أحمد كاراموس: مؤتمر قومي كردي شامل نهاية العام وزيارتنا لواشنطن مثمرة

قدم المركز الكردي للدراسات برنامجاً حوارياً باللغة الكردية، استضاف فيه أحمد كاراموس الرئيس المشارك للمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK). وبٌث البرنامج يوم الأحد الماضي في الساعة الثامنة مساء بتوقيت أوروبا، بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز.
وتوقف كاراموس في البرنامج، الذي قدمه الزميل طارق حمو، على مساعي المؤتمر الوطني الكردستاني في عقد مؤتمر قومي كردي شامل نهاية العام الجاري، بمشاركة كافة القوى والأحزاب الكردستانية. كما قيّم الزيارة الأخيرة لوفد المؤتمر الوطني الكردستاني إلى الولايات المتحدة.
وفي بداية حديثه، ركز الرئيس المشارك للمؤتمر الوطني الكردستاني أحمد كاراموس على زيارة وفد المؤتمر إلى واشنطن وقال إنها «المرة الثانية خلال عام التي يزور فيها وفدٌ يمثل المؤتمر الوطني الكردستاني إلى الولايات المتحدة بشكل رسمي، تلبية لدعوات وصلت المؤتمر من بعض المؤسسات الأميركية الرسمية ومراكز الأبحاث والدراسات التي تهتم بشؤون منطقة الشرق الأوسط. وكانت الزيارة الأولى التي قام بها وفد المؤتمر الوطني الكردستاني للولايات المتحدة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، والتقى فيها الوفد الزائر بمجموعة من الفعاليات الرسمية والفكرية والاكاديمية، وشخصيات سياسية أميركية».

أهمية الزيارة الثانية لواشنطن

وأوضح كاراموس في معرض حديثه أن الولايات المتحدة متواجدة في منطقة الشرق الأوسط وفي إقليم شمال وشرق سوريا، وأن هناك مصالح مشتركة، من أهمها التعاون في محاربة الإرهاب. وتابع: «أجرينا لقاءات مهمة على مستوى الحكومة والكونغرس والشخصيات الأميركية المختصة بشؤون المنطقة. كانت هذه الزيارة مهمة جداً بالنسبة لنا، خاصةً أن زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان لواشنطن كانت على جدول الأعمال في نفس الفترة. ورحب الأميركيون بوفد المؤتمر الوطني الكردستاني، وتلمسنا عدم ارتياح من السياسة التركية حيال عدد كبير من الملفات في الشرق الأوسط. طبعاً في النهاية لم تحدث زيارة أردوغان إلى واشنطن. سمعت أنها ألغيت».
وأشار كاراموس إلى أنهم قدموا عرضاً شاملاً للأوضاع والتطورات في كردستان ومنطقة الشرق الأوسط، وتحدثوا عن المظالم التي يتعرض إليها الشعب الكردي، ونضال الكرد من أجل حقوقهم المشروعة، ومساعي الدول المقسّمة لكردستان لابقاء الكرد بدون حقوق وهوية، ومواصلة سياسة الإنكار والرهان على الحرب والحل العسكري. وأوضح أن الشعب الكردي يريد الحصول على حقوقه والعيش بحرية على أرضه التاريخية كردستان، في ظل تعاون واعتراف بينه وبين بقية الشعوب، ورفض كل أشكال السيطرة والديكتاتورية والإرهاب.

إقليم كردستان العراق ومساعي توحيد الصف

وفي تقييمه للوضع في إقليم كردستان العراق، أوضح الرئيس المشارك للمؤتمر الوطني الكردستاني أنهم يتابعون الأوضاع والتطورات في إقليم كردستان العراق عن كثب وبشكل مستمر. وعلى الرغم من انتقاداتهم لحكومة الإقليم، فإنهم يعتبرون الإقليم مكسباً لكل الكرد، إذ أن نجاح إقليم كردستان العراق وإزدهاره يشكل نجاحاً ومكسباً لكل أجزاء كردستان. وتابع كاراموس حديثه: «نتابع الأوضاع عن قرب. نعتبر الواقع الموجود في إقليم كردستان العراق مكسباً لكل الأمة الكردية. لكننا في الوقت نفسه نتحفظ على سياسات بعض الأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان، خاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني. لدينا انتقادات لسياستهم في بناء العلاقات مع بعض الدول الإقليمية وخاصة تركيا. نرى بأن هذه العلاقات يجب ألا تكون على حساب بقية الكرد. يجب أن تكون علاقات متوازنة، وتصب في مصلحة الجميع وخاصة توطيد السلام وحل القضية الكردية، عبر دفع تركيا لاختيار الحوار والتفاوض بدل حملات الحرب والاحتلال».
وأكد كاراموس أن وجود جيشين وإدارتين في إقليم كردستان العراق أمر غير مقبول ويعرّض انجازات ومكاسب أهل الإقليم إلى الخطر. ولفت إلى التهديد التركي الحقيقي والوجود العسكري القوي للدولة التركية، في ظل قيام حكومة تحالف حزب العدالة والتنمية والحركة القومية بمواصلة تدخلها العسكري في مناطق إقليم كردستان العراق وشن العمليات العسكرية وبناء القواعد والنقاط المحصنة لجيشها، فيما تحاول الآن أن تشرك أطراف كردية في حربها ضد حركة التحرر في شمال كردستان.
وقال كاراموس إن المؤتمر الوطني الكردستاني، كجهة تمثل كل القوى السياسية والفعاليات الكردية داخل وخارج كردستان، يقيّم تداعيات الاحتلال التركي وسياسة الحرب التركية، ويسعى إلى اقناع الأطراف الدولية والرأي العام بمخاطر هذا الاحتلال على الكرد وعلى حالة الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن بعثات المؤتمر تعمل ليلاً نهاراً في الشرق الأوسط والعراق وروسيا وغيرها، وتجري لقاءات مع الأطراف المعنية، بغية شرح مخاطر سياسة الحرب التركية والمطالبة بالضغط على أنقرة لتكف عن محاربة الكرد وقبول الحوار والتفاوض لحل القضية الكردية بشكل سلمي وسياسي. ونوه إلى أن عمل المؤتمر الوطني الكردستاني يخدم إقليم كردستان أيضاً، مضيفاً أن هناك مساع كبيرة لحل القضايا العالقة بين أحزاب إقليم كردستان العراق وإقامة حوار داخلي، بدل الاستقواء بالأطراف الإقليمية والدولية ومواصلة الاتهامات المتبادلة.
ولفت كاراموس إلى مساعي المؤتمر الوطني الكردستاني في التوصل إلى اتفاق بين القوى الكردية لتخطي الخلافات القائمة والعودة إلى الحكومة والإدارة الواحدة وصنع رؤية استراتيجية موحدة تخدم الإقليم وأهله، لخدمة كل الشعب الكردي في عموم كردستان، وكل مكونات الشرق الأوسط.

المؤتمر الكردي الشامل نهاية العام

وكشف كاراموس بأنهم قرروا عقد المؤتمر القومي الكردي الشامل نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أنهم سيرسلون الدعوات بالحضور والمشاركة لجميع القوى الكردية في كل أجزاء كردستان الأربعة وأوروبا والمهجر، بما فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني. وتابع كاراموس: «نحن عازمون على عقد المؤتمر القومي الكردي الشامل، وسوف نقوم بدعوة جميع القوى الكردية للمشاركة. ولا أخفي أننا في المؤتمر الوطني الكردستاني ما نزال مترددين في دعوة المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) بسبب سياساته المعادية لإقليم شمال وشرق سوريا، ولأنه يعمل تحت إمرة الاحتلال التركي وجهاز الاستخبارات التركية ويقبل بالاحتلال التركي لعفرين وسري كانيه. ليس من الواضح بعد إذا كنا سندعوهم للمشاركة».
كما قيّم الرئيس المشارك للمؤتمر الوطني الكردستاني الأوضاع في تركيا وشمال كردستان، وأكد على أن تركيا تمر بأزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية خانقة، موضحاً أن الدولة التركية تستخدم كل إمكانياتها للنيل من الشعب الكردي وحركته التحررية،. وأشار إلى نضال الكرد في شمال كردستان وتمسكهم بحقوقهم، والذي ظهر مؤخراً في الاحتفالات الكبيرة بعيد النوروز القومي، وبتحقيق حزب المساواة والديمقراطية للشعوب نتائج جيدة في الانتخابات البلدية، قائلاً إن تركيا تعلم أن الحل سيكون سياسياً وليس عسكرياً، وأنه لا مناص من اللجوء لمحاورة السيد عبد الله أوجلان، الذي تفرض عليه الدولة عزلة مشددة منذ 39 شهراً، وتمنع محاميه وذويه من لقاءه. وذكر أنه إذا أرادت تركيا الخروج من أزماتها الحالية، فعليها بدء الحوار والتفاوض والتخلي عن سياسة الحرب والحسم العسكري.

التهديدات ضد كرد المهجر

وفي نهاية حديثه، تحدث كاراموس عن التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها الكرد في الدول الأوروبية والمهجر، وأفاد بأن هناك تهديدات تطال الكرد في المهجر، كما أن هناك ملاحقة استخباراتية وتجسس من تركيا وغيرها على الفعليات والمؤسسات الكردية في أوروبا. وأوضح أن العنصريون القوميون والجهاديون يقومون بتهديد الكرد والتحريض عليهم. وأشار كاراموس إلى الهجمات التي تعرض لها الكرد في بلجيكا خلال احتفالات عيد النوروز القومي، وتحركات العنصريين الأتراك وعناصر تنظيم داعش وجبهة النصرة الذين لجؤوا للدول الأوروبية. وقال كاراموس إنهم في المؤتمر الوطني الكردستاني يتابعون الأوضاع بشكل جيد، وسبق وأن أسسوا منسقية للتشاور والتباحث وتوحيد الموقف بين كل القوى والمؤسسات والجمعيات الكردية العاملة بين الجالية الكردية في أوروبا والمهجر عموماً، كاشفاً عن مشروع لعمل ممثلية واحدة تحت مظلة المؤتمر الوطني الكردستاني، تمثل كل الكرد بكافة أطيافهم وتكون قادرة على تمثيل الجالية الكردية أمام الجهات الرسمية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد