية: هل يمكن لـ«الثورة» إنتاج أسطورة مؤسِّسة؟

الأيديولوجيا السورية: هل يمكن لـ«الثورة» إنتاج أسطورة مؤسِّسة؟

12 يونيو 2025

تحتاج كل دولة، أياً كان طابعها ونظامها السياسي، إلى أسطورة تأسيسية، ليس فقط لغرض بقاء...

Facebook Twitter Youtube RSS

© 2025 NLKA - المركز الكردي للدراسات
متخصص في الشؤون السياسية المحلية والإقليمية والدولية

No Result
View All Result
  • مقالات
  • تحليل موجز
  • تقارير
  • تقدير موقف
  • أبحاث ودراسات
  • تاريخ ومجتمع
  • كتب
  • نشاطات المركز
  • عن المركز
  • Kurdi
  • English

© 2025 NLKA - المركز الكردي للدراسات
متخصص في الشؤون السياسية المحلية والإقليمية والدولية