ماركو روبيو.. هل مواقفه في الماضي تعني شيئاً اليوم؟

المركز الكردي للدراسات

واجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حلال رئاسته الأولى عمليتي احتجاج داخلية عام 2019 قادها كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري. والعمليتان كانتا ضد تساهله مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حين سمح ترامب للرئيس التركي شن عملية عسكرية على مناطق قوات سوريا الديمقراطية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، اشتعلت الولايات المتحدة غضباً، في ظاهرة استثنائية اضطر معها ترامب إلى التحدث هاتفياً مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، وفرض عقوبات على تركيا.
من بين الأصوات البارزة في ذلك الحين كان ماركو روبيو، السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، الذي اختاره ترامب لمنصب وزير الخارجية. وأثار نبأ تعيينه عدم ارتياح في أنقرة التي تخشى من تمسكه بمواقفه في دعم «روجآفا».

مواقف متغيرة

أصبح روبيو، ذو الأصل الكوبي والناقد السابق لترامب والمنافس على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2016، قريباً من ترامب في السنوات التي تلت ذلك وشارك معه في الحملة في الأسابيع الأخيرة من السباق ضد نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس.
يعرف روبيو بأنه صقر السياسة الخارجية ويفضل الحفاظ على التحالفات الأميركية في الخارج، بما في ذلك حلف الناتو. وهو سيناتور متشدد في التعامل مع الصين وإيران وكوبا. ولكن في الأشهر الأخيرة، بدأ في تغيير توجهاته بخصوص أوكرانيا وعدد من الملفات، داعياً إلى إنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن. وصرح الأسبوع الماضي، وفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن الولايات المتحدة «تمول حرباً بلا نهاية»، وأن الأمر سيستغرق «100 عام» لإعادة بناء أوكرانيا.
في أبريل/نيسان 2024، صوت السيناتور البالغ من العمر 53 عاماً ضد المساعدات الأميركية البالغة 95 مليار دولار لأوكرانيا، وحث الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية على التفاوض لإنهاء حربها مع روسيا.
قبل سنوات، انتقد روبيو دعوات ترامب للترحيل الجماعي للمهاجرين؛ والآن يردد خطاب ترامب حرفياً. وقال في مايو/أيار: «هذا غزو للبلاد، ويجب التعامل معه».
وصف ستيفن ميلر، المهندس المؤيد لسياسات ترامب الحدودية ومنتقد روبيو سابقاً، السيناتور الأميركي بأنه «أحد أكثر المفكرين عمقاً وبصيرة وموهبة في قضايانا السياسية». اختار الرئيس الأميركي المنتخب ميلر نائباً لرئيس الأركان في ولايته الثانية.
ونظراً لخبرته العميقة في السياسة الخارجية وكونه عضواً في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ولجنة العلاقات الخارجية، تبدو وزارة الخارجية مناسبة لروبيو، بحسب كايتلان كولينز وكريستين هولمز، في تقرير نشر على منصة «سي إن إن». كما ينحدر السيناتور من فلوريدا، وله علاقة وثيقة مع كبيرة موظفي البيت الأبيض القادمة سوزي وايلز.

التحالف اليهودي

أشاد التحالف اليهودي الجمهوري (RJC)، وهو أحد الداعمين الرئيسيين لترامب هذا العام، بأنباء تعيين روبيو وزيراً للخارجية. وقال رئيس التحالف اليهودي الجمهوري الوطني السناتور نورم كولمان والرئيس التنفيذي مات بروكس في بيان: «نعلم أنه مع قيادة السيناتور روبيو لوزارة الخارجية، ستقف أميركا جنباً إلى جنب مع حلفائنا ضد أعداءنا».

من المرجح أن يوافق روبيو على خطط ترامب المتوقعة للضغط على أوكرانيا لإيجاد طريقة للتوصل إلى تسوية مع روسيا والبقاء خارج حلف الناتو. ومن غير الواضح ما إذا كان زعماء أوكرانيا أو روسيا على استعداد للدخول في محادثات بناء على خطة ترامب.
كان روبيو من بين أكثر أعضاء مجلس الشيوخ صراحة بشأن الحاجة إلى أن تكون الولايات المتحدة أكثر حسماً تجاه الصين. وتبنى مواقف أصبحت فيما بعد أكثر انتشاراً في كلا الحزبين. على سبيل المثال، أثناء خدمته في الكونغرس خلال إدارة ترامب الأولى، بدأ في الدعوة إلى سياسة صناعية تهدف إلى مساعدة الولايات المتحدة على التنافس بشكل أفضل مع اقتصاد الصين الموجه من قبل الدولة.
كما عمل روبيو كرئيس مشارك للجنة التنفيذية للكونغرس الحزبية بشأن الصين، والتي تهدف إلى صياغة سياسة متشددة تجاه بكين، خاصة في محاولة معالجة انتهاكات حقوق الإنسان هناك. في عام 2020، رعى روبيو مشروع قانون حاول منع استيراد السلع الصينية المصنوعة باستخدام العمالة القسرية من قبل الأقلية العرقية الأويغورية في الصين. ووقع الرئيس جو بايدن على القانون في العام التالي.
في عام 2019، ساعد روبيو في إقناع ترامب بتبني سياسة عقوبات قاسية ضد فنزويلا من أجل إزاحة رئيسها اليساري نيكولاس مادورو. على الرغم من معاناة الفنزويليين من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، إلا أن مادورو لا يزال في السلطة.
في الآونة الأخيرة، أعرب روبيو عن دعم أميركي لا تشوبه شائبة لحرب إسرائيل في غزة. عندما سأله ناشط سلام أواخر العام الماضي عن رأيه في العدد الكبير للضحايا بين المدنيين الفلسطينيين، قال: «أعتقد أن حماس هي المسؤولة بنسبة 100%».
بعد أن أصبح وزيراً للخارجية، فإن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان سيتخلى عن نهج التدخلات الأميركية في أجزاء عدة من العالم. من شأن هذا النهج أن يتماشى مع أفكار ترامب: «أميركا أولاً»، ولكنه يتعارض مع بعض مواقف روبيو السابقة، وفق «نيويورك تايمز».
لكن لا يمكن الجزم بشيء قبل معرفة كم تغير ترامب أيضاً!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد