إسرائيل تعيد بناء عقيدتها الإقليمية.. وتستعد لسيناريو حرب مع تركيا
لماذا تغيرت حسابات الدولة العبرية مع حليفتها المسلمة بعد 7 عقود من العلاقات؟
المركز الكردي للدراسات
في آب/أغسطس 2024، أثمرت جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تأسيس لجنة عسكرية إسرائيلية بهدف مراجعة ميزانية الدفاع وتقديم توصيات لتعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي. سُميت اللجنة باسم رئيسها، البروفيسور يعقوب ناجل، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي والمستشار المقرب لنتنياهو.
إننا نشهد تغيرات جوهرية في الشرق الأوسط، فلطالما كانت إيران تشكل التهديد الأكبر لنا، ولكن هناك قوى جديدة تدخل الساحة.
بنيامين نتنياهو
وتحدث نتنياهو عن التقرير بعد الاطلاع عليه قائلاً: «إننا نشهد تغيرات جوهرية في الشرق الأوسط، فلطالما كانت إيران تشكل التهديد الأكبر لنا، ولكن هناك قوى جديدة تدخل الساحة، وعلينا أن نكون مستعدين لما هو غير متوقع. يقدم لنا هذا التقرير خريطة طريق لتأمين مستقبل إسرائيل».
يأتي تقييم اللجنة في ظل سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة، والتي باتت أوساط إسرائيلية تراها معادية لمصالح الدولة العبرية على المدى البعيد. وفي الواقع، يمكن القول إن تركيا دخلت مؤخرًا فقط في تفكير “المدى البعيد” الإسرائيلي، حيث إن تل أبيب دأبت على التعامل مع تركيا بمنطق المنافع قصيرة الأمد، وعلى رأسها أنها دولة مسلمة تقيم علاقات مع إسرائيل منذ أكثر من 70 عامًا بدون حرج ديني أو قومي. يبدو – وفق تقرير اللجنة -أن هذه الحقبة من التفكير الإسرائيلي في طريقها للنهاية، وفقدت تركيا مزاياها القديمة لدى حليفتها العسكرية والأمنية، وحين يبدأ الإسرائيليون بالتفكير “على المدى البعيد”، فإنهم يرون تركيا تهديدًا لا يقل عن تهديد الأعداء التاريخيين لإسرائيل، مثل إيران.
في كل الأحوال، قدمت لجنة ناجل توصياتها إلى نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يوم الاثنين 6 يناير 2024، حيث حددت استراتيجية شاملة للتعامل مع التهديدات الناشئة.
وتقترح اللجنة زيادة ميزانية الدفاع بما يصل إلى 15 مليار شيكل سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة لضمان تجهيز قوات الدفاع الإسرائيلية للتعامل مع التحديات التي تفرضها تركيا، إلى جانب التهديدات الإقليمية الأخرى.
أوصت اللجنة بالتدابير التالية للتحضير لمواجهة محتملة مع تركيا:
- الحصول على طائرات مقاتلة إضافية من طراز F-15، وطائرات التزود بالوقود، والطائرات بدون طيار، والأقمار الصناعية لتعزيز قدرات إسرائيل على الضربات بعيدة المدى.
- تعزيز قدرات الدفاع الجوي متعددة المستويات، بما في ذلك القبة الحديدية، ومقلاع داود، وأنظمة آرو، ونظام الدفاع بالليزر الذي تم تشغيله حديثًا.
- بناء حاجز أمني محصن على طول وادي الأردن، وهو ما من شأنه أن يمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية إسرائيل الدفاعية على الرغم من التداعيات الدبلوماسية المحتملة مع الأردن.