بدران جيا كرد: الهجمات التركية تدمر مناطقنا وتشرد شعبنا والمنطقة منكوبة الآن

المركز الكردي للدراسات

قال بدران جيا كرد الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بأن الهجمات التركية على مناطق الإدارة الذاتية تدمر بشكل منهجي كل مقومات وسبل الحياة، وتهدف إلى تشريد الملايين من سكان المنطقة، وتحويلهم إلى لاجئين، موضحاً بأن المنطقة تحولت لمنطقة مكنوبة الآن.

وجاءت تصريحات جيا كرد خلال لقاء على عبر “زوم” نظمه المركز الكردي للدراسات يوم الاثنين المصادف 09/10/2023، وحضره عشرات الصحفيين والإعلاميين والنشطاء الكرد والأجانب.

 وقدم جيا كرد شرحاً للأوضاع والتطورات في مناطق الإدارة الذاتية التي تعرضت وتتعرض إلى هجمات مركزة تستهدف البنية التحتية وحياة السكان، وقال بأن تركيا تخلق الاعذار للهجوم على مناطقنا، نافياً أن يكون للإدرة الذاتية أي علاقة بما حدث في أنقرة. وأضاف جيا كرد بأن الحكومة التركية تخدع الرأي العام لديها، وفي كل العالم، وهي تتهمنا كذباً لتبرير حملة تدمير البنية التحتية، وأنها وبعد رعايتها للجماعات المسلحة، بدأت بالهجوم المباشر بنفسها لتحقق هدفها في احتلال مناطقنا وتدميرها. و”أن الحكومة التركية مارست التطهير العرقي، والتهجير بحق الكرد في عفرين وسري كانيه، وتريد الآن تحويل كل مناطقنا الى مناطق محتلة، لتغيير تركيبتها وتهجير أهلها، فقد قالت علانية أنها ستستهدف البنية التحتية وتدمرها، وتخرب مصادر العيش والحياة” .

وأضاف جيا كرد بأن تخريب تركيا للبنية التحتية ينتهك المعاهدات والقوانين الدولية، وخاصة إتفاقية جنيف التي ترفض تدمير الأطراف المتحاربة للبنية التحتية والإضرار بالمدنيين، والتي كانت تركيا قد وقعّت عليها وأبدت التزامها عليها، مشيراً بأن “الصمت الدولي يشجّع تركيا على المضي قدماً في حملة تدمير مناطقنا وتشريد أهلها، موضحاً بأن الهجمات التركية خلقت واقعاً كارثياً، وحرمت المواطنين من الخدمات الاساسية. وإن الملايين باتوا يعيشون في كارثة حقيقية” . كذلك أشار جيا كرد بأن الهجمات التركية على مناطق الإدارة الذاتية تضر بالحرب ضد تنظيم “داعش”، وإن لديهم معلومات بأن “داعش” يستغل ما يحدث لتنظيم صفوفه وشن هجمات على مناطقنا، وقال لدينا معلومات بأن “داعش” يحاول تأهيل المعتقلين في السجون وإعداد العدة لشن هجمات.

كما وقدم جيا كرد جردة لحصيلة هجمات الجيش التركي على البنية التحتية والمدنيين، وقال بأن الهجمات التركية قد أضرت بقدرتنا على مساعدة النازحين، وعددهم ٢٠٠ ألف في المخيمات، و٨٠٠ ألف في القرى والمدن في مناطقنا، موضحاً بأن هناك حملة إبادة ضد مناطقنا والمواطنين وعلى العالم أن يعلم ذلك، وأن ” هناك ١٨٢ موقع خدمي تم تدميره من قبل الدولة التركية. المنطقة منكوبة الآن. هناك مليوني شخص قطعت عنهم خدمات الكهرباء والمياه. وثمة مخاوف من ظهور الأوبئة والأمراض جراء غياب الخدمات. وأن الهجمات الجوية التركية قد دمّرت حتى الآن مشفيين كبيرين كانا يخدمان ٣٦٠ ألف مواطن. كما ودمرت الهجمات ٤٨ مدرسة، وأدت الى حرمان عشرات الآلاف من التلاميذ والمدرسين من التعليم. كذلك دمرت الهجمات التركية عشرات المشاغل والمصانع والورشات الحرفية ” .

وأوضح بدران جيا كرد بأن الهجمات التركية استهدفت قوى الأمن الداخلي، واسفرت عن استشهاد ٦ من عناصرها في عامودة، وعن استهداف أكاديمية الشرطة في ديريك، واستشهاد ٢٩ عنصراً من وحدة مكافحة المخدرات. كما أسفرت الهجمات التركية عن استشهاد عشرات المواطنين بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء.

وأشار مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية إلى أن المواقف الاميركية والدولية حيال الهجمات التركية ضعيفة، ولا تشكل ضغطاً حقيقياً على تركيا، وهو ما يساهم في تمادي الحكومة التركية في هجماتها، والمضي قدماً في القصف والقتل. موضحاً بأن النظام السوري لم يظهر أي موقف حيال الهجمات التركية، رغم استهداف هذه الهجمات مواقع القوات السورية من قبلها، وأضاف أن “النظام السوري يتصرف وكأن الأمر لا يعنيه رغم حديثه عن الوطنية وتنديده بالاحتلال التركي. الواضح أن النظام السوري يرى في تدمير تركيا لمناطقنا، فائدة له من جهة لأنه يريد أن يرى تدمير تجربة الإدارة الذاتية. إن الهجمات التركية تدمر ثروات الشعب السوري وعلى النظام التعامل معها من هذا المنطلق. النظام السوري لديه علاقات إستخباراتية مع تركيا، ويبدو أنه متمّسك بتفاهمات أستانة برعاية الروس والإيرانيين، لذلك هو صامت حيال الهجمات التركية، وبالتالي فإن النظام السوري متفق مع تركيا وإيران حول إضعاف الإدارة الذاتية، ويرى من مصلحته النيل منها” واختتم قائلاً “النظام السوري يرى أن صمته على الهجمات التركية على مناطقنا، قد يساهم في قبول تركيا لهجماته على إدلب. يبدو ان هناك تفاهما ومقايضة “.

كما وطالب جيا كرد الامم المتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة بالتحرك والتنديد بالهجمات التركية على المدنيين. ” ننتقد الامم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي على الازدواجية في التعامل مع النظام التركي الذي يقتل ويدمر وينتهك حقوق الانسان وكل الاتفاقيات الدولية. ونناشد القوى الديمقراطية في عموم المنطقة بتوحيد نضالها والتعاون في الضغط على المجتمع الدولي للتحرك ضد حملة الحرب التركية على مناطقنا “. وتابع جبا كرد بأن الهجمات التركية وتخريب المنطقة ستساهم في زيادة الهجرة الى الخارج وخاصة إلى أوروبا. ” الهجمات التركية تعرقل عمل المنظمات الانسانية، وتتسبب في تركها للمنطقة، وهو ما يساهم في الاضرار باللاجئين في المخيمات، وبشكل خاص مخيم واشو كاني. الهجمات اثرت على قدرة موسسات الادارة الذاتية في تقديم الخدمات وسبل الحياة للاجئين. الادارة الذاتية تناشد المنظمات الانسانية البقاء ومواصلة خدمة المواطنين، وتناشد المجتمع الدولي لمساعدة الادارة في رعاية المواطنين وخاصة اللاجئين “.

وقال جيا كرد إن الادارة الذاتية قدمت تضحيات كبيرة في الحرب ضد “داعش”، وبذلك دافعت عن الانسانية، لذلك ننتظر من كل المجتمع الدولي والقوى الديمقراطية، وكل الشعوب المساعدة والعمل على انهاء الهجمات التركية علينا. ” ابناء شعبنا الذين قدموا تضحيات كبيرة ضد الارهاب، يناشدون العالم التدخل لحمايتهم من الهجمات التركية. ابناء شعبنا تظاهروا امام مقار قوات التحالف لدعوتهم الى مساعدتهم والتحرك ضد هجمات الدولة التركية. الهجمات التركية على مناطقنا واهلها متواصلة، وهي ناتجة عن عقلية الابادة والتطهير العرقي ضدنا. اننا نتطلع الى موقف دولي وشعبي لدعمنا والوقوف ضد الحرب التركية علينا. يهمنا تكاتف الشعوب الكردية والعربية وبقية المكونات ورفضها للهجمات التركية. على كل انسان حر في كل مكان في العالم أن يرفض هذه الحرب التركية علينا، وان يساهم في وقفها ودعم شعبنا “.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد