د. صلاح نيوف
تعود أصول الجيوبوليتك أو ” الجيوسياسة” إلى أصول أوربية، وبسبب التراكم المعرفي الملفت لأدبياته فإنه لا يمكن اختصاره بتسمية “نظرية الجيوبوليتك”.
تطابق هذا العلم في بدايته مع نزعة إيجابية، بمعنى أن الدول، أو الكيانات السياسية هي خاضعة لمواقعها الجغرافية، وخاضعة للأقاليم التي تشغلها ولمناخاتها أيضا، كما نقول في بعض تعبيراتنا مثلا ” مصر هي هبة النيل”. من هنا يمكن شرح توجهات الدول وحركتها على الصعيد الداخلي كما هو على الصعيد الخارجي. هذا الإجبار الجغرافي وهذه التبعية للموقع يمكن أن تكون لها، بشكل كبير أو صغير، تأثير على الدول. فالجانب الطبيعي للدولة يتطلب اعتبارات استراتيجية.
من هنا هل يمكن تعريف الحدود ” حدود الدولة” بأنها تشكل صعوبة طبيعية تعيق أية اعتداءات محتملة من الخارج أو هي عكس ذلك. أن نأخذ بعين الاعتبار الموارد والثروات، خصوبة الأرض، توفر المياه، هو موقف يحمل في أعماقه نتائج اقتصادية. أما البعد الإنساني وأهميته، التلاحم بين الناس، أو انقسام السكان يضيف إلى الجانب الطبيعي ما يمكن أن ندعوه هنا الجانب السياسي.
للجيوبوليتك مدارس متعددة، لا يمكن الإحاطة بها في مقال أو بحث، من أهمها الألمانية، الأمريكية، الإنكليزية والفرنسية في وقت متأخر.
——