د. جواد كاظم البيضاني *
في ظل تباين تصريحات المسؤولين الاتراك، وتضارب وجهات نظرهم في المرحلة ما بعد عفرين، تبدو الرؤية التركية غير واضحة ، فوزير خارجيتهم ما ينفك يجاهر بان لتركيا الحق في تأمين حدودها داخل العمقين السوري والعراقي. ويبدو ان هذه التصريحات اخذت طابعاً مغايراً بعد 8 مارس/ اذار 2018م حيث اعلن الاتراك انهم بصدد الدخول الى سنجار(شنكال). فما هو الهدف من هذه الزوبعة ؟ وهل صحيح ان المقاتلين الاكًراد بشكلون تهديدا على الامن القومي التركي؟. ام ان هناك خلل احدثه هؤلاء المقاتلين في ميزان الاستراتيجية التركية في المنطقة؟.
تقييم حالة
شن الجيش التركي هجوما عسكريا كبيرا على عدة مناطق من مقاطعة عفرين بفيدرالية شمال سوريا، مستخدماً عشرات الطائرات الحربية والدبابات والقصف المدفعي، إضافة إلى المئات من الجنود ومسلحي المعارضة السورية المنضوين تحت لواء ما يُعرف بـ"درع الفرات". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح مراراً في الآونة الأخيرة، بأن الجيش التركي سيدخل عفرين للقضاء على وحدات حماية الشعب. ورغم أن التصعيد العسكري التركي جاء بعد إعلان الولايات المتحدة عن تشكيل قوات قوامها 30 ألف مقاتل لحراسة الحدود مع كل من العراق وتركيا، إلا أن التهديد التركي ضد عفرين، والقصف المدفعي اليومي، وإرسال مقاتلي مجموعات "درع الفرات"، لشن هجمات تخريب ضد القرى والمزارع الكردية، لم ينقطع يوماً
شورش خاني ومحمد مير سعادة
بعد سبع سنوات من بداية الربيع العربي في الشرق الأوسط بات من الواضح أن كل ما حصل في تونس ومن ثم مصر وليبيا هو مقدمة للوصول إلى حلبة الصراع الرئيسية وهي سورية حيث تابعنا الأحداث ومجرياتها وكيف انتقلت الأمور في سورية من تظاهرات إلى تحرك عسكري إلى صراع إقليمي دولي، وبطبيعة الحال فقد أستنفر النظام حلفائه للدفاع عنه، وكان الحليف المبادر في البداية هو إيران تبعه الحليف الروسي والذي يعتبر حليف استراتيجي لسورية منذ القرن الماضي، وبعد مضي أعوام على تواجد الحلفاء في الميدان السوري واقتراب مرحلة الحل السياسي على يقول حلفاء دمشق، يبقى لدينا سؤال يطرح نفسه بقوة هل هناك أتفاق بين حلفاء سورية أم هناك صراع خفي بينهم، هذا ما سنحاول أن نسلط الضوء عليه من خلال هذه القراءة التي سنقسمها إلى نقاط متتابعة لتصل الرؤية الكاملة للقارئ العزيز.