دعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حوالى 120 دولةً للانضمام إلى قمتها من أجل الديمقراطية الأسبوع المقبل، لكن اثنين من حلفائها في حلف الناتو لم يتلقيا دعوة، إذ تم استبعاد تركيا والمجر من قائمة المدعوين لحضور القمة التي وصفها فريق بايدن بأنها إحدى مبادرات السياسة الخارجية المميزة التي تهدف إلى دعم الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم ووقف صعود الأنظمة الاستبدادية.
تعكس عدم دعوة تركيا والمجر قلقاً أميركياً متزايداً بشأن التراجع الديمقراطي في تركيا والمجر، على الرغم من أن واشنطن تعتمد عليهما لدعم استراتيجية الغرب ضد روسيا في أوكرانيا، كما تحتاج إلى موافقتهما على انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، ما يشير إلى العلاقة المتدهورة بين واشنطن وحليفتيها، وهو ما أكده ثلاثة مسؤولين أميركيين تحدثوا إلى موقع «SitRep».
عزز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلطته وجعل جميع قرارات البلاد في يده، في تجاوزٍ واضحٍ للديمقراطية في البلاد. لكن اليوم، يواجه أردوغان أصعب تحدٍ لحكمه الذي دام 20 عاماً مع الانتخابات المقبلة في مايو/أيار.
لقد عزلت المجر، بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، نفسها داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بسبب تراجعها الديمقراطي وعلاقات أوربان الوثيقة مع روسيا التي لم تتراجع حتى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. في السياق ذاته، رفضت حكومة أوربان باستمرار الانتقادات الموجهة من واشنطن و الاتحاد الأوروبي بشأن تراجع الديمقراطية، في وقتٍ تمنع المبادرات والمساعدات على مستوى الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدة لأوكرانيا وفيما يخص العقوبات المفروضة على روسيا.
من المرجح أن يؤدي هذا الازدراء الأميركي إلى تأجيج التوترات بين واشنطن والحليفين بشكلٍ أكبر وسيزيد الفجوة بينهما وبين بقية أعضاء حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
تتضمن القمة الأميركية المقبلة من أجل الديمقراطية، المقرر عقدها في الفترة من 28 مارس/آذار إلى 30 من الشهر ذاته، خليطاً من الأحداث الشخصية والافتراضية في واشنطن وأربع دول شريكة (كوستاريكا وكوريا الجنوبية وهولندا وزامبيا) مع بايدن و20 من كبار مسؤولي إدارته.
ويقول المدير التنفيذي لمكتب مؤسسات المجتمع المفتوح في الولايات المتحدة والعضو الديمقراطي السابق في الكونغرس توماس بيرييلو: «هناك انقسامٌ أساسي في الوقت الحالي بين القادة الذين يحكمون بلدانهم بقمعيةٍ وسلطوية مقابل أولئك الذين يسيرون في اتجاه أكثر انفتاحاً وديمقراطية». ويضيف أنه في حال جرت القمة بالشكل الصحيح، يمكنها أن تكون بمثابة «ثقل موازن» لصعود الأنظمة الاستبدادية، بحيث تساعد الديمقراطيات الناشئة على تبادل الخبرات فيما بينها.
وتحدث مسؤولٌ كبير في الإدارة الأميركية لموقع «SitRep» شرط عدم الكشف عن اسمه أن واشنطن لا تريد أن يُنظر إلى هذا الحدث وإلى عدم دعوة بعض الدول على أنه حكمٌ على قوة أو ضعف الديمقراطية في بلدٍ آخر. وأضاف المسؤول الأميركي أنه «عندما يتعلق الأمر بكل من تركيا والمجر، نحن ملتزمون بتعزيز علاقاتنا مع كلا البلدين. كلاهما من الحلفاء الأساسين في الناتو، ونحن نعمل معاً في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وستكون هذه القمة الثانية للديمقراطية التي تنظمها الإدارة الأميركية ولم تدعوا فيها تركيا والمجر، إذ تم استبعادهما من القمة عام 2021، ما دفع المجر في ذلك الوقت إلى منع الاتحاد الأوروبي من الاضطلاع بدورٍ مشترك فيها.
المصدر:فورين بوليسي