العملية العسكرية التركية في سوريا رهن باجتماع طهران الثلاثي

 

من المقرر أن يجتمع قادة تركيا وإيران وروسيا في طهران الأسبوع المقبل، وسط التهديدات التركية المستمرة ضد الكرد في سوريا، وسيناقش بوتين وأردوغان بشكل منفصل أزمة الحبوب الأوكرانية.

 

إزجي أكين

 

من المقرر أن يجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في طهران الأسبوع المقبل، في لقاء يرجّح أن تتصدّر صادرات الحبوب الأوكرانية والعملية التركية المحتملة في سوريا جدول أعماله.

قال المتحدث باسم الكرملين  دميتري بيسكوف إن بوتين سيزور إيران في  19 من تموز(يوليو) لحضور قمة ثلاثية بين قادة تركيا وإيران وروسيا، كما سيعقد اجتماعات ثنائية مع الزعيمين على هامش الزيارة.

من المتوقّع أن تكون جهود أنقرة لتسهيل مبادرة تقودها الأمم المتحدة  لإنشاء ممر بحري في البحر الأسود لتصدير الحبوب من أوكرانيا على رأس جدول الأعمال في المحادثات الثنائية بين بوتين وأردوغان. ويأتي الاجتماع في أعقاب المحادثات الرباعية في إسطنبول المقرر عقدها يوم الأربعاء. قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن وفوداً عسكرية تركية وأوكرانية وروسية ومسؤولين في الأمم المتحدة سيناقشون التصدير الآمن للحبوب الأوكرانية.

حذّرت الأمم المتحدة من رفع سقف التوقعات فيما أعربت المجتمع الدولي عن مخاوفه من أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق في حال فشل الجهود الرامية إلى انشاء ممر الحبوب.

وعلى خلفية ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “إننا نعمل بجد، لكن  لا يزال هناك طريق طويل أمامنا. كثير من الناس يتحدثون عن ذلك، و نحاول القيام بما يجب”. هناك 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعتمدون على صادرات الحبوب الأوكرانية، بحسب المسؤولين الأوكرانيين.

تصرّ روسيا على أنه يجب على أوكرانيا إزالة الألغام من موانئها لبدء عملية التصدير. بدورها تضغط كييف من أجل الحصول على ضمانات أمنية، وتطالب دول الطرف الثالث والأمم المتحدة ضمان منع روسيا من شن هجمات برمائية على شواطئها بمجرد إزالة الألغام من المياه.

قال الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط مكسيم سوشكوف، لـ “المونيتور”: “إن موقف روسيا إما ستفاقم أو تخفف أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق”. وبحسب سوشكوف، تريد موسكو أن تثبت أنها ليست مسؤولة عن أزمة الحبوب، وتسعى تركيا إلى ترسيخ نفسها كوسيط حل عبر المحادثات، مضيفاً: “هنا مرة أخرى التقت نوايا بوتين وأردوغان في موقف مشترك مع السعي وراء مصالح مختلفة إلى حد ما”، مبيّناً أن “التعاون التركي الروسي من أجل ممر بحري آمن هو أيضاً مصلحة مشتركة للطرفين”.

تسببت أزمة الحبوب بالفعل في توتر بين أنقرة وكييف الأسبوع الماضي، بعد أن أفرجت السلطات التركية عن سفينة روسية اتّهمتها كييف بأنها محمّلة بالحبوب من الأراضي التي تحتلها روسيا، وعلى الرغم من الأدلة الجنائية المقدمة إلى السلطات التركية، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو.

تأتي المحادثات الرباعية في إسطنبول بعد أن ناقش أردوغان الجهود مع بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في محادثات هاتفية منفصلة في 11 تموز (يوليو). وقال أردوغان لبوتين “إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات بشأن خطة الأمم المتحدة لإنشاء ممرات آمنة لصادرات الحبوب في البحر الأسود” ، وفقاً لبيان  رسمي  صادر عن تركيا.

وأضاف البيان أن الرئيسين ناقشا الوضع في سوريا، حيث لا تزال التهديدات التركية بشن هجوم عسكري جديد ضد مناطق الإدارة الذاتية فش شمال شرق سوريا قائمة، و من المرجح أن يضغط أردوغان على بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للحصول على دعم للعملية.

خففت أنقرة مؤخراً من خطابها التهديدي بشأن عملية محتملة ضد قوات سوريا الديمقراطية، الحليف الرئيس لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محاربة تنظيم داعش في سوريا، وسط غياب الضوء الأخضر الروسي والأمريكي. حيث قال أردوغان الأسبوع الماضي إن بلاده  “ليست في عجلة من أمرها”.

ومع ذلك، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا حالة الطوارئ، على خلفية التوغل التركي المتوقّع. في 10 تموز (يوليو)، كرّر أكار  تهديدات أنقرة، قائلاً إن “القوات التركية تعرضت لمضايقات خطيرة من تل رفعت ومنبج، البلدات الشمالية السورية. يبدو أن تل رفعت خيار أقل ترجيحاً نظراً لقربها من بلدتي نبل والزهراء ذات الأغلبية الشيعية  حيث توجد القوات الموالية لإيران. وقال أكار إنّه “من غير الوارد” بالنسبة لتركيا أن تستجيب لدعوات العواصم الأجنبية بعدم تنفيذ هذه العملية، مضيفًا أن “المحادثات مع الأطراف والمعنيين جارية”.

فيما توقع الباحث سوشكوف  “بعض الصفقات في المحادثات المقبلة”، مستنداً على التصريحات الروسية والإيرانية. فشلت تركيا في  الحصول على الضوء الأخضر من شركائها في أستانا لعملية شاملة خلال الجولة الأخيرة من المحادثات في كازاخستان الشهر الماضي.

لكن هل عملية منبج محدودة؟

وفقًا لسوتشكوف، تعتمد الإجابة على ثلاثة عوامل رئيسية: ما إذا كانت مثل هذه العملية ستؤدي إلى تعقيد الوجود الروسي وتأثيرها السياسي في سوريا. هل سيعني ذلك مواجهة بين القوات التركية وقوات الحكومة السورية؟ وموقف طهران.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد