جيم كويرك
انتصار داعش الأخير في الرمادي أدى الى إعادة النظر بالمزاعم التي ادعت أن تنظيم داعش قد تقدم, ففي زيارة رئيس إقليم كردستان الأخيرة الى واشنطن تغيرت أولويات حكومة إقليم كردستان. هجوم “داعش”، على الموصل في الصيف الماضي وفشل الجيش العراقي أمامه وهروبه تاركا الموصل عاصمة للتنظيم في العراق يطلق عليه اسم الخلافة .مسببا كارثة إنسانية بالنسبة لليزيدين والمسيحين وغيرهم من الأقليات, مما خلق شعورا لدى حكومة الإقليم انه غدا ربما لن تكون قادرة على حماية البلاد أو حتى الإقليم,لذلك فان الإقليم الكردي قد يدافع عن نفسه عبر الاستقلال عن العراق. تركيز داعش في الصيف الماضي كان منصّبا حول إقليم كردستان, حيث هددّ عاصمتها “هولير” وأرعب الأهالي على الرغم من تواجد “البيشمركة” ,حكومة الإقليم أدركت أنها بحاجة لدعم خارجي من الدول الأوربية وأمريكا حتى تستطيع الدفاع عن نفسها.
عندما عين حيدر العبادي رئيسا للوزراء في أيلول سبتمبر ليحل محل نوري المالكي الذي كان غير موثوق من قبل الإقليم ,وصلت هولير وبغداد الى اتفاق في كانون الأول ديسمبر حول تصدير النفط والمشاكل المالية بين هولير وحكومة المركز في بغداد، لكن على الرغم من هذا فحكومة الإقليم krg”” لا تعتقد بأنها وصلت الى نهاية المشاكل مع بغداد.
– في أيار مايو 2015 جلب البارزاني رسالة واضحة الأهداف الى واشنطن حيث تكلم أمام حلف الأطلسي ومجلس العلاقات الخارجية crf””، أكد فيهما على مسائل متعلقة , فهل سيحصل البارزاني على الأسلحة الضرورية التي وعد بها؟ وكيف ستكون علاقة هولير مع الحكومة المركزية في بغداد؟ وما الدور الذي تلعبه إيران وتركيا في جميع هذه المسائل؟ وما هي التغيرات على مستوى الدستور؟ وهل أو متى سيحقق الإقليم الاستقلال ؟
إجابات البارزاني كانت واضحة,ورحب إقليم كردستان حيث أكد للولايات المتحدة والتحالف الجوي ضد داعش وأكد على المساعدات الإنسانية لمليون ونصف المليون من اللاجئين لكنه أكمل أن البيشمركة بحاجة الى الأسلحة التي وعدت بها الدول العربية عبر بغداد البارزاني قال بعد اجتماعه في البيت الأبيض بأنه واثق من تلقي الدعم اللازم.
أكد البرزاني “الأولوية هي هزيمة التنظيم والدفاع عن الإقليم لكن السماح للتنظيم للنفاذ في سوريا والأجزاء الأخرى من العراق لن يكون كافيا . فهزيمة داعش هي الأولوية الأساسية ومن ثم إقامة حكومة خاصة مستقلة عبر الاستفتاء سواء أرادوا الانفصال او البقاء مع العراق . في 6ايار\مايو أكد البارزاني “حتى الآن دولتنا في حرب ضد داعش ,القتال لم ينته بعد ,وهذا هو السبب وراء تأجيل الاستفتاء ,لكن مع ذلك سيبقى التنظيم محل اعتبار حيث كانت الخطوة الأولى تأسيس لجنة الانتخابات وأخرى للاستفتاء اللتان سيتم تقيمهما عندما تنتهي الحرب مع داعش, بالطبع الشعب في كردستان ينبغي أن يملك الفرصة ليمارس حقه في تقرير المصير ليخبروا العالم بما يريدونه, وما هو حلمهم , وما هو طموحهم “كرر البارزاني هذا الكلام في مارس، لاحقا “بالطبع أولويتنا الحالية هي قتال تنظيم “داعش”، لدفعهم بعيدا عن أراضينا لكن عملية الاستفتاء ستنفذ لتحدد مستقبل الإقليم ولإعطاء الشعب الكردي الحق في تقرير مصيره …هذه العملية بدأت تحدث.
– ماذا تحتاج حكومة إقليم كردستان من اجل الاستقلال؟
يحتاج الإقليم الى ما تحتاجه أي دولة حديثة الولادة وهي :هوية ذاتية والأمن والاقتصاد واعتراف دولي وكل هذه الأمور لديها تعقيداتها. “فالهوية الذاتية”يملكها الكرد لكن هناك تخوف كوردي فالتاريخ حافل بالأمور المُحبطة فقد وعدوا كثيرا وتم تجاهلهم بعد ذلك فقد وعدوا بدولة خاصة بهم في الحرب العالمية الأولى. منذ حرب الخليج الأولى 1991اسست حكومة حكم ذاتي في إقليم كردستان، وفي2003، ترسخ ذلك ونجحت بعض الجهود نحو الديمقراطية. لكن معظم الكرد الذي يبلغ عددهم من 30 مليون الى حوالي 35 مليون في الشرق الأوسط لا يقطنون في إقليم كردستان العراق بل في إيران وتركيا وسوريا, بالإضافة الى الأشوريين كان ليهم مطالب بحكم ذاتي حتى قبل هجمات داعش متضمنة الأراضي المتنازع عليها الواقعة تحت حكم الإقليم، ويعد الأمن المسالة الأكثر صعوبة وخطورة ,فـ”داعش”، ومع استمرار القصف الجوي الغربي على داعش قد زودت بمساعدات حيوية ,فأخطار هجمات داعش على الأراضي قد زادت كما ظهرت في الأسابيع والأشهر الماضية.
المسالة التي تفوق أهمية الأمن هي قضية الاعتراف الدولي, فعلى حكومة إقليم كردستان أن تعرف أن كان كانت تحظى بدعم أمريكا أو بغداد أو كلاهما وان تعرف ردة فعل إيران وتركيا حول مناطقهم الكردية. وحول إقليم كردستان العراق ذاته. قيام دولة جديدة ربما يلاقي تحديات ,كما لاقى اليونانيون ما كيدونيا عندما سقطت يوغسلافيا ,فهناك ترتيبات خاصة في المناطق الكردية في سوريا, أكد البارزاني في حلف الأطلسي وفي cfr””، أكدّ على أن أي عملية ستكون دبلوماسية وسلمية لكن ذلك التصويت على الاستقلال كان حتميا .
أخيرا الأمن والاعتراف الدولي أساسي من اجل أي اقتصاد كوردي مستقل حديثا ,فحكومة إقليم كردستان ستعتمد على مواردها الخاصة وتمويلها الخاص وهذا يعني أن تصدير النفط سيتم عبر تركيا أو العراق .في هذه الحالة لن تحتاج الى اخذ أذن مثل البيع في السوق العالمية كمان حكومة الإقليم krgستحتاج الى مشترين شرعيين.
ومن أهم التحديات التي ستلاقيها حكومة الإقليم هي احترام الأقليات الدينية وتحقيق التوازن في الأمن الداخلي وحماية الأقليات الأثنية و تقليص حجم الفساد وإعادة حل المشاكل المالية والنفط والحدود وشفافية القانون وتطوير المجتمع المدني الغني وكذلك وجود انتخابات حرة نزيهة و إضافة الى السماح بوجود أحزاب سياسية و إشباع المناخ السياسي بحرية الكلام والتعبير وحرية الإعلام دستوريا وبالقوانين ,هذه كانت قائمة من الأمور الصعبة بالنسبة لأوروبا المركزية والشرقية في التسعينات من القرن الماضي,ربما تثبت الشقاء وسط التحديات في الشرق الأوسط.
تغيير الخطة
تقدم داعش على الرغم من أن أولويات الإقليم هي هزيمتها لـ”داعش”، ثم التصويت من اجل استقلال . اربيل ربما تعتمد على علاقات جيدة مع تيار رئيس الوزراء العراقي ,لكن هل ستكون بغداد قادرة على التنسيق مع الدعم للميليشيات الشيعية والقبائل السنية والجيش العراقي والتحالف الجوي الغربي ؟ هل ستكرس بغداد موارد أكثر للدفاع عن كربلاء والنجف من نفقات المناطق السنية أو الكردية ؟
– إن لم تستطع بغداد حماية مدن أساسية مثل الموصل والرمادي من داعش فهل سيقرر الكرد الانفصال؟
البارزاني وضع أولوياته دون تحديد” سقف زمني “:هزيمة داعش , و من ثم استفتاء لكن لا دليل أن أوباما قد غير سياسته ,فالتزام” بوش ـ أوباما” حول عراق موحد ديمقراطي وسلمي و مستقل ولكن الصيف الماضي الحقائق على الأرض تغيرت سريعا وبتواتر
السؤال الآن لن يكون كم هي حذرة هولير، و واشنطن، بل كم هما ذكيتان؟
جيم كويرك يدرس السياسات الدولية والاقتصاد السياسي في الجامعة الأمريكية و جامعة لويولا وماريلان و الجامعة الكاثوليكية ودرس في جامعة الاقتصاديات في فارنا في بلغاريا.
المصدر:نيوويك
ترجمة:رويا معو